جمعية نور العين، طريق الكفيف لإبراز دوره في المجتمع
بيرزيت اونلاين - دينا بخاري - تأسست جمعية نور العين للمكفوفين وضعاف البصر في القدس عام 2004، على يد مجموعة من المكفوفين وضعاف البصر، نظرًا لشعورهم بأهمية وجود مثل هذه الجمعيات في القدس، لرعايتهم وتوفير احتياجاتهم، ويبلغ عدد الأعضاء الحاليين أكثر من 120 عضوًا من مختلف الأعمار والفئات.
وقال العضو الاداري والعضو في الهيئة العامة ، رائد أبو صالح بأنه يحق لكل إنسان يعاني من مشكلة في النظر جزئية كانت أو كلية ، أن يكون عضوًا في الجمعية وذلك لسكان الداخل المحتل، أما عن سكان الضفة الغربية ، فيحقُ لهم الانضمام شريطة أن لا يكون عضوًا في الهيئة العامة بل يكون عضوًا منتفعًا ، بسبب وجود مؤسسات على نفس النهج في الضفة الغربية.
كما وأشاد أبو صالح بأهمية الجمعية، والأهداف التي تسعى لتحقيقها، التي تسري في اتجاهين، فأول الاتجاهين هو الأهداف الشخصية التي تهتم بالفرد نفسه، أي قدرة الإنسان الكفيف على التأقلم والتكيف مع نفسه ومع مجتمعه، عن طريق التأهيل النفسي والاكاديمي (حسب احتياجات الكفيف)، وأيضا متابعته من النواحي القانونية بما يتعلق بالحقوق والواجبات. وأما عن الاتجاه الثاني فهو الأهداف العامة والاجتماعية ، لإظهار إبداعات وقدرات الإنسان الكفيف، وأنَّ بامكانه أن يتفاعل مع مجتمعه، ويستطيع أن يتبوأ الأماكن المرموقة في أي نشاط اجتماعي أو ثقافي يعمل فيه.
وأضاف أبو صالح بأن هناك نشاطات تقوم بها الجمعية تتواءم مع أهدافها، فهناك نشاطات ثقافية كعقد محاضراتٍ توعوية في مجالاتٍ مختلفةٍ، والتنسيق مع مؤسساتٍ ثقافية ، مثل زاوية لقراءة الكتب، ودوراتٍ لتعليم اللغات وغيرها من النشاطات الثقافية، وأيضًا هناك نشاطات اجتماعية مثل الرحلات الترفيهية، والقيام بزيارة مؤسسات اجتماعية مختلفة، وتولي الجمعية أهمية للرياضة الخاصة بالمكفوفين، التي تتمثل بكرة الهدف(الجول بول)، ورياضة الجودو.
وفي حديث مع أحد المكفوفين المستفيدين من الجمعية محمد العباسي تحدّث عن تجربته فيها، مبيّنًا اهتمام الجمعيةِ أيضًا بتعليم المكفوفين كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة، سواء عن طريق الحاسوب الناطق، أو عن طريق الهاتف المحمول.
وفي السياق ذاته أكد العباسي على دور الجمعية بدمج المكفوفين مع غير المكفوفين، وذلك في إطار تعزيز شخصيتهم، حتى يتمكنوا من اثبات وجودهم، واقناع الناس بأهمية دورهم في المجتمع.
وأما عن تمويل الجمعية، فيشير أبو صالح إلى تعدد جهات التمويل للجمعيةِ باعتبارها جمعيةً خيريةً، وتتنوعَ بين التمويل الذي تحصل عليه من التبرعات ومن أهل الخير، وبين المشاريع التي تقدمها الدول الأجنبية للجمعية والتي تحصل على تمويل من خلالها، مثل مشروع تمكين المرأة، ودورات اسعاف أولي، ودورات تدبير منزلي، ودورات تعليم طريقة الكتابة والقراءة على ماكنة بريل، بالإضافة إلى مساعدات سنوية تقدمها السلطة الوطنية الفلسطينية للمؤسسات الموجودة في محافظة القدس .
يذكر بأن الجمعية تفتح اأبوابها لجميع الأفراد للتطوع في المجالات التي تناسبهم، فبإمكانهم التطوع في المجال الثقافي والأكاديمي. كما وتقدم جميع خدماتها بشكل مجاني دون مقابل للمكفوفين، أما لغير المكفوفين فيقوموا بدفع رسومٍ رمزية، حتى تتمكن الجمعية أيضًا من تغطية جميع المصاريفِ المترتبة عليها.