الانترنت، هل فكك الأسرة أم أنعش العلاقات الاجتماعية؟
بيرزيت اونلاين - هدى عادي - تباينت آراء الأهالي حولَ تأثيرِ الانترنت على الروابطِ الأسرية، إذّ أنّ هُناكَ العديد من العائلاتِ التي تُؤمنُ بأنّ الانترنت هو نعمةٌ من الله وأنه يقومُ على تقويةِ العلاقات الأسرية، وأنها تُساعد على حلِ المشكلاتِ التي قدّ يتعرضُ لها أفرادُ الأسرة، وبالمقابلِ هُناكَ عائلاتٌ أخرى تعتبر الانترنت بما فيه مواقع التواصلِ الاجتماعي على أنهُ حاجزٌ وُجِدَ بين أفرادِ العائلةِ الواحدة وأنَّ الانترنت قام على زعزعةِ العلاقة الحصينة التي كانت تُميّزُ العائلة الفلسطينية.
تعددت أشكال مواقع التواصلِ الاجتماعي مثل "الفيسبوك، الانستغرام"، وتعددت معها المشاكل التي شاعَ حُدوثها سواءً بينَ الأزواج أو الأبناء، إذّ أصبحت العائلة مُفككةً ومنفصلةً بعضها عن بعض، وأن كلَّ فرد ينعزل في زاويةٍ من زوايا سجنِ الانترنت على الرغمِ من وجودهم في نفسِ المنزل.
وقال دكتور علم النفس في جامعة بيرزيت موريس بقلة:" الانترنت أصبحَ كابوس لدى البعض، إذّ أدّى إلى تدميرِ الكثيرِ من العائلات ووصول الزوجين إلى مرحلة الطلاق في حالات كثيرة، بسبب إهمال أحدِ الطرفينِ لواجباتهم الأُسرية، أو بسبب تصرفاتِ وسلوكِ أبّناءهم التي تغيرت ووصل بها المطافُ إلى مرحلةِ الجُمودِ العقّليّ".
وأوضح بقلة:" لم يقّتصر تأثير الانترنت على الناحية العقيلةِ فقط وإنما أثرتّ على مُنطلقيّ الدينِ والأخلاق، فقد تبين خطر الشبكات الاجتماعية على الثقافة و المعتقدات، حيث أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مثل" الفيس بوك، الانستجرام، السناب شات" و غيرها، توفر بيئة للفساد، ولا يمكن تتبعها بشكل تام من قَبلِ الاباء لمعرفة ما يقوم بهِ أبنائهم بعمله على هذه الشبكات".
وفي الوقتِ ذاته، هُناك من الأهالي من يعتبر أن للانترنت دور إيجابي ولا يؤثر بطريقة سلبية على أيٍّ من مناحي الحياة، وقال محمود حسان المقيم في أمريكا أنّ الانترنت جعلَ العائلة أكثر تواصلاً وقُرباً فيما بينهم، حيث أدّى انتشار استعمال الشبكات الاجتماعية إلى جعلِ العائلة تتواصل بكل سهولة بالصوت والصورة مع أبنائهم المقيمينَ في الخارج وفي أي وقت ترغب فيه الاسرة بذلك، وبتكاليف قليلة جدا تكاد لا تذكر مقارنةً مع التكاليف السابقة عبر الهاتف". وفي ذات السياق قالت مها التي تعيش بعيدة عن والديها:" أنَّ عمليةُ تناقل الصور والفيديو أصبحتّ تتمُ بسرعة كبيرة مما يشعر العائلة أن أبناءهم قريبون منهم ويمكن لهم من مشاهدتهم في ايّ لحظة و مشاهدة أحفادهم و سماع صوتهم، مضيفة:" كنت أعاني من قبل استخدامي للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من التحدث مع والداي، لكن ذلك أصبح سهلا ".
ومنَ الجديرِ بالذكر أن الانترنت قدَ انتشرَ في أنحاء العالم بسرعةٍ هائلة، وبات من الواجب على الجهاتِ المعنية وعلى كلِ أسرة أن تعملَ على توعية أفراد المجتمع بشكل عام وفئة الشباب بشكل خاص بما يمكن القيام به من خلال الشبكة وتوجيههم نحو الاستغلال الأمثل لها بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجّتَمعهم، وضرورة التأكيد على دور الآباء والأمهات في رعاية ووقاية أبناءهم من مخاطر الانترنت من خلال التوجيه والمتابعة كما أنهُ لا بد من أخذ التدابير الوقائية للمحافظة على الهوية اوالقيم مع الاستفادة من التقدم الحضاري والتقني لدى الغرب.