الإعلام ما بين مقاعد الدراسة وميدان العمل

تم النشر بواسطة: Jehad qaq 2017-12-27 10:12:00

 

بيرزيت اون لاين - جهاد القاق - لا شك بأن تخصص الاعلام من التخصصات التي تحتاج قدرا كافيا من اللغة والثقافة ومعرفة بأساسيات المهنة، فهي "مهنة المتاعب"، مهنة تحتاج منك أن تعطيها جل وقتك والتي قد تكون على حساب وقت عائلتك وعلاقاتك الاجتماعية، كما ان اساس هذه المهنة هي الخبرة المكتسبة من ميدان العمل.

جامعة بيرزيت التي خرجت اجيالا اعلامية لها بصمتها على الساحة الإعلامية، ونستعرض معكم في هذا التقرير مجموعة من الشخصيات الإعلامية التي تخرجت من جامعة بيرزيت، تحكي قصتها وطريقها من مقاعد الدراسة إلى ميدان العمل.

ديانا خياط والتي تعمل حاليا مذيعة في تلفزيون فلسطين تقول: "منذ لحظة التخرج أدركتُ بأن الميدان مختلف كل الاختلاف عما تعلمناه على مقاعد الدراسة، لا شك بأن الجامعة كانت بيئة تعليمية غنية بالتجارب والمعرفة والخبرات، لكن التجربة الحقيقة هي عندما تنخرط في الميدان وتتعرض للتحديات المختلفة والمفاجأة حتى، ولكن المرحلة الجامعية كانت بمثابة مرحلة اكتشاف للذات، ليعد الشخص نفسه للانطلاق بعدها إلى المغامرة الحقيقية والمسار الأصعب، على الرغم من أنني لم أجد فرصتي بعد التخرج وعملت لمدة عام في وظيفة بعيدة عن مجال الإعلام إلا أنني لم أفقد يوماً إيماني بذاتي ووضعت نصب عيني هدفاً أطمح لوصوله".

 واضافت الخياط أن مهنة الصحافة تتطلب منك مثابرة دائمة واجتهاد متواصل، ساعات عمل طويلة وتحديات من كافة الألوان خاصة للفتيات، وتابعت: "لذلك ومنذ السنة الأولى بدأت التدريب في إذاعات محلية حتى أصبح لدي برنامجي الصباحي الخاص على إحداها وأنا في سنتي الثانية، كما أن الانخراط مع المؤسسات المجتمعية والإعلامية والدورات كان لها الأثر الأكبر في صقل الشخصية وتطوير شبكة علاقات بالمجتمع".

فراس الطويل الذي تخرج من جامعة بيرزيت عام 2008، يعمل حاليا مذيعاً في إذاعة أجيال ومقدماً للبرامج في قناة القدس التعليمية، يقول:" سنواتي الأربع التي أمضيتها في جامعة بيرزيت كانت مهمة في تعلم أساسيات الصحافة، وبناء توجهاتي المستقبلية. هذا ما تعطيك إياه الجامعة، ما تبقّى وهو الأهم يعتمد عليك وهو مزيد من القراءة للوصول إلى لغة قوية وغنية، واكتساب مهارات جديدة لصنع الفارق بينك وبين الآخرين".

وأكد الطويل أنه لم يعد كافياً اليوم أن تكون خريجاً جامعياً فقط للحصول على وظيفة، بقدر ما تكتسب مهارات وتطورها لتكون لديك حظوظ أقوى. وأنه في حال طرق أبواب المؤسسات الإعلامية للتطوع والتدريب فيها، يجب الحرص على ترك بصمة تجبر المؤسسات على إعادتك موظفاً لا متدرباً.

شخصية أخرى تبرز كلما اشتدت الأوضاع الميدانية في المواجهات مع الاحتلال، علي دار علي والذي يعمل مراسلاً في تلفزيون فلسطين تحدث عن حياته الجامعية قائلا:" داخل حرم الجامعة وطيلة سنوات الدراسة، كنت في كل يوم أتعلم أساليب ومفاتيح العمل الإعلامي بكل اشكاله على أيدي اساتذتي الذين أتواصل مع بعضهم للاستشارات الصحفية".

 وعن كيف واجه علي سوق العمل بعد تخرجه يقول:" مر عامين كنت خلالهما أتنقل بتقاريري بين ألوان ومواضيع مختلفة، لكن رصد انتهاكات الاحتلال كانت أبرزها وذلك لإيماني بدور الإعلام في إيصال القضية الفلسطينية، وكذلك أننا اصحاب قضية لزاماً علينا الالتفاف حول مصالح شعبنا وإيصال همومه ومعاناته للعالم".

 الشخصية الأخيرة كانت مراسل قناة معاً الإخبارية فراس طنينة، أكد أن الفضل في شخصيتيه ومهنيتيه تعود لجامعة بيرزيت، التي تعمل على صقل شخصية الطالب وطنياً ونفسياً واجتماعياً وثقافياً قبل اهتمامها بالجانب التعليمي، ويضيف طنينة مستذكراً أيام الجامعة قائلاً: "على الرغم من قلة عدد الطلاب والأساتذة، فبيرزيت في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديد كانت بمثابة العائلة الممتدة، الكل يعرف الكل، وكانت العلاقات بين المدرسين والطلبة علاقة صداقة".

وتابع طنينة: "كوني من خريجي الدفعة الأولى في الصحافة، أشعر بالفخر لما وصلت له من مستوى مهني، نتيجة جهد جهيد بذله الأساتذة الذين كان جل اهتمامهم تخريج صحفيين مهنيين، فلم يكن صعبٌ علينا أن نعمل جميعاً في مؤسسات إعلامية مرموقة حتى قبل التخرج، فكان أساتذتنا يعملون في الحقل الاعلامي، وأمدونا بما لديهم من معرفة وتجربة عملية".

ونصح طنينة طلاب الاعلام قائلا ان عليهم الاستفادة قدر الإمكان من زملائهم الذين سبقوهم في العمل، من خلال الالتحاق ببرامج تدريبية، لجسر الهوة بين ما تعلموه في الكتب وبين الميدان.

أجيال مختلفة في تخرجت من بيرزيت تحدثت خلال التقرير وأجمعت على أن التميز بالعمل هو ما يخلق الفرصة لأي إنسان، إضافة للمثابرة التي لا بد منها لإثبات النفس بالميدان وتثبيت الأقدام فيه.

اقرأ أيضا