علمني كيف أصطاد ولا تعطيني سمكة!

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-06-24 02:06:00

 بيرزيت أون لاين - براء أبو ليلى - تساهم المؤسسات المحلية بدعم فئات المجتمع المختلفة، والتي تحتاج دعمًا أكثر من غيرها كالأطفال والمسنين والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من منطلق المسؤولية الاجتماعية، وفي ذات السياق تقوم الجمعيات النسوية والخيرية بدعم المرأة وتمكينها، لتصبح قادرة على إعالة نفسها وأسرتها، ولا سيما الأسر التي تفتقد للرجل المعيل إما بسبب الوفاة أو الاعتقال.

كما يجدر الإشارة إلى أن المرأة الريفية تحتاج تمكيناً أكثر من النساء الأخريات، إذ يتحتم عليها بحكم بنية المجتمع القروي والعادات والتقاليد أن تعمل بما يتناسب مع تلك العادات. كما أنه من الصعب أن تجد المرأة المتعلمة عملاً في ظل تردي الوضع الاقتصادي وتفشي البطالة في ثنايا المجتمع، فكيف ستجد المرأة محدودة التعليم مكانًا لها لتكون إمرأة منتجة تكسب رزقها بيدها؟!

هذا ما تنبهت له مؤسسة تنمية المرأة الريفية العاملة، فقامت تلك المؤسسة بعقد دورات تدريبية مكثفة في مختلف القرى الفلسطينية لتدريب النساء على تمكين أنفسهم، وقد كان لقرية المزرعة القبلية نصيبٌ من هذه الورشات، وكان ذلك في أوائل شهر كانون الثاني حتى نهاية شهر آذار، ويقدّر عدد النساء المستفيدة من هذا المشروع ما يقارب 35 إمرأة .

وتقول المسؤولة عن تدريب النساء في قرية المزرعة القبلية أسيل لدادوة  "إن هذه الأنشطة تأتي ضمن سلسلة تعزيز المرأة والتغيير المجتمعي نحو الأفضل، لخلق واقع يليق بالمرأة الفلسطينية ويفتح أمامها أفاقًا لتصبح قادرة على إعالة نفسها بنفسها".

كما أوضحت لدادوة بأن التدريب شمل مجالات متنوعة كتعليمهن أساسيات التجميل ورسم الحنة، بالإضافة إلى تعليمهن كيفية صناعة الحلويات وتغليفها وبيعها، وكيفية إدارة المقاصف المدرسية، وبالترويج لأعمالهن التراثية كالتطريز، هذا إلى جانب توعيتهن بكيفية تسويق المنتجات الريفية ذات الصناعة المحلية، كالزيت والزيتون والصابون والمخللات بأنواعها، وتم تعليمهن على الخياطة وصناعة الخزف والحلي.

عن ثمار هذا التدريب، تقول إحدى المتدربات سهام شريتح إنها أصبحت تسوّق أعمال التطريز التي تقوم بها على وسائل التواصل الاجتماعي، وبأنها أصبحت تبيع منتوجاتها أون لاين، ثم تقوم بتوصيل منتجاتها إلى أقرب نقطة على الزبون ليستلمها، الأمر الذي سهّل عملها كثيرًا، وبذلك تستطيع أن تعتني ببيتها وتعيل نفسها بأقل جهد.

وفي السياق ذاته، تقول السيدة آمنة أبو قرع بأنها ركزّت في هذه الدورة على تعلم رسم الحنة، وأنها بمجرد انتهاء الورشة، أصبحت تعمل في عمل جزئي بصالون تجميل في القرية، بعد أن اتفقت مع صاحبته على أن تعطيها الثلث مما تكسب، وبذلك تكون قد ساهمت في إعالة نفسها.

كما قامت مجموعة من النساء بتغليف المخللات والزيتون وعرضه للبيع في عدة دكاكين على أن يأخذ البائع نسبة من الربح، كما تم عرض وتسويق الصناعات اليدوية كافة، في اليوم المفتوح الذي تم عمله في القرية تحت رعاية جبل النجمة وبمشاركة المؤسسات المحلية فيها، في منتصف نيسان.

تقول لدادوة بأنها فوجئت من إقبال النساء على هذه الورشة والانخراط فيها، كما تضيف بأنها ذهلت من حجم الرغبة القائمة عند تلك الفئة من النساء، فكانت كل واحدة منهن تصر على أن تبدع في مجال معين وتترك بصمة لها، وتأمل لدادوة بأن تشارك في سلسلة التدريبات القادمة.

اقرأ أيضا