أبطال الماء، لعبة تُحاكي التعلّم من خلال اللعب

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-04-26 02:04:00

بيرزيت أونلاين - وفاء بياتنة - يقول غاندي:" كُن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، اتخذت لميس قديمات (26 عاماً) هذه المقولة شعاراً لها، وشقّت طريقها المليء بالعثرات كي تحقق هذا التغيير، من خلال تصميم لعبة تعليمية للأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 6-8 سنوات، وأطلقت عليها اسم "أبطال الماء". 

مُشكلة فحلّ

حصلت قديمات على درجة الماجستير في تخصص البيئة والمياه من جامعة القدس بأبو ديس وبالتبادل مع جامعة (KTH) في السويد، وتمكّنت من خلال تخصصها أن تطلّع على مشكلات المياه في فلسطين، وكانت شغوفة جداً بهذا المجال، فقررت العمل على مشروع في هذا الحقل، ومع فئة الأطفال تحديداً كونهم يشكلون جيل المستقبل.

تلّقت قديمات تدريباً مع مؤسسة (سي واز) السويسرية عام 2016 في مجال البيئة والمياه، وتمحور التدريب حول تدريب الرياديين للبدء في مشاريعهم الخاصة، ومن خلال هذا التدريب، قالت قديمات:" تبلورت لدي فكرة معينة بخصوص المياه وأهميتها وكيف نحافظ عليها، ومن هنا جاءت فكرة مشروعي أبطال الماء". وتلا هذا التدريب مسابقة لأفضل فكرة مشروع وقد حصلت قديمات فيها على المركز الأول، وحصدت جائزة مالية مكّنتها من صنع نموذج صغير للعبة، وتوجهت بعدها إلى أماكن مختلفة في مدينة رام الله وقامت بتجربة اللعبة مع الأطفال، الذين تفاعلوا معها بشكل جيّد جداً.

التعلّم من خلال اللعب

تعمل لعبة "أبطال الماء" - التي تتوفر على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة - على تعليم الأطفال كيفية استخدام المياه بشكل أفضل وتحدث لديهم مزيداً من التوعية بخصوص المياه كما تعلمهم كيفية استخدام المياه في حياتهم اليومية دون تبذير وإسراف.

كما تعمل اللعبة بشكل خاص على تعليم الأطفال كيفية تحسين سلوكهم وتصرفاتهم تجاه المياه، ولعل أهم ما تتميز به اللعبة هو أسلوبها المعاصر وغير التقليدي؛ فهي ليست كالكتب المدرسية بل تتبنى أسلوباً تكنولوجياً متطوراً يتفاعل معه الأطفال، وينسجموا خلال اللعب وهذا يعني بالضرورة أنهم سيتعلمون وهم مستمتعين.

وأكدّت قديمات أنّ الفكرة الرئيسية من هذا المشروع هي الدخول في المنهاج التعليمي ليس فقط في مجال البيئة والمياه، بل العمل على إحداث تغيير شامل في النظام التعليمي، من خلال العمل على حملة لطلبة المدارس تستمر طوال السنة الدراسية من بدايتها حتى نهايتها؛ وذلك لضمان إحداث تغيير فعلي وجذري، عبر حصص أسبوعية يقدمها الفريق للأطفال، تتنوع بين حصص تعليمية وحصص لممارسة اللعبة، وأشياء عملية مشكلّة في مجملها برنامجاً متكاملاً لتوعية الأطفال حول البيئة والمياه. وتطمح قديمات لتطبيق هذا المشروع في مدارس فلسطين كلها، الخاصة والحكومية.

مرحلة تمويل المشروع

بعد تفاعل الأطفال الإيجابي مع اللعبة، قررت قديمات المُضي قدماً في المشروع، ووجدت نفسها أمام صعوباتٍ عدة، كان أهمّها عملها بشكل فردي على مشروع بهذا الحجم، وصعوبة حصولها على ممولين أو مستثمرين في فكرتها.

واجهت لميس هذه التحديات بقوة وإيمان بالفكرة، فقامت بتشكيل فريق للعمل معها ضمن المشروع، يتكون من ثلاثة أفراد، مبرمج يعمل على تصميم التطبيق الخاص باللعبة وبرمجته، وشخص مختصّ بأساليب التدريس والتعليم كي يقدم أفضل الطرق الممكن اتباعها في اللعبة لتعليم الأطفال بشكل ممتع وسلس، كما يضم الفريق فتاة تعمل على رسم الشخصيات وتقوم بوضع التصاميم التي تحتاجها اللعبة.

وفيما يتعلق بالتمويل، تقول قديمات:" في النهاية توجهت إلى (Build Palestine) - وهي مؤسسة تقوم على فكرة التمويل الجماعي للمشاريع الناشئة عن طريق الإنترنت- وقامت المؤسسة بعمل حملة خاصة لمشروعي تمكننا من خلالها أن نصل إلى قرابة 40% من هدفنا؛ وهو جمع 8000 دولار لتنفيذ المشروع"، إذ قامت المؤسسة بنشر مشروعها على وسائل التواصل الاجتماعي كافة، لجمع التبرعات من المستثمرين والأفراد، كما قامت لميس بتصميم صندوق يشرح قصة اللعبة، ووضعته في أماكن مختلفة في رام الله لجمع التبرعات من خلاله أيضاً.

لم يتوقف طموح لميس في التغيير عند هذا الحد، فصرّحت لنا أنّها تعمل حالياً على كتابة ألعاب أخرى لها علاقة بالبيئة، والطاقة والنفايات الصلبة والصرف الصحي والنظافة، وتنوي بعد الانتهاء من تطبيق هذه اللعبة والمشروع ككل عمل حملات لبقية الألعاب، حتى يصبح المشروع مستداماً ويغطي جوانب مختلفة من مجالات الحياة، كما تطمح لتطوير هذه الألعاب كي تغطي فئات عمرية مختلفة.

اقرأ أيضا

حب الأرض لا يشيخ

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17
2018-04-01 01:04:00