نتالي نجّار، عندما يكون الفن سلاحًا للمقاومة

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-04-28 12:04:00

وفاء بياتنة - بيرزيت أونلاين - لم تكن نتالي نجّار تُدرك أنّ الرسومات التي ترسمها وقت فراغها كنوعٍ من التفريغ ستتحول إلى معرض فنيّ، ولاحقًا إلى عملٍ حقيقيّ كفنانة ومصممة بصريّة.

الخطوة الأولى نحو الفن  

عملت نجار لدى مؤسسة الوطنية موبايل مدة 4 سنواتٍ في مجال الاتصالات، كونها حصلت على شهادة البكالوريوس في مجالات الاتصالات والتسويق من الجامعة الأمريكية في الشارقة، لكنها لم تجد في هذه العمل "الروتيني" ما يتناسب مع شخصيتها الاجتماعية والحيوية، ما دفعها لتركه.

وقبل الانخراط في العمل كفنانّة ومصممة بصرية، كانت محاولتها الأولى في التصميم خلال تدرّبها في إحدى المؤسسات،حين قامت بتقديم تصميمين لم يفهم المسؤولون مغزى أحدهما، ما ولدَ لديها نوعًا من الاحباط وجعلها تفكر في العزوف عن المجال.

لكن وجدت نجّار نفسها أمام 22 لوحة أخرى، كانت قد أنتجتها خلال عملها في الوطنية موبايل؛ وبعد البحث عبر الإنترنت، اكتشفت أنّ الرسم الذي تقوم به يعرف باسم الفن التفريغي، ويُستخدم كنوع من أنواع العلاج النفسي من خلال الفن.

بخبرة معدومة في مجال الفن، قررت نجّار إقامة معرض للوحاتها، دون التواصل مع أي جهة مختصة بهذا المجال، ما اضطرها إلى العمل على تصميم حملة ترويجية خاصة بها. تصف نجار تجربتها الأولى بالـ “مُخيفة"؛ لأنّ ردّة فعل الناس لا تحتمل سوى خيارين، إمّا أن تنجح أو تفشل.

حضر المعرض أكثر من 150 شخص، وتفاعل الناس مع رسومات نجّار بشكلٍ إيجابي، وقالت نجّار أنّ حياتها "انقلبت 180 درجة بعد هذا المعرض".

كان هذا المعرض هو بوابتها نحو العمل، فكانت تجربتها الأولى مع سيدة فلسطينية تُقيم في أستراليا؛ إذ طلبت منها أن تصمم غلافاً لكتابها، وحصلت على هذه الفرصة من خلال عرض أعمالها على شبكة الإنترنت.

تقول نجّار: "بعد هذه التجربة، طلب مني عدد من الناس تحويل رسوماتي إلى شكلٍ رقمي، كي يستخدموها في الإعلانات والمنشورات"، ومع خبرتها المتواضعة في برامج التصميم، قررت دراسة التصميم البصري؛ فتقدمت بطلب للدراسة في إيطاليا حتى تتمكن من العمل بشكل محترف، ومن هُنا بدأت بتصميم العلامات التجارية والكتب بشكل أساسي.

الفن طريق للمقاومة أيضاً

كانت فلسطين حاضرة دائمًا في رسومات نتالي، بكنائسها ومساجدها وأشعارها وتراثها، فكل من يشاهد أعمالها يجد هذه الرموز كلها حاضرة، فتقول نجّار بأنّ هذا النوع من التعبير عن القضية هو مقاومة أيضًا، وهو مهم جدًا لإيصال صوت الفلسطينيين للعالم الذي تغمرهُ الحروب.

وهذا جُزء من الأعمال التي تحضر فيها فلسطين بقوّة، فنجد العمل الأول لـ "الثوب الفلسطيني" يحمل بداخله اسم فلسطين، وعدداً كبيراً من الرموز المرتبطة بفلسطين.


عملٌ آخر يضجُ بفلسطين، فنجد اسم فلسطين مقلوبًا وفوقها معالمها الإسلامية والمسيحية، ويوحي العمل بأنّ فلسطين ستبقى حاضرة دائماً حتى لو سُلبت منها مقدساتها.
 


أمّا العمل الثالث، والذي هو عبارة عن شجرة زيتون-وهي أهم الرموز الفلسطينية-تحمل بداخلها شعرًا وأناشيدَ حول فلسطين والقدس وما اتصلَ بهما.
 


 

قدّمت نجّار قصّتها المُلهمة خلال ورشة تحت عنوان "She Designs"، التي استضافتها مؤسسة شغف للتعبير الرقمي في "uMake"، وتحدثت خلالها عدّة نساء رياديات يعملن في مجال التصميم والفن.
 

اقرأ أيضا