التعليم من الطرق التقليدية إلى مواقع التواصل الاجتماعي
بيرزيت اونلاين - سوزان طريفي - لا يوجد شيء صعب في ظل وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة، فأنا وأنت وربما جارك نستطيع أن نصل إلى أكبر جمهور من خلال السوشال ميديا فكانت أكبر خطواتي الأولى العودة إلى موقع اليوتيوب للاستماع لبعض دروس الأستاذ عماد فكانت جذابة فعلاً في طريقة تناوله للموضوع و طريقة إعطاءها للطلاب بوسائل تجعل الطالب مدرك لما يفعل.
مدرس من خلف الشاشة
لا علاقة للنجاح بما تكسبه في الحياة أو تنجزه لنفسك، فالنجاح هو ما تفعله للآخرين، الأستاذ عماد صالح أبو تركي شابٌ قضى وقت شبابه بالتنقل من بين صفحات الكتب إلى صفحات الحياة ليشع النور في دربه و يحصل على تميز في بداية سنواته الدراسية في درجة البكالوريوس بتخصص اللغة الانجليزية وآدابها في جامعة الخليل، وليكمل دربه على نور الشمعة المشتعلة قبل أن تنطفئ ليحصل على درجة الماجستير في الترجمة الشفوية والتحريرية من جامعة القدس في أبو ديس، ليصبح منارة خرجت من بين البنيان من مدينة الخليل، فاكتمال فرحته التي لا توصف بعد أن أصبح مدرس في مدارس الشرعية الثانوية للبنين للمرحلة الأساسية. لكنه لم يكتفِ بتدريس الطلاب فحسب، بل أنشأ له حساب على مواقع التواصل الاجتماعية ليصبح مدرسة من خلف الشاشة.
و منذ أربع سنوات بدأ أبو تركي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لعرض فيديوهات من حصصه وطريقة تعليمه على "الفيسبوك"، وكانت فكرته أن يوصل أساليب تدريسه للآخرين وأن يطورها، ويقول أبو تركي: "لدينا وقت فراغ كبير ونحن لا نستغله بالشكل الصحيح كنت أريد إيصال فكرة أننا نستطيع استغلال هذه المواقع مع الوقت لأغراض مفيدة ونضع محتوى مفيد للمستقبل والمتابع فمنذ تسجيلي في تطبيق السنابشات بدأت أرى الجميع يشارك حياته اليومية وصوره دون أي فائدة، من هنا جاءت فكرتي لفيديوهات حياتي اليومية بفائدة للمتابع وأنا اقسم المحتوى لمستويات لتستطيع كل الفئات الاستفادة سواء الطالب في المدرسة أو في الجامعة".
طريق الإبداع ... و الأفلام و المسلسلات
نقطة الأمل لديه بدأت بدروس الأمثال الشعبية على موقع السنابشات فقد كان يقوم بترجمة الأمثال الشعبية للغة الانجليزية ويبين كيف يختلف المعنى وتوضيح اختلاف الثقافات، يقول أبو تركي:" حازت ترجمة الأمثال على إعجاب كبير من المتابعين وطلبوا المزيد وكانوا دائما يشجعوني وهم السبب في دعمي والذين قاموا بنشر الحساب والضعف في اللغة الانجليزية في مجتمعنا كان الدافع لمن نشر الحساب لأن كل كلمة أو مصطلح يمكن أن يفيد الطلاب الذين يواجهون صعوبة في اللغة الانجليزية".
أول العلم الصمت والثاني حسن الاستماع والثالث حفظه والرابع العمل به والخامس نشره، ريان محمد طالبة تمريض أخذت تطبق هذه القاعدة بعد أن اشتركت في موقع السنابشات وعند سماعها له للوهلة الأولى تعتقد أنه جاء من وسط ولاية أمريكية من شدة إتقان الحديث اللغة بطلاقة دون أي خطأ، رغم أنه عاش في فلسطين وتعلم في فلسطين ولم يسافر أو يخرج من بلدته لتعلم الانجليزية، الفرق بينه وبين أي طالب بحاجة لتعلم الإنجليزية كون حبه للغة وجهده الشخصي دفعه بقوة نحو طريق الإبداع، وتعلم المزيد من اللغة في قضاء وقت فراغه بمشاهدة الأفلام والمسلسلات لذلك كان شغفه في قراءة أي نص يقع بين أنامله ولا تفوته فرصة لمشاهدة أي إعلان أو فيديو ليساعده ليطور ذاته بنفسه.
كاميرته الخاصة ليست للمراقبة بل للمناقشة
الصورة الجيدة هي التي تتصل بالحقيقة، تلامس القلب وتجعل الناظر إليها إنساناً مختلفاً، أبو تركي بكاميرته الخاصة والتي كانت عنوان لحصصه الصفية لم ينس أبو تركي طلابه أثناء الحصص فكان يثبت كاميرته في أحد زوايا الصف و يسجل حصصه و نشاطاته وفعالياته اليومية المختلفة، ويقوم بنشره على قناته في اليوتيوب ويقول " أحيانا يحب الأهل أن يتابعوا ماذا يفعلوا أطفالهم في المدرسة وكيف يقضون يومهم وأنا بهذه الكاميرا أقوم بتوثيق ما يحدث وأنشره حتى يقوم الأهل بمشاهدة ما نقوم به والتعرف على طريقة تدريسي لهم وأقدم فيه شرح للمنهاج الفلسطيني وتحتوي قناتي أيضا على أرشيف ما أنشره على السنابشات وأسعى لعمل دروس في القواعد وكل ما يحتاجه الطلاب".
أين وصل متابعينه على مواقع التواصل الاجتماعية
ماذا صنعت له الطريق بعد كل المحاولات ليصل إلى الفضل الكبير الذي يعود على من سعى في نشر الموقع الخاص للأستاذ أبو تركي، حيث ذكر أن المتابعين له عددهم ليس بالقليل، بعد قيامه بنشر الحساب جاءت 600 إضافة حتى وصل عدد المتابعين لديه لـ 5000 متابع ويختلف هذا العدد في كل يوم، ويعتمد ذلك على عدة عوامل مثل عدد الفيديوهات التي يتم تحميلها في اليوم والوقت الذي يتابع فيه الناس".
ولديه 13 ألف متابع على صفحته الشخصية و45 ألف على الصفحة التي صممها خصيصا لنشر الفائدة لمن يحب اللغة الانجليزية ويسعى لتطوير نفسه.