تهويد بأيدٍ فلسطينية

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-01-22 02:01:00

بيرزيت اون لاين - مرام مرغة - النبتة التي زرعتها تبدأ بالنمو، كنت تعتقد أنها ستنمو ببطئ، لكنها نمت سريعاً. فلم تكن تعرف أنها ستنبت صبارًا، و شوكها سيجرحك أنت قبل غيرك، فأنت من زرعتها، واهتممت بها، اكسبتها قيمة مع الوقت، وهذا هو حالنا مع محتلنا. 


"كوفيز، كوفيكس،سكوب،واو"، أسماء مرت على رؤوسنا وباتت مألوفة، بل وأصبحنا نتعامل معها بشكل طبيعي، مشروبات "الكووول"، هكذا يسمونها، بأسعار رخيصة غزت أسواقنا المقدسية، وكالات إسرائيلية بأيدٍ عربية، فبتنا بذلك نشرب دماء شهداءنا، وندفع ثمن رصاصهم ونحن نعتقد أننا نتعامل مع محلات فلسطينية، فعمالها فلسطينيون، ربما دفعتهم الأوضاع الاقتصادية السيئة و قلة فرص العمل للعمل بها، فهنا نحن لا ننسى أن هذا العامل و حتى رب العمل جزء من الشارع الفلسطيني، وأشقاؤنا في الحياة المريرة والظروف التي نتعرض لها كلنا، فهمومنا واحدة، واحتلالنا واحد.

صلاح الدين، والزهراء مهودان

قبل عدة أشهر من الآن، كان شارعا صلاح الدين والزهراء الشارعين الوحيدين اللذين قد حافظا على هويتهما المقدسية و طابعهما الفلسطيني العربي، إلا أن أيادٍ صهيونية قد طالت أجزاءً منهما، فبالبداية تم افتتاح محل "كوفيكس"، وهو محل يشبه ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشبه محلات غربية اعتدنا أن نراها في العالم الافتراضي فقط، فكيف لنا أن نرى هذه المحلات ولا نذهب إليها؟

هذه المحلات خلقت بدائل للمقدسيين، فهم بخمسة شواقل يشترون مشروبا ثمنه 15 شيقل في أماكن أخرى، و كما قالت ز.ن وهي كانت إحدى العاملات في هذه المحلات، بأن الناس يقبلون على شراء "الآيسد كوفي" أي القهوة المثلجة و غيرها لأن أسعار هذه المشروبات رخيصة مقارنة مع أسعارها بالأسواق المقدسية. وهذا أيضًا ما وجدناه من خلال الفيديو الذي انتشر في الآونة الأخيرة على موقع الفيسبوك، و الذي بين أن شريحة من الناس يقبلون على هذه المحلات نتيجة لتردي الوضع الاقتصادي، ولأن هذه المشروبات لن تكلفهم الكثير، وهي تتناسب مع قدراتهم الشرائية.

شركات إسرائيلية، أم عالمية

 (ز.ن) لم تكن على علمِ بأن هذه المحلات تابعة لشركات إسرائيلية، فهي قد سألت المسؤول أكثر من مرة إذا ما كان هذا المحل تابعًا لشركات إسرائيلية، بينما كان الرد دائماً: هذه شركات عالمية.

ولا يخفى أن تعامل المسؤول في العمل مع العمال كان جيد جدًا، وذلك لكي يجتذب العمال ويزين لهم العمل، على الرغم من تدني مستوى الأجور، إلا أنه كان يعاملهم بأسلوب لطيف، وهذا كي يحافظ على جاذبية المحل، ولكي يكون محله متكاملًا، يقدم الخدمة على أعلى مستوى.

جو عربي مقدسي خالص، فالمسؤول فلسطيني والعمال فلسطينيون والزبائن كذلك، الشارع وكل ما يحيط به يدل على أنه محل مقدسي خالٍ من أي شكل من أشكال التهويد. و هنا يكمن دورنا في تخطي هذه الأمور لنصل إلى صلب الأمر، و نتمعن بما اكتشتفته (ز.ن)، حيث وجدت نفسها مشاركة بتهويد القدس، وتهويد شوارعها، وقالت: "طز بالشيكل اللي بده يخلينا نهود شوارعنا"، هذه الكلمات كانت نابعة من حسرة في قلبها، على حال مدينتها، وهي على الرغم من أنها طالبة جامعية إلا أنها تخلت عن هذا الدخل، ورفضت أن تكون أداة يستخدمها الاحتلال للاستيلاء على ما تبقى لنا.

هي كأي فرد في هذا المجتمع، وكأي فلسطيني يناضل من أجل أرضه و هويته، توجه رسالة لأقرانها و لكافة أبناء شعبها، وتحثهم على ضرورة الحذر من هذه المغريات التي قد تقودهم إلى طرف آخر، وألا يكونوا جزءًا من هذه السلسلة، فهذه الشوارع التي أريقت فيها دماء الشهداء لا يليق بها إلا أن تبقى فلسطينية عربية.

 الأهداف المبطنة وراء هذا المنتج الجذاب، و أسباب دخوله للأسواق المقدسية، وطريقة تعاملنا مع هذا المنتج، كلها أمور قابلة للتغيير، ولكنننا نحتاج إلى وعي كبير بهذه الأهداف، وإدراك لخطورة المشروع، فإذا ما نظرنا للأهداف وجدنا مشروعاً تهويدياً يغزو القدس، لذلك علينا الحد من توغل هذه المنتجات في الأسواق المقدسية.

يذكر أن "كوفيز"  و"كوفيكس" هي محال تجارية لبيع المشروبات الباردة والساخنة، بينما "سكوب" هو محل لبيع الأحذية و بعض الاكسسوارات، و"واو" هو لبيع المكياج ومستحضرات التجميل.

اقرأ أيضا

مرض السكري، داء العصر!

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17
2018-01-27 02:01:00