حافلة مدرسية ذكية في فلسطين

تم النشر بواسطة: hala alkhatib 2019-04-13 10:04:00

ومن رحم هذه المشاكل التي باتت تؤرق الأهالي ومدراء المدارس ورياض الأطفال، ولدت الحافلة الذكية من أصل فلسطيني بامتياز، حيث عملت شركة "المحترفون" في نابلس على إخضاع تقنيات عالمية لخدمة برنامجهم، بحيث يمكن المدراء وأولياء الأمور من معرفة تحركات الحافلات المدرسية، والاطمئنان على أبنائهم من حين دخول الطفل الحافلة، إلى حين خروجه منها، بيد أن الحافلة تفرض على السائق رقابة لئلا يتعدى السرعة المسموح بها، لتكون هذه الحافلة أكثر أمانا وذكاء مما كانت عليه سابقا.

 

 

أم عبد الله شقير إحدى الأمهات اللواتي اشترك أبناؤهن في خدمة الحافلات الذكية، عبرت عن سرورها لوجود هذه الخدمة، وقالت:” قبل وجود الحافلة الذكية، كنا ننتظر الحافلة وكثيرا ما كانت تتأخر بالوصول، أما الان، بمجرد وصول الاشعار على التطبيق، تكون الحافلة قد وصلت."

 

تابعت شقير: " أصبحت أطمئن على طفلي أكثر من السابق، فكل تحركات الحافلة وأماكن توقفها وسرعتها أعلم بها وأنا في المنزل”، موضحة أن الخدمة زادت من الأمان على الطلبة، الأمر الذي ساعد في راحة الأهالي.

 

 

كما وقالت مديرة رياض أطفال “صرنا كبار” في مدينة نابلس خلود زلابية، التي تعد أولى رياض الأطفال التي اشترك في خدمة الحافلات الذكية:” كنت أهاتف الأمهات قبل اقتراب الحافلة من المنزل، لتجنب انتظار الام وابنها في الشارع، وكان الأمر مكلف ماديا بالنسبة لي”

 

وأعربت زلابية عن سعادتها لوجود هذه الخدمة التي ترقى بمستوى المؤسسات التعليمية، وتوفر الأمان للأطفال، كما وتوفر الوقت والجهد والمال على كل من الأهل والمؤسسة.

 

 

أما في جمعية الهلال