بعد 70 عاما، الذاكرة الوطنية الفلسطينية بالداخل راسخة

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-02 11:05:00

بيرزيت اونلاين – عبد الرحمن أشراف - قريتك ليست بعيدة عنك، تستطيع زيارتها والنظر إلى معالمها المدمرة، ولكن لا تستطيع العودة إليها والسكن فيها. هذا هو حال المهجرين الذي هجروا إبان الحرب عام 1948 وبقوا داخل ما يسمى "الخط الاخضر" أو المناطق التي احتلهتا "إسرائيل" عام 1948 .

وتقول عضو جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين رلى مزاوي :" مرت فترة طويلة بعد النكبة شعر خلالها فلسطينيو الـ 48 بالخوف بسبب الاضطهاد العنصري والحكم العسكري الذي كان يمارس ضدهم، عدا عن محاولات تشويه الهوية الفلسطينية لديهم بعدة أساليب وطرق منها إدخال المنهاج الإسرائيلي إلى المدارس وغيرها .

يمكن القول أن يوم الأرض شكل نقطة تحول مهمة في حياة الفلسطينيين، إذ بدأت معالم الهوية الوطنية لديهم تتضح أكثر فأكثر وشعور الخوف الذي رافقهم لسنوات بدأ يختفي، إذ أن نسبة مشاركتهم في المناسبات والأحداث الوطنية المختلفة في ازدياد.

أوسلو ومسيرة العودة

شكّل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 صدمة للفسطينيين خاصة أولئك الذي يعيشون داخل الأراضي التي احتلت عام 1948، إذ أن الاتفاقية تخلت عنهم واعتبرتهم شأناً "إسرائيلياً" داخلياً، إلا أن هذا الامر جعل فلسطينيي الداخل يلتفتون إلى أمور قضيتهم بشكل أكبر ويعتمدون على أنفسهم في الدفاع عن حقوقهم وقضيتهم .

وتوضح مزاوي أنه بعد توقيع اتفاقية أوسلو أسس المهجرين في الداخل المحتل جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين والتي اهتمت بكل ما يخص المهجرين الفلسطينيين، مثل المطالبة بحق العودة والاهتمام بالقرى والمدن المهجرة والعمل على بناء الهوية الوطنية لدى الأطفال التي طالما حاولت الاحتلال أسرلتهم وتفتيت هويتهم .

وتضيف مزاوي:" من المشاريع الكبيرة التي عملت عليها الجمعية هي مسيرة العودة والتي بدأت قبل 21 عاما، وتقام مرة في السنة وتكون في ذكرى ما يسمونه "استقلال إسرائيل" لنؤكد على أن إستقلالهم هو  نكبتنا، ويتم زيارة إحدى القرى المهجرة، وهذا السنة ستكون في القرية الساحلية عتليت لنوجه رسالتنا لهم "والساحل كمان النا".

مسيرات العودة بكافة أشكالها الفردية والجماعية أصبحت أيقونة للفلسطينيين للتمسك بحق العودة، ويشارك فيها الصغار قبل الكبار، ويتوقع المسؤولون عن مسيرة العودة في الداخل أن هذا السنة ستشهد مشاركةً واسعة جدا من كافة اطياف المجتمع .

تحديات وصعوبات 

مع استمرار مشاركة الآلاف في كل سنة في مسيرة العودة وانتقالها من المسيرات الجماعية إلى الأفراد رأى فيها الاحتلال مشكلة كبيرة، فمسيرة العودة من رسائلها التأكيد على حق اللاجئين بالعودة إلى قراهم ومدنهم  التي هجروا منها عام 1948 والتي ترفض دولة الاحتلال رفضاً قاطعاً الاعتراف به .

ويؤكد نائب رئيس الحركة الإسلامية السابق الشيخ كمال خطيب أنه دائما ما كانت "إسرائيل" تحاول وبشتى الطرق إعاقة مسيرات العودة عن طريق سن القوانين المختلفة كقانون النكبة الذي يغرم أي مؤسسة تحيي "استقلال إسرائيل" على أنه يوم حزن، أو رفض إقامة المسيرات والمهرجانات في أماكن معينة أو التضييق على القادمين واستفزازهم، وكان آخر التضييقات حظر الحركة الإسلامية والتي كانت تقوم في كل سنة على إحياء ذكرى النكبة عن طريق مسيرة ومهرجان كبير باسم "بقاء وعودة".

استطاعت مسيرات العودة تحقيق جزء مهم من أهدافها مثل الحفاظ على الهوية الوطنية لدى الفلسطينيين بالداخل المحتل، ومشاركة الكثير منهم والتي تزداد في كل سنة، ومشاركة الأطفال الواسعة في المسيرات وتخصيص برامج توعوية خاصة بهم. مسيرات العودة جعلت الفلسطينيين يلتفون حول العودة لا حول النكبة، خاصة في هذا السنة التي ستتزامن مسيرة العودة في الداخل مع مسيرات العودة على حدود قطاع غزة لتشكل مشهداً اسثناياً يؤكد على أن الفلسطينيين لم ينسوا حقهم ولن ينسوه. 

اقرأ أيضا