رقابة جديدة في الملاعب الفلسطينية، خطوة نحو التطور الكروي
بيرزيت اونلاين - معراج قرعان - أي شيء بلا نواة لا حياة فيه، كأن تملك فريقا بعناصر مميزة، مع مدرب بدون ثقافة وحس كروي، فإن الفريق لن يحقق ما يرجو حتماً، مشكلة تعاني منها الكرة الفلسطينية، وخاصة في الدرجات الثانية والثالثة والرابعة، نلتمس فيها مستوى متدنٍ من الفكر الكروي، ما ينعكس على أداء الفرق بنفس المستوى، وتبقى على حالها لفترات طويلة دون تطور بالمستوى. كم من الفرق الموجودة في هذه الدوريات تمتلك "مدربا" للمظهر فقط، لا يحمل شهادة تدريب مصدقة؟ وهنا نسأل بعجب ما هي الخطة التدريبية التي يعطيها للفريق كي يلتزم بها؟
الشهادات عبارة عن تدرج تعليمي للمدربين، فهناك شهادة (ج)، وهي دورة مدربين للمستوى الثالث تسمح لتدريب الفئة تحت 16 عاما، وشهادة التدريب (ب)، وهي المستوى الثانية للفئة ما بين 16-19 عاماً، والشهادة العليا (أ) تسمح بتدريب الفريق الأول الذي يضم اللاعبين (أكبر من 19).
وفي حديث مع المدرب (ف.ب)، الذي لا يملك شهادة تدريب أوضح بأن أهم الأسباب التي تحول بينه وبين شهادة التدريب هي المدة الزمنية التي تحتاجها الدورة التدريبية لكل مستوى وهي عبارة عن أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وهي فترة صعبة للالتزام بها، خاصة أنها ستؤثر على العمل الأصلي، عدا عن كونها مكلفة بعض الشيء ولا يتمكن الجميع على دفع المبلغ المالي المطلوب للدورة.
بداية المحاسبة..بداية التطور
مسؤول قسم التعليم والتطوير في الدائرة الفنية بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حسام يونس أكد أنه قبيل العام 2019، سيعمم على كافة الفرق بجميع دوريات كرة القدم الفلسطينية البالغ عددها 5 دوريات، ولجميع مدربي الفئات العمرية الصغيرة، أنه لن يسمح بتواجد أي مدرب لا يملك شهادة التدريب اللازمة في الملعب، وعلى الأندية أن تلتزم بالمعايير اللازمة وأن تبدأ بارسال المدربين لأخذ الدورات التدريبية اللازمة.
وفيما يخص عدم العمل بهذا القرار في المرحلة السابقة، قال يونس أنه عُمّم في السابق على كافة الفرق، لكن بعض الأمور اللوجستية أخرت من تنفيذ هذا القرار، وهذه الأمور لها علاقة بقلة المدربين في الفترات السابقة، لكن الان هناك أكثر من 650 مدرباً حاصل على شهادة تدريب مسجلة في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وهو عدد كافي للبدء بمحاسبة الفرق على المدربين، كون عدد الفرق في الخمس دوريات لكرة القدم يبلغ نحو 250، دوري المحترفين والاحتراف الجزئي يكادا يخلوان من هذه الظاهرة كون الأضواء مسلطة عليهما، على العكس من الدرجات الدنيا الذي يتم التساهل بأمرهم بعض الشيء.
وعن تكاليفها أضاف يونس:"على العكس من الدول المجاورة، فإن فلسطين تمتلك أرخص تسعيرة لدورات التدريب، فهي فقط متطلبات بسيطة كأن يتم ترشيحه من قبل نادٍ مسجل أو أن يكون حاصلا على شهادة في التربية الرياضية واختصاصه في كرة القدم، وفي الفترة الأخيرة هنالك إقبال كبير على دورات التدريب".
وسعيا لخلق فرص عمل جديدة وتطوير المدربين التي أكد حسام بأنها من واجبهم كاتحاد ودائرة فنية، سيعقد الاتحاد دورات لكرة القدم والسعي إلى زيادة عدد المدربين خلال سنتين إلى 1300 مدرب مما سيحسن من أداء الفرق ويزيد التنافس ويرفع المستوى.
خطوة من المتوقع أنها ستثري الدوريات الفلسطينية بالنتائج الإيجابية، فهي علاقة تكاملية لا بد منها، تطوير المدربين يعني بالضرورة تطوير اللاعبين، وتطوير اللاعبين يعني تحسين مستويات الفرق في الدرجات الثانية والثالثة والرابعة خاصة، وتجاوز المرحلة التي ما زالوا عالقين فيها وزيادة تسليط الضوء عليهم بشكل أكثر.