شارع الحدادين رمز الفن و الصمود

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-30 01:05:00

بيرزيت اونلاين - ديالا رفيدي - شارع الحدادين هو الشارع الذي ينتعش مع اشتدادِ برودة فصل الشتاء خلال شهر 11 و 12, و هو شارع موجود في قلب مدينة رام الله في الضفة الغربية، هذا الشارع يمتاز بورشاتِ صنع الصوبات يدويًا.

عند قدوم السلطة الفلسطينية و استلامها الضفة الغربية تحول هذا الشارع إلى مركز أساسي و اقتصادي و ثقافي، فتمسك قاطنوه بمهنتهم التراثية التي أخذت عن أجدادهم على رغم من التطور التكنولوجي الذي يحاول أن يدمر مهنة صنع الصوبات يدويًا، يقع شارع الحدادين في داخل حسبة الخضار القريب من دوار المنارة وهو شارع ضيق يتسع لمرور سيارة واحدة فقط و الذي يحيطه الكثير من المحلات الحدادة التي عمرها أكثر من 70 سنة لهذا سمية الشارع بشارع الحدادين و الذي يعد مصدر رزق أساسي لاكثر من عائلة.

محمد الصالحي ابن ما يلقب بشيخ الحرفة حيث قام جده بافتتاح  هذا لشارع عام 1952,وبحسب ما قاله محمد عن والده :"كان الشارع في البداية عبارة عن محل او محلين فقط و بعد زيادة عدد الحدادين لنفس الشارع قاموا بتسمية الشارع باسم الحدادين".و اضاف أن المحددة تقوم في صناعة المدافئ للحطب عن طريق قص الصاج الاسود الى قطع و ثنيه و لفه لصناعة الهيكل  ومن ثم صناعة الطبقة العلية بشكل مهني لعدم رجوع الدخان من المدخنة الى المدفئة من ثم وضع المدخنة و بالنهاية اضافة الزخارف التي تعد المرحلة الاخيرة.

واضاف محمد:"إن والدي لا يستخدم الحاسوب او اي اجهزة تكنولوجية مثل (الليزر) وكل الاشكال التي يقوم بعملها هي يدوية 100% كما يقوم في ابتكار أشكال ذات جودة عالية لتلائم استخدامها للخبز والطبخ و تسخين المياه بجانب استخدامها الرئيسي للتدفئة". وأضاف,تطورت صناعة المدافئ من لحام قضيبان مع صاج ببعض فقط الى اضافة الزجاج الحراري و الزخارف.وأن صنع المدفآت في الوقت الحالي يحتاجُ إلى الكثير من الوقت حيث يقوم محمد ووالده بصنع مدفأة واحدة فقط في اليوم.

محمد ووالده يعملون على صناعة الصوبات بحسب قدرة المواطن فهناك صوبات تصنع من الصاج الرقيق و غير القوي وهي غير مكلفة حيث لا تتجاوز سعرالواحدة منها إلى 100 شيكل فقط و هناك صوبات ذات جودة عالية وصاج قوي ويصلُ سعر الواحدة منها الى 1500 شيكل. لكن المشكلة الاساسية التي تواجهها هذه المهنة هو عدم اهتمام وزارة الاقتصاد بهذه الحرفة واجتياح المصنوعات الصينية للسوق الفلسطينية.

مدير السياسات في وزارة الاقتصاد الدكتور عزمي عبد الرحمن أكد في حديثه على ضرورة دعم المنتج المحلي، خصوصًا في موسم الشتاءِ. ومدفأة الحطب إحدى المنتجات الفلسطينية التي يتم إنتاجها بجودة عالية، ودعم هذه المنتجات يعني قدرتنا على إلغاء تبعيتنا الاقتصادية للاحتلال أو للمستثمر الأجنبي وعلى التاجر أن يثبت كفاءة المُنتج، وعلى المواطن الوثوق بالمنتج المحلي.

وأكدت وزارة الاقتصاد أنه سيتمّ التركيز على الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر، والتي تندرج مهنة الحدّادين ضمنها، مشيرة إلى أنّ هناك توجّهًا في الوزارة من خلال هذه الخطّة إلى تقديم الدعم المهنيّ والتدريبيّ، وتأهيل العاملين في هذا القطاع فنيًّا في المعاهد المهنيّة الموجودة في فلسطين.

وعلى الرغم من المشاكل والصعوبات التي يواجهها هؤلاء الحرفيين وارتفاع سعر المواد الخام وعدم حماية منتجاتهم من المنافسة الصينية الرخيصة إلا أنهم ما زالوا متمسكين بحرفتهم معتبرينها فنًا بذاته.

اقرأ أيضا