الاستيطان الإسرائيلي يلتهم بلدة الخليل القديمة

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-16 10:05:00

بيرزيت اونلاين - هالة رجوب – يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياساته الاستيطانية في قلب مدينة الخليل من خلال تضييق الخناق على المواطنين، في البلدة القديمة ومحيطها، ووضع وتنفيذ مخططات تهدف لإرغام المواطنين على الرحيل لتسكين المستوطنين في بيوت الفلسطينيين.

وتنشط لجنة إعمار الخليل في البلدة القديمة، وتحاول الحفاظ على التراث الثقافي وإحياء البلدة، وتنشيط الحركة التجارية وتقديم الخدمات للمواطنين، وللحديث عن واقع الاستيطان في بلدة الخليل القديمة وجهود اللجنة في النهوض بها التقينا مع  مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان .

وفيما يلي نص الحوار :

س: كيف تصف لنا واقع بلدة الخليل القديمة في ظل التوغل الاستيطاني الكبير؟

ج:  بالتأكيد وجود الاستيطان في البلدة القديمة يؤثر سلبًا على كافة مناحي الحياة، خاصة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. علمًا أن الأثر الأكبر كان على الحياة الاقتصادية، والدليل أننا في لجنة إعمار الخليل عملنا قدر الإمكان على ترميم البيوت وإعادة أهلها لها، والحفاظ على السلم الأهلي بين المواطنين، ونسج العلاقات بين المواطنين في البلدة القديمة وخارجها في أنحاء المدينة، لكننا لم نستطع إلى الآن معالجة الآثار الاقتصادية من الاستيطان على بلدة الخليل القديمة، وهذا بسبب إجراءات الاحتلال من حواجز واعتداءات على المواطنين.

س: كيف فاقم إغلاق شارع الشهداء معاناة البلدة القديمة؟

ج: يعتبر شارع الشهداء شريان الحياة للبلدة القديمة، وبإغلاقه انقطع التواصل بين البلدة وأحياء المدينة الأخرى، علمًا أن سلطات الاحتلال بأوامرها العسكرية أغلقت ما يزيد على 1400 محلا تجاريا في أنحاء مختلفة من البلدة القديمة، معظمها في شارع الشهداء، وسوق الخضار، وسوق البالة، وساحة الكراج، وساحة الشلالة القديم.

وينبغي الإشارة إلى أن مدينة الخليل مقسمة إلى (H1) و(H2)،  ويخضع القسم الأول للسيطرة الأمنية والمدنية الفلسطينية، والقسم الثاني يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي، وتقع البلدة القديمة ضمن القسم الثاني الذي جزأه الاحتلال إلى أربعة أجزاء، الأول نستطيع التحرك فيه، والثاني لا نستطيع المرور إلا من خلال التعرض لنقاط التفتيش، والثالث هو شارع الشهداء وتل الرميدة الذي لا يستطيع دخوله سوى سكان المنطقة، أما الجزء الرابع فهو امتداد شارع الشهداء باتجاه مناطق السهلة والحسبة وسوق الخضار وهي منطقة يحرم الفلسطيني من دخولها.

 

 

س: ما العمل الذي تقوم به لجنة إعمار الخليل في ظل هذه الانتهاكات؟

ج: تعمل اللجنة على الحفاظ على التراث الثقافي و إعادة إحياء البلدة القديمة عبر ترميم مبانيها وإعادة استخدام المهجور منها وتأهيل بنيتها التحتية، والحفاظ على التراث الثقافي وعناصر الوحدة التكوينية والنسيج العمراني. 

وكذلك تحسين الظروف المعيشية للسكان من خلال ترميم البيوت السكنية، وربط البلدة القديمة بالجديدة، وتقديم الخدمات المختلفة التي تساهم في تنمية شروط السكن والعمل.

وتعمل على تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية، وزيادة الحركة السياحية المحلية والوافدة. وتوفير مشاريع حيوية لتشغيل السكان للأيدي العاملة من أجل مكافحة البطالة والفقر.

 س: بالنسبة لقرار توسيع صلاحية المستوطنين الذي ساعد على التوسع في التهويد لمدينة الخليل، على ماذا نص هذا القرار ؟

ج: القرار نص على إعطاء المستوطنين صلاحية إنشاء مجلس بلدي، طبعا هذا العمل قوبل بالرفض.  قمنا نحن  بتبني هذه القضية بالتعاون مع البلدية ومع هيئة مقاومة الجدار وكان هدفنا إسقاط القرار،  وتقدمنا لمحكمة الاحتلال العليا بـالتماس، ونجحنا بإبطال القرار.

 ومؤخرا ينوي الاحتلال بناء (31)  وحدة استيطانية جديدة، وها نحن نحاول منع ذلك من خلال المحاكم الإسرائيلة.

وتبقى الإقامة في حارات البلدة القديمة محفوفة بالمخاطر بحاجة إلى الصبر والصمود للحفاظ على الأرض الفلسطينية التي يعمل الاستيطان على التهامها بشكل متواصل لتنفيذ المزيد من المخططات الاستيطانية على أراضي المواطنين الصامدين في وجه الاحتلال الذي يدعم الاستيطان بكل قوة.

اقرأ أيضا