جبل البابا، عقبة في وجه مشروع الاحتلال الاستيطاني "E1"

تم النشر بواسطة: mohammad aidya 2017-12-23 11:12:00

 

بيرزيت اون لاين محمد عايدية - في تحد واضح لسياسات الاحتلال المتمثلة بتهويد الأراضي الفلسطينية واستيطان ما تبقى منها منذ العام 1967، يرفض أهالي التجمع البدوي في جبل البابا شمال شرقي القدس المحتلة التخلي عن أراضيهم، وسط محاولات إسرائيلية متعددة لهدم هذا التجمع وتهجير سكانه. 

يضم هذا التجمع بعض العائلات البدوية التي هجرت عام 1948 وأغلبهم من عرب "الجهالين"، ويبلغ عددهم نحو 300 فرد، موزعين على 56 عائلة هدمت بيوت 52 منها مرات عديدة بفعل سياسة الهدم والتطهير العرقي التي تنتهجها حكومة الاحتلال ضدهم، وهم بدورهم يقاومون هذه الحملات الممنهجة بالصمود على الأرض وإعادة البناء بعد الهدم. 

حيث يحاول الاحتلال بسياساته المتعددة طمس هوية ووجود التجمعات البدوية في مناطق شرق مدينة القدس والأغوار كذلك، إذ لا يزال سكان التجمع يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم ونسيجهم الاجتماعي وتراثهم البدوي العربي الأصيل. 

أهمية كبرى يستمده هذا التجمع من موقعه الإستراتيجي الذي يقع على السفوح الشرقية للقدس، والذي يقطع الوصل بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس المحتلة، ليقف عائقاً أمام المخطط الإستيطاني "E1"؛ والذي يهدف لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها عن طريق إنشاء حزام متواصل من المستوطنات المحيطة بالقدس وإنشاء ما يسمى "القدس الكبرى". 

 2500 دونماً هي مساحة الأرض هناك، موزعة بين أراضٍ أميرية وخاصة، وأخرى تتبع للفاتيكان، محاطة بجدار الفصل العنصري، تطل على مستوطنة "معاليه ادوميم" و"كفار ادوميم" ولها مدخل واحد صغير، ويوصل لها طريق ترابيٌ لم تفلح المحاولات المتعددة في تعبيده، حيث صادرت قوات الاحتلال في شاحنتين من المعدات التي كانت تعمل على تأهيل الطريق.

معركة البقاء تجاوزت حدود الأرض

وفي مقابلة خاصة لبيرزيت اون لاين مع مسؤول التجمع البدوي في جبل البابا عطالله جهالين أوضح أنه وفي خطوة  لكسر الهيمنة الإسرائيلية توجه إلى دولة الفاتيكان، للحصول على ترخيص لإنشاء مجلس خدمات لممارسة النشاطات الإنسانية ما بين التعليم والتثقيف للصغار والكبار، ومحاولة دمج المرأة البدوية في المجتمع عن طريق تعليمها بعض الحرف كالتطريز، ودورات الاسعاف الاولي والدفاع المدني للشباب في ظل خلو التجمع من أي منشأة للرعاية الصحية، وقد حصلت فكرة المجلس هذه على دعم دولي وخاصة من الإتحاد الاوروبي، لكنه لا يزال يواجه الهدم والتنكيل من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، اللذان واصلا حربهما على التجمع بهدم روضة للأطفال. 

في ذات السياق، أكد الجهالين أن سكان التجمع يدركون أهمية وجودهم وصمودهم على الأرض خاصة في هذه المنطقة وهذا التوقيت الحساس، داعيا الشعب الفلسطيني والمؤسسات المحلية بشكل خاص لتوفير الدعم ومقومات الصمود، وعلى الرغم من إجراءات الاحتلال التعسفية من جهة والمتمثلة بالهدم والغرامات، والإغراءات التي يتلقاها السكان من جهة أخرى والمتمثلة بالمبالغ المالية الكبيرة مقابل تخليهم عن الأرض، إلا أن المحاولات الإسرائيلية المتكررة لا زالت تصطدم بصمود سكان الجبل.

وأوضح الجهالين أن الحالة الخاصة التي يعيشها سكان المنطقة تحظى بتأييد من المجتمع الدولي، كما وتحظى بدعم من محافظة القدس وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان والسلطة الفلسطينية، كلٌ حسب قدرته، خاصة وأن المنطقة تقع تحت تصنيف ما يسمى أراضي "ج" والتي تمنع فيها السلطة الفلسطينية من أي نشاط إعماري حسب اتفاقية اوسلو.

اقرأ أيضا