ملعب قرية سنجل، ملتقى أهل القرية الجديد

تم النشر بواسطة: رشا كنعان 2018-03-12 03:03:00

بيرزيت اون لاين – رشا كنعان - مبادرات كثيرة تلك التي جابت مختلف قرى رام الله وتسعى بالدرجة الاولى لتجهيز الملاعب وتعشيبها، حتى أصبحت نشاطاً طبيعياً وروتينياً للاهتمام بالشباب، سواء كانت بدعم من المانحين أو المجلس الأعلى للشباب والرياضة.

لكن لقرية سنجل شمال مدينة رام الله فلسفة مختلفة تبلورت تزامناً مع انتهاء تجهيز ملعب كرة القدم فيها، فقد تشكل تقريبا ما بين 25 إلى 30 فريق كرة قدم من أهالي القرية، وقد أخذت هذه الفرق بتشكلها الطابع العائلي، بالإضافة لفرق اخرى تم تشكيلها على أساس المهن، فعلى سبيل المثال قام سائقو السيارات العمومية بتشكيل فريق خاص بهم، وفرق حملت طابع الزمالة، ويحتوي كل فريق على 14 - 16 لاعب، وتبدأ فترات اللعب من الساعة الرابعة عصراً حتى الثانية عشر من منتصف الليل، بواقع ساعتين لكل فريق.

وهناك لجنة مسؤولة عن الملعب تضم أفراداً من بلدية سنجل ومن النادي والمجتمع المحلي للقرية، وتعمل هذه اللجنة على توفير احتياجات اللاعبين والملعب، وتنظيم آلية الحجوزات في الملعب، وعلق رئيس بلدية سنجل الدكتور معتز طوافشة:" من كثرة الفرق بطلنا نلحق، صار الملعب  محجوز لـ 6 اشهر من الآن".

إن طبيعة الظروف والأشغال كان من شأنها تشتيت أهالي القرية وشبابها، فكان الملعب بمثابة الملجأ الذي يحتويهم، ويحنو عليهم للتخفيف من أعباء الحياة؛ فاللقاء يحدث على أرض الملعب، وعليه تسمع صراخ اللاعبين حماسةً، وصوت ضحكاتهم الشغوفة تصدح في أروقة القرية، فعليه تجددت العلاقات ليصبح النسيج الاجتماعي متماسكاً بصورة أكبر، كما أن طاقات الشباب تُفرغ بالطريقة الصحيحة داخل نطاق صحي يعمل على تنمية وتعزيز العمل الجماعي والابتعاد عن الفردانية، إذ أن الغيرة اخذت منحى جديد يحفز الروح الرياضية ضمن المنافسة الشريفة، بعيدا عن الانتشار بالمقاهي والشوارع.

وأعرب طوافشة عن امتنانه لأهالي القرية اللذين تبرعوا بتجهيز الملعب كبنية تحتية وجدران وساحات ومرافق، أما تعشيب الملعب فتم بدعم السفارة الصينية من خلال المجلس الأعلى للشباب والرياضة.

واكد طوافشة أن أغلب المدربين ذو خلفية رياضية، وعلى وجه الخصوص المدرب صمود غفري الذي يحمل شهادة البكالوريس في الرياضة، وشهادة في  العلاج الطبيعي والاسعاف الاولي، وبالتالي يمتلكون القدرة على التعامل مع الإصابات في حال حدوثها.

واعتبر اللاعب ورد فقهاء الذي يلعب ضمن الفريق العائلي "الفقهاء" أن مشروع الملعب من أنجح مشاريع البلدية، فهو أعطى الفرصة للشباب بتفريغ طاقاتهم والتعبير عن أنفسهم بالملعب، وأصبح مركزاً لتجمع أهالي القرية، كما أنه سيحدد يوم خاص للاطفال يتيح لهم الفرصة لممارسة الرياضة بحرية أكبر وبصورة آمنة.

وشدد فقهاء على أن المنافسة ما هي إلا تحدي داخل المستطيل الاخضر، وأن جميع الفرق تتنافس بالأخلاق والروح الرياضية العالية، وكرة القدم انعكست إيجابا على بنية جسده، وثقته بنفسه.

ويحفل تاريخ سنجل الرياضي بالعديد من الإنجازات، فقد تصدر فريق كرة القدم الدرجة الأولى ما بين 1996 حتى الألفين، أما عن السنة الفائتة فقد كانت بمثابة ذروة النشاط الرياضي السنجلاوي؛ فقد حصدوا بطولة الدوري في كرة الطائرة، وبطلة فلسطين في تنس الطاولة، ومثلت سنجل فلسطين في كرة الطائرة  لهذه السنة في بطولة الأندية العربية في تونس كأول فريق فلسطيني يشارك بالبطولة. فهل يساهم الملعب باكتشاف جيل جديد من المواهب وإعادة كرة القدم السنجلاوية للطليعة؟

اقرأ أيضا

أهل "إقرأ" لا يقرأون!

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17
2018-02-17 03:02:00