في مقابلة خاصة لـ بيرزيت أون لاين: حماس في ميثاقها التأسيسي كان كلامها عاطفيا، أما في الوثيقة الجديدة أصبح هناك برنامج سياسي

تم النشر بواسطة: Administrator 2017-04-28 08:04:00

أجرى المقابلة: يزن حنون

تطل حماس على العالم يوم الإثنين، 30-4-2017، بميثاق جديد يحمل مبادئ وأهدافا تختلف جذريا عما يحمله ميثاقها الأول. هل تسعى الحركة بتعديل الميثاق إلى تحسين موقعها على المستوى الدولي والعلاقات مع الرئيس المصري؟ وهل تسعى بذلك إلى ترميم العلاقة مع الرئيس محمود عباس، من خلال القبول بتنازلات سياسية في الضفة الغربية؟

هذه الأسئلة يجيب عليها النائب في  المجلس التشريعي عن حركة حماس عبد الجابر مصطفى فقهاء في لقاء خاص لبيرزيت أون لاين.

بيرزيت أون لاين: لماذا كان هناك غموض وتضليل إعلامي حول إعلان ميثاق حماس؟

عبد الجابر فقهاء: التضليل الإعلامي دائما يحدث عندما لا يكون هناك معلومات كافية عن موضوع معين، فميثاق حماس لم تتوفر عنه المعلومات الكافية، وعندما يأخذ الإعلام موضوعا معينا ويستمع لموضوع مهم يبدأ بالحديث عنه دون أن يأخذ كلامهم دون المستوى الحقيقي للموضوع، وبالتالي تحدث هناك تناقضات وأقوال وتحليلات، لكن هي في واقعها لم تخرج  من المستوى الرسمي الذي يجب أن تخرج منه عندها يحدث نوع من الغموض في الموضوع، وهذا ما حصل حول إعلان ميثاق حماس.

بيرزيت أون لاين: ما هو السبب المباشر الذي دفع حركة حماس لإعلان هذا الميثاق الجديد؟

عبد الجابر فقهاء: إن التغيرات التي حدثت في المنطقة ككل وعلى واقع حركة حماس وعلى واقع الشعب الفلسطيني منذ قيام حركة حماس وحتى هذه اللحظة، هو الذي دفع الحركة إلى  تعديل هذه الوثيقة، هذا هو السبب المباشر. لكن، هناك أسباب أخرى سنعرفها في المستقبل القريب، كالعزلة الدولية المفروضة على حماس من بعض الدول، هذا دفع الحركة لتعديل الميثاق كي يكون مناسبا وملائما مع تغيير الظروف.

بيرزيت أون لاين: هل تغيير حماس لميثاقها سيغير علاقتها مع العالم العربي؟ وهل تتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحسين صورتها، أم سيبقى الوضع كما هو؟

عبد الجابر فقهاء: حصل هناك بعض الإضافات ووضعت بعض النقاط المهمة، وما يمكن أن نطلق عليه تغيرات لكن هو ليس ميثاقا جديدا، وإن علاقة حماس وطبيعة علاقتها مع الدول العربية والإسلامية وبقية دول العالم هي علاقة ثابتة، ودائما حماس تحرص في ميثاقها الأول وحتى الثاني على قيام علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، وليس فقط مع الدول العربية والإسلامية، وكما مع كل الداعمين لأبناء الشعب الفلسطيني، ولا أعتقد أن هناك تغييرا جوهريا سيحدث على علاقة حماس بالدول الأخرى نتيجة هذه الوثيقة.

بيرزيت أون لاين: هل وافقت حركة حماس على دولة فلسطينية ضمن حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف؟

عبد الجابر فقهاء: لم يكن مذكورا هذا الكلام في الميثاق الأول، لكن في هذه الوثيقة ذُكِر هذا الاعتراف، ولكن ممارسات حماس في السابق وتصريحات قياداتها منذ بداية التسعينات وعلى رأسها قادتها مثل الشيخ "أحمد ياسين" وحتى هذا اليوم، حماس لم تغيير هذا الموقف هي تقبل في دولة فلسطينية على حدود 67، دون أن تتنازل عن أي شبر من أرض فلسطين التاريخية ودون أن تعترف بإسرائيل، هذا الموقف معروف ودائما نسمعه من القادة، لكن الوثيقة الأولى لم يذكر فيها هذا الكلام، أما في الوثيقة الثانية تم الحديث عن دولة فلسطينية ضمن حدود عام67.

