جمعية الياسمين، مشروع لخدمة المصابين بمتلازمة داون

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-01-04 09:01:00

بيرزيت اونلاين - دانيا أبو ليلى - يحتاج الأشخاص المصابين بمتلازمة داون إلى متابعة و علاج مستمر، فبعضهم لا يقدرون على الاعتماد على أنفسهم و تلبية أبسط احتياجاتهم. لذلك هم بحاجة إلى جمعيات ومؤسسات متخصصة تهتم بهم وتؤهلهم، ومنها جمعية الياسمين الخيرية الموجودة في رام الله والتي سنتناولها بتقريرنا هذا. افتتحت الجمعية في شهر أيلول/سبتمبر الماضي مقرها الجديد في منطقه أم الشرايط بمدينة رام الله، وهي بطبيعة الحال جمعية غير ربحية، هدفها الأساسي تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك فهي تعتمد في دخلها على التبرعات والمساعدات، وتستقبل الجمعية يومياً ما يقارب 120 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الـ5 سنوات والـ22 سنة دون مبيت، وهي مجهزة بكامل الأجهزة و التقنيات المتطورة الخاصة للأطفال ذوي الإعاقة.

جاءت فكرة الجمعية من قبل مجموعة من الأشخاص والذين يمثلون رؤساء مجلس إدارتها الآن، أطفالهم مصابون بمتلازمة داون، وهو ما شجعهم لإنشاء جمعيه غير ربحية لمساعدة هؤلاء الاطفال، وانطلقت مسيرة الجمعية عام 2002م.

تقوم سياسة جمعية الياسمين على المنهج التكاملي بالتعاون بين أسرة الطالب والجمعية، حيث يوجد تواصل يومي و مباشر مع أهالي الأطفال، ويوضع برنامج ليتم تطوير الطفل في البيت بمساعدة أفراد الأسرة، وفي حالة غياب الطفل يتم التواصل مع الاهل للاطمئنان عليه.

قالت مسؤولة البرامج والأنشطة في الجمعية فاطمة عيد: "الذي يعاني من متلازمة داون هو شخص غير واعي يحتاج إلى قدر كبير من الرعاية والاهتمام،لذلك يتم وضع برنامج علاج كامل لكل طالب منذ بداية تسجيلة حتى مغادرة الجمعية، ويتم استقبال الطفل عبر عمل تقييم أولي شامل للطالب ومعرفه قدراته الجسدية والعقلية، واكتشاف نقاط القوة والضعف والمشاكل التي يعاني منها، فحالات الإعاقة تصنف إلى مستويات هي: بسيط، متوسط، شديد، وصعبه جدا. وبناءً على ذلك يتم وضع خطة للطالب للوصول إلى أهداف معينة تعمل على تطوير أداءه وجعله فرد مستقل فعال ومنتج بالمجتمع".

تعلّم الجمعية الطلاب الذين يعانون من متلازمة داون صنع الأشغال اليدوية مثل الخرز والشموع والصابون، وتسوق هذه المنتجات الى السوق لخلق فرص عمل لهم، وتقوم أيضاً بدمجهم بالسوق المحلي عن طريق التشارك مع بعض المطاعم لتدريبهم على تقديم الطعام إلى الزبائن، والعمل في المصانع المختلفة، وتشترك أيضا بنشاطات مع جمعيات مشابه’ مثل  جمعيه النهضة النسائية و جبل النجمة لتوسيع دائرة مجتمعهم.

وأضاف مدير العلاقات العامة في الجمعية مرسي فرج: "تعمل الجمعية حالياً على إيجاد برامج جديدة لتاهيل الطلاب فوق سن 22 سنة بعد تخرجهم من الجمعية لأنهم يحتاجون إلى برامج جديدة وعمل مناسب لوضعهم الصحي، فالجمعية لها سقف معين لاستيعاب الطلاب بسبب اعتمادها بشكل رئيسي على التبرعات والمساعدات الخارجية حيث يوجد اكثر من 700 طفل على لائحة الانتظار".

كاملة كانت طالبة في جمعيه الياسمين وهي صغيرة و قامت الجمعية باعادة تاهيلها و تدريبها داخل و خارج الجمعية ودمجها في سوق العمل، وبعد تخرجها عادت للعمل في الجمعية  كعاملة نظافة و مساعدة في المطبخ و هي مستمرة في عملها منذ 10 سنوات.

المعلمة المختصة في تربية الأطفال جنان عناب، مسؤولة عن 8 طلاب تقوم بتعليمهم برفقة المساعدة لطيفه مشهور، فهي تعمل مع المؤسسة منذ 5 سنوات وتتعامل مع الطلاب حسب قدراتهم العقلية والجسدية، وتعمل على تأهيلهم من خلال علاجات طبيعية وإدراكية و حسية، وتدريب على النطق.

تقول عناب: "يختلف الطلاب المصابين متلازمة داون من طالب إلى آخر، فمنهم من يتجه إلى العنف بسبب عدم قدرتهم على التعبير عن حاجاتهم، فلا يستطيع الطالب القول أنه يريد شرب الماء مما يؤدي عند البعض إلى ردة فعل عنيفة للتفريغ عن أنفسهم مثل العنف و الصراخ، ومنهم من يتجه إلى كثرة الحركة وعدم القدرة على الجلوس لأكثر من 5 دقائق".

أما ياسمين وهي المتخصصة في العلاج الطبيعي في الجمعية، فهي تعالج حالات التصلب والتخبط و متلازمة الشتاء، وتوضح: "يكون اعتماد طلاب العلاج الطبيعي بشكل كامل على المختصة حيت تقوم بتحريكهم وإطعامهم واللعب معهم وتحفيز الحركة لديهم من خلال عدة وسائل، فتحتوي الجمعية على بركة علاج مائي وغرفه ساونا وعلاج طبيعي، وغرف حسية وبصرية، ويوجد صفوف لعلاج النطق وصعوبة التعلم".

يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة الكثير من الصعوبات والتحديات التي تحد من فرصة انخراطهم في المجتمع وهو ما يزيد من واقع التهميش والإقصاء الذي يعيشونه، لذلك تدعو الجمعية الأشخاص المقتدرين بأن يدعموا هذه الفئة والمؤسسات المهتمة بهم، فهم بشر مثلنا مثلهم لا يختلفون عنا سوى بكروموسوم واحد!

 

اقرأ أيضا