الطالبة دعاء شاهين، بين الموهبة والتفوق العلمي

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-30 12:05:00

بيرزيت اونلاين - ديمة إبراهيم - جمعت بين تفوقها الدراسي وحبها للرسم، واتجهت في دراستها الجامعية لهندسة العمارة، كما شاركت في الكثير من دورات الرسم والفن التي تنظم داخل الجامعة وخارجها، لترسم بمستوى وحس إبداعي عالٍ ومعرفةٍ علميةٍ وجماليةٍ.

دعاء شاهين البالغة من العمر (20) عاماً، من مدينة سلفيت، التحقت بكلية الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت بعد حصولها على معدل 97.8 في الثانوية العامة بالفرع العلمي، ولم تتخلَ عن موهبتها في الرسم والفن بأشكاله المختلفة، بل عملت على تطوير ذاتها وتحقيق ما تحب.

لكل شخص طريقة خاصة للتعبير عن مشاعره، وكان حب دعاء للألوان والرسم وسيلة للتعبير عن مشاعرها، فلاحظت معلماتها في صفوفها الابتدائية أن رسمها أكبر من عمرها، مما ميزها فعليًا بموهبة الرسم مقارنة بزميلاتها، تقول دعاء، "منذ صغري أحب الرسم والألوان، أي شي يعبر عن جمال أو مشاعر يستهويني لرسمه، وبدأت موهبتي تظهر في حصص الرسم بالصفوف الابتدائية، بدأت أكبر وتكبر معي موهبتي، في كل صف كنت أتعلم أشياء جديدة سواء بالرسم أو بالأشغال الفنية، لم أنوي أن أخسر شيئًا لطالما تميزت به، لذلك حافظت عليه بقدر استطاعتي، وكنت دائماً أساعد أخوتي وزميلاتي في كل شيء يتعلق بالرسم حتى الآن، وكان الجميع ينادونني بالفنانة دعاء".

اختارت دعاء شاهين تخصص الهندسة المعمارية، وكان سبب اختيارها لهذا التخصص أنها لا تريد أن تخسر موهبتها، كحال كثيرين يخسرونها بعد انتقالهم إلى الدراسة الجامعية واختيارهم لتخصصاتٍ لا تتناسب مع مواهبهم، لذلك موهبتها وحبها للرسم شكلت لديها رغبة قوية في دراسة الهندسة، فتخصصُ الهندسة المعمارية الذي اختارته وصفته بأنه تخصص جمالي وأنثوي فيه إبداع يجمع بين كل ما تحب، كما أنه مليء بالعمل والتصميم والخيال والإبداع، وهناك مساقات كثيرة ساعدتها على تنمية موهبتها وحبها للرسم بالرصاص خاصة، كما أنها مغرمة برسمِ البيوت القديمة والتراث، وهذا يجعلها تشعر بالشغف تجاه كل الوظائف والرسومات التي تُطلَب منها دون شعورها بالملل أو التعب.

وبالإضافة لموهبتها في الرسم، فهي مغرمة في كتابة الخواطر والشعر، تقول دعاء :"كنت أبدع في كتابة مواضيع التعبير في حصص اللغة العربية، حيث كانت كتاباتي مليئة بالأفكار المختلفة مقارنة مع طالبات صفي، حيث كنّ يواجهنَ صعوبة في الكتابة مع محدودية الأفكار، مما جعل كتاباتي مميزة، وفي سنة التوجيهي كنت أدرسُ وعندما أشعر بشيء بخاطري أترك الدراسة لأنشغل بالكتابة، في النهاية اكتشفت أنني كتبت على دفاتر الفيزياء رواية من 200 صفحة تقريبا، قمت بجمعها في دفتر واحد فيما بعد".

وتبين شاهين: "شاركت بفريق يارعات سلفيت التابع لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، لمدة ثلاث سنوات، كنا نعمل مسرحيات وأمسيات شعرية وثقافية ونعرضها في المدن والقرى المختلفة، وشاركت أيضاً في العديد من دورات الرسم، خاصة دورات الرسم بالأدوات الزيتية، وكانوا المدربون يعجبون بأدائي ودقة الرسم وكيفية استخدامي للألوان بطريقة مختلفة عن الآخرين، حيث كلما مر أحدهم عن لوحاتي يقف ليتأملها، وشاركت أيضاً في ورشة عمل مع الفنان الفلسطيني محمد الديري، وفي أول لقاء لنا بالجامعة تحدث عن عملي المميز في الخط والرسم، وقال لي"أنتِ رائعة وموهبتك قوية وطلب رسوماتي لتكون نماذج الشرح للطلاب"، كل ذلك زاد بداخلي الرغبة بأن تعلو موهبتي وتصل لأبعد عما هي عليه الآن".

وفي السياق ذاته، تقول دكتورة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت سارة خصيب، إن دعاء بالنسبة لها أكبر مثال للطالب المجتهد والملتزم، ومثالُ الطالب الذي يبحث دائمًا عن الأفضل ويحصله، وأكدت أن دعاء تتطور بشكل كبير، خاصة أن موهبة الرسم لا تكفي لدراسة الهندسة المعمارية، بل تحتاج إلى حس إبداعي والقدرة على التطور باستمرار، وتوضح أن دعاء طالبة ذكية جدًا وتملك قدرةً عالية من الحس الفني والجمالي والخيالي الذي ساعدها على تطوير موهبتها في الرسم، ولديها فطنة تجعل الأساتذة يدركون موهبتها وإبداعها".

وتتذكر شاهين المواقف الجميلة التي حصلت معها عندما عرضت رسوماتها في مهرجان الزيتون، وعندما يقف الزوار عند رسوماتها وينظرون إلى التوقيع فيبتسمون ويسألون، أين دعاء التي رسمتها؟، فتفرح عندما تسمع آراءهم المثيرة عن رسوماتها قبل معرفتهم بأنها صاحبة اللوحة، وقبل عدة أيام زارت دعاء مكتبة بلدية سلفيت وتفاجئت بلوحاتها التي رسمتها عام 2013 ما زالت معلقة على الحائط حتى اليوم، هذا يثير بدعاء شغفًا قويًا لاستمرارها بالمزيد من العمل والجهد.

تتطمح دعاء للعملِ في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت بعد تخرجها، وأن تستمر بتطوير وتوسيع دائرتها الفنية بالرسم والأشغال الفنية والكتابة ونشرها على نطاق أوسع، عبرت دعاء عن أملها وثقتها بنفسها وعزيمتها في الوصول لحلمها، وتؤكد أن الداعم الأساسي لها هو والدها، فثقتها وعزيمتها تعود لدعمه لها في كل خطوة في الحياة، بحيث لا يحدُّ من تطلعاتها سواء بالرسم أو الكتابة، فإعطاءه الموافقة لها للخروج للدورات أو السفر مكنها من تطوير نفسها.

اقرأ أيضا