"متاهة ايلياء"، لعبة مقدسية مبتكرة لحفظ تاريخ القدس

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-04-19 12:04:00

بيرزيت اون لاين – آية غنيمات – صمم مجموعة من اليافعين المقدسيين الذين تتراوح اعمارهم ما بين (15-17) عاماً، ضمن مشروع بادر الرابع التابع لمؤسسة النيزك في القدس لعبة حديثة من نوعها، والتي أُطلق عليها اسم "متاهة ايلياء"؛ إذ تهدف اللعبة إلى نشر الوعي والمعرفة حوّل مدينة القدس وخصوصاً البلدة القديمة و ما تحتوي من معالم، و ذلك ادراكاً منهم لأهمية الحفاظ على التاريخ والمقدسات من الضياع، لا سيما في ظل الوضع الراهن الذي تعاني منه المدينة المقدسة من تهويد لمعالمها وأسرلة لمناهجها لإنشاء جيلٍ مغيب عن تاريخه.

في حين ذكرت المشاركة ريم عاشور أن التسمية جاءت من وحيّ الواقع الجغرافي والتاريخي للمدينة؛ فكلمة متاهة جسدت شكل الزقاق والحارات داخل السور، و"إيلياء" نسبة إلى اسم مدينة القدس في فترة الحكم الروماني والمشتق من عائلة "ايليانوس".

وأضافت أن اللعبة تستهدف الفئة العمرية من (10-18) سنة، و ذلك نتيجة لحب الفضول عند هذه الأعمار وشغفها باللعب، ولما لهذا الجيل من قدرة على تخزين كم كبير من المعرفة في عقله. فاللعبة عبارة عن مجسم من الخشب على شكل خارطة البلدة القديمة، وللتنقل من مكان لآخر على الخارطة لا بد من اجتياز الألغاز والأسئلة الموجودة على البطاقات التي تزود الأفراد بالمعرفة والتاريخ بطريقة مثيرة بعيداً عن الجمود والتلقين، فاللاعب يسعى للبحث عن المعلومة بإرادته لتترسخ في عقله، مما يساهم في حفظ التاريخ من الضياع.

أما فيما يتعلق بمصادر المعلومات التي على البطاقات والدليل المرفق للعبة فقد تم الإستعانة بكتاب "مسارات القدس"، إضافة إلى استشارة المرشد المقدسي خضر نجم، والتأكد من صحة المعلومات وتطابقها مع الواقع من خلال تنفيذ مجموعة من الجولات الاستكشافية للبلدة القديمة، على أن يتم الإستعانة بمصادر أخرى عندما يتم تطوير اللعبة في المستقبل.

و أوضحت عاشور أن تنفيذ اللعبة جاءت على هيئة مجسم على أرض الواقع لخارطة البلدة القديمة، و لم يتم تنفيذها على هيئة لعبة على الهواتف المحمولة على الرغم من أن هذا العصر يعرف بعصر التطور والسرعة؛ وذلك نتيجة لعزوف الناس عن تحميل الألعاب التي تحتوي على معلومات ولا سيما الفئة العمرية المستهدفة في المشروع، إضافة إلى رغبة المبادرين بالمشروع لتشجيع الناس على التفكير و إعمال العقل عوضاً عن تلقيها فقط من مصادر المعلومات المختلفة، فيكون هناك نوع من المنافسة والتحدي والمغامرة وتبادل المعلومات بين اللاعبين أنفسهم والذي قد يتراوح عددهم من (2-7) لاعبين. و لم يرغب المبادرين كذلك في تصميم المشروع على هيئة كتاب، حتى تترسخ المعلومات بالعقل برغبة الفرد باللعب وعثوره على المعلومة الصحيحة.

و عليه صممت اللعبة بأيدي اليافعين المقدسيين بالتزامن مع إعلان ترامب بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال، فالقدس كانت و لا زالت و ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين، وهذه اللعبة تبرهن أن هنالك جيل صاعد وواع يسعى للحفاظ على القدس و تاريخها من الضياع.  

اقرأ أيضا