مبادرة بناء.. تحالف للدول الإسلامية ضد التمويل غير المشروع
الرياض – ناصر جمال: يواصل التحالف الإسلامي جهوده النوعية في تتبع وكشف أساليب التمويل غير المشروع، عبر برامج تدريبية متقدمة، ومبادرات استراتيجية مثل مبادرة "بناء"، التي تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر الوطنية في الدول الأعضاء، وتأهيلها على أحدث تقنيات التحليل المالي، واستخدام التكنولوجيا في رصد التحويلات المشبوهة، وتحليل بياناتها.
ويعتمد التحالف على الشراكة والتكامل، بدلا من العمل الأحادي، يعزز من فرص النجاح في التصدي لهذه الجرائم، ويسهم في خلق بيئة أمنية إقليمية أكثر تماسكا؛ فتحديات اليوم لم تعد محصورة في حدود دولة واحدة، بل تتطلب استجابة جماعية، مبنية على الثقة، والمعلومات المشتركة، والخبرات المتبادلة، ومن هنا، تبرز قيمة التحالف الإسلامي كمنصة تنسيق وتعاون، تجمع بين الإرادة السياسية والقدرة التنفيذية، وتعمل على مواجهة مثل تلك الأنشطة من جذورها، عبر تجفيف منابعها المالية، وتحصين المجتمعات من الاضطراب.
ويمثل تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أحد أعمدة العمل الجماعي في التصدي للتهديدات المعقدة التي تستهدف الدولة والمجتمع، وفي مقدمتها جريمة غسل الأموال، فكل دولة تملك تجارب خاصة وأدوات متطورة في التعامل مع هذا النوع من الجرائم العابرة للحدود، وتبادل هذه المعارف يسهم في بناء منظومة أمنية شاملة، تعزز من فعالية المواجهة الجماعية.
وتبرز العلاقة الوثيقة بين غسل الأموال وتمويل الأنشطة المهددة للمجتمعات باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، فكلاهما يعتمد على إخفاء مصادر الأموال وتحويلها عبر قنوات مالية يصعب تتبعها، حيث تعقد هذه العلاقة مهمة الجهات الأمنية، وتفرض ضرورة تطوير أدوات دقيقة للتحليل المالي والتقني، وتكامل الجهود بين القطاعات القضائية والمصرفية والأمنية؛ فكلما زادت قدرة الدولة على كشف عمليات غسل الأموال، أصبحت أكثر قدرة على تعقب تمويل الأنشطة المزعزعة لاستقرار المجتمعات، وتجفيف منابع تمويلها.