بيرزيت أون لاين: لماذا جاء التعديل بعد ثلاثة شهور من انتخابات الحركة؟

عبد الجابر فقهاء: جاء هذا التعديل الجديد، لأن الضرورة اقتضت أن يتم صياغة مواقف سياسية جديدة، لتعديل وتصحيح الميثاق الأول، وتثبيت لرؤى معينة، كانت حماس بحاجة لتعديل ميثاقها كي يتلاءم مع المتغيرات الجارية في المنطقة العربية بشكل عام والعالم بشكل خاص.

بيرزيت أون لاين: هل سيكسر تغيير حماس لميثاقها العزلة الدولية المفروضة عليها؟

عبد الجابر فقهاء: في الوثيقة الجديدة حماس أكثر تمسكا وتشددا في مبادئها، والوثيقة جاءت أكثر توضيحا في للبعد السياسي، لأن الوثيقة الأولى كان كلامها عاطفيا إيديولوجيا، أما الآن في الميثاق الجديد فأصبح هناك برامج سياسي، لغة سياسية جديد، هذه اللغة موجود فيها ثبات على المواقف والمبادئ أكثر وأشد وضوحا مما كانت عليه الوثيقة الأولى، الأمر لم يتغير بالنسبة لموقف العالم من حماس، لأنها لم تعترف بإسرائيل، وحماس أكدت في هذه الوثيقة أنها لن تعترف بإسرائيل وهي متمسكة بالمقاومة وبحق العودة، ولم يتغير شيء على برامج حماس.

بيرزيت أون لاين: أغلب الدول الغربية تضع حماس على قائمة الإرهاب، وتنطلق من الميثاق كدليل إدانة لحركة حماس، هل هذه الوثيقة الجديدة سوف تساعد حركة حماس لرفعها من قائمة الإرهاب الدولي؟

عبد الجابر فقهاء: وضع حماس على قائمة الإرهاب في بعض الدول خاصة أمريكا وبعض الدول الأوروبية، ليس نتيجة كلام حماس وميثاقها، أنما وضع حماس على قائمة الإرهاب هو أن حماس تقوم بأعمال ضد حليفتها إسرائيل، لأن حماس تمارس العمل المقاوم وتتمسك بمبدأ المقاومة ولا تريد أن تتخلى عنه، وأيضا لا تريد أن تعترف بإسرائيل ولا بحق إسرائيل في الوجود، وبتالي لإرضاء إسرائيل تقوم أمريكا بتبني هذا الموقف تجاه حماس.

بيرزيت أون لاين: هل ستضع حماس مسافة بينها وبين الأخوان المسلمين من أجل تحسين علاقتها مع النظام المصري، وهذا مطلب أساسي من مصر لتحسين العلاقات المصرية الحمساوية؟

عبد الجابر فقهاء: حماس لم تجمد علاقتها مع أحد، سواء مع الأخوان المسلمين أو مع أي طرف أخر، حماس تقيم علاقات متوازنة مع الجميع مع حركات ومنظمات ومؤسسات حتى دول، وأن العلاقة مع النظام المصري مهم بسبب وجود سيطرة لها على حدود غزة، وأن توتر العلاقات الحمساوية المصرية هو بسبب القيادة المصرية، لأن القيادة المصرية معادية للإخوان المسلمين وهي تعتبر حركة حماس جزءا من الأخوان المسلمين. وباتالي هي تعادي حماس من هذا المنطلق، والقيادة المصرية هي جزء من المنظومة الأمنية القائمة برعاية أمريكية، وهي تتعاون أيضا مع الاحتلال وبتالي الاتفاقات والعلاقات الأمنية بين مصر وأمريكا وإسرائيل وبعض دول الإقليم تقتضي أن يكون هناك عداء لحماس بشكل خاص وللحركات الإسلامية بشكل عام، إذا العداء ليس من طرف حماس أنما العداء من النظام المصري.

بيرزيت أون لاين: هل ستحاور إسرائيل حماس بعد صدور الميثاق الجديد؟

عبد الجابر فقهاء: على العكس، إسرائيل سوف تزداد تشددا تجاه حماس، وإذا أعلنت حماس وثيقتها بشكل رسمي سوف تتخذها إسرائيل ذريعة لفرض المزيد من الضغط على حركة حماس، وسوف تحاول تشويه صورة حماس أمام العالم، وسوف تقول حماس إنها تصر على المقاومة ولا تريد أن تتنازل عن حق العودة، إسرائيل سوف تصبح أكثر عنفوانا مع حماس تجاه هذه الوثيقة.

 

اقرأ أيضا

شاهد مقلب: ماذا لو كنت مراسلا؟

تم النشر بواسطة: Reem Zabin
2017-10-25 08:10:00

ماذا تعرف عن "السنفور"؟

تم النشر بواسطة: Reem Zabin
2017-10-25 08:10:00