الصحافة: معادلة رياضية نتيجتُها شَغف
بيرزيت أون لاين - غيداء حمودة - وكأنها تأخذ على عاتقها تجديد العهد على الإبداع؛ دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، إرتأت وللمرة الثانية على التوالي عقد لقاٍء حواري، جمع الهيئة التدريسية والطلبة تحت سقف واحد، بغية كسر الحواجز فيما بينهم، الاطلاع على خطط الدائرة المستقبلية، سيما تعريفهم بالمكان الذي سيجمعهم سوية للسنوات الثلاث المقبلة.
رئيسة دائرة الإعلام، الأستاذة جُمان قُنيص، كان لنا وإياها هذا اللقاء، أطلعت بدورها بيرزيت أون لاين على أهم الأنشطة، والرؤى التي سيجري تنفيذها على المدى القريب، ومنها بكالوريوس الإعلام الشامل، الذي دخل سنته التطبيقية الثانية. وبالحديث عن كل ما ترّنو إليه الدائرة، تقول قُنيص وبشغف أن هناك سعي تُجاه إقرار بكالوريوس العلاقات العامة ودبلوم التصوير والسينما إضافة للتشبيك مع جامعات دولية وعربية، سيما إعداد بحوث أكاديمية متخصصة من قبل الطلبة بإشراف أساتذتهم.
وعلى الصعيد العملي، أشارت قُنيص إلى أهمية إبقاء الطلبة على تواصل مع ميدان العمل الصحفي، وبهذا الشكل على الأقل سيضمنون خوض التجربة، وما قد يتعرض له أي صحفي، قبيل التخرج الفعلي من الجامعة. أضف إلى ذلك فرصة التطوع لخلق المحتوى على منصة طلبة الدائرة الإلكترونية؛ "بيرزيت أونلاين"، فهذه فسحتك لتعكس فيها إبداعك في مجالات أخرى، إلى جانب تحصيلك الأكاديمي، بمعنى آخر دع انجازاتك تتحدث عنك، ليس فقط علاماتك.
ما علاقة العنوان بالمضمون؟! الآن أجيبك
لا يمكننا الحديث عن أي نشاط طلابي بمعزل عن الطلبة أنفسهم، وعليه قررت مقابلة ثلاثة طلاب انتسبوا مؤخرًا لتخصص الإعلام الشامل، حدثوني وبكل روٍح حماسية عن الدوافع والأسباب التي آلت بهم للدخول في هذا البرنامج. هدف واحد، لكن بإجابات مختلفة، نداء بسومي أحمد جمهور ومنى الكرد، كٌل له ولها حكاية، والأصلح قولًا كوكبًا قائم بذاته، لنتعرف عليهم سويًا..
في سن التاسعة من عمرها، أيقنت نداء بسومي أن الإعلام كان الأقرب إلى قلبها، أحبت ولا زالت الاختلاط بالناس، والإنصات لحكاياتهم، اليوم نداء في سنتها الدراسية الثانية، ضمن تخصص الإعلام الشامل، وفي حال كنت من متابعي موقع "بيرزيت أونلاين" فإنك على الاغلب ستلحظ هذا الاسم في أكثر من مادة منشورة.
وعن أكثر ما يُميز الدائرة دونما غيرها، تؤكد البسومي على طبيعة العلاقة بين الأساتذة والطلبة التي قلما تجدها في مكاٍن أخر، فهي على الاغلب تقوم على مبدأ الزمالة، إذا ما قورنت بنمطية العلاقة التي تجمع بين الطرفين عادةً، أضف إلى ذلك حرصها على دمج الطلبة وسوق العمل؛ من خلال برامجها التدريسية إلى الجانب النظري.
ما الذي يمكن تطويره في الدائرة؟ استفسار وجهته لثلاثتهم، فكانت إجابة نداء بضرورة التجسير والدوائر الأخرى في الجامعة، على النحو الذي يؤهلنا لتغطية كافة الفعاليات باسم طلبة أنفسهم، وبهذا نضمن البقاء على تواصل مع كافة الأنشطة التي تعقد في حرم الجامعة، سيما فرصة النهل من العلوم الأخرى.
أحمد جمهور، سيكونُ يومًا في الميدان، وسيحظى بجمهوره الخاص! أحمد على ما يبدو لفت انتباهه التنوع الكامن في هذا التخصص، أشار إلى أنه تتلمذ على يد أكثر من أستاذ، إلا أن أفضلهم طاقم الهيئة التدريسية في دائرة الإعلام. يتوقع جمهور، وقد مر على مشواره الجامعي سنتين بالضبط أن يتيح له هذا التخصص إمكانية التعرف على تقنيات متعلقة بفنون الإعلام المختلفة، المكتوبة منها والمرئية والإذاعية.
و انتقالًا إلى منى الكرد التي لا تختلف عن زميليها، إلا أنك قد تستلهم الكثير من قصتها، فمنى كانت شاهدة على أخذ بيتها من عائلتها قسرًا في حي الشيخ جراح على يد قوات الاحتلال في القدس، كانت تحمل آلة التصوير الخاصة بها لتوثق ما جرى، لم تعلم الكرد أن هذه الأداة ستُغير من حياتها فيما بعد. هكذا أجملُ إجابتها عندما سُئلت عن سبب اختيارها لهذا التخصص.
استطاعت منى أن تلامس شغف أساتذتها، ولعل خبرتهم الواسعة المستندة إلى العمل الميداني هي التحصيل الحاصل في ذلك. تضيف الكرد أن الإعلام الشامل سيقدم لها إمكانيات كبيرة، منها العمل في أي حقل من حقول الصحافة، والتركيز على الجزئية العملية، وهذا على حد وصفها الأفضل والأهم.
وبهذه الأسطر أكون قد رويت كيف وضع ثلاثة من الشبان أحلامهم على سكة الانطلاق، على أمل أن نراهم منارات للإعلام والثقافة خلال السنوات المقبلة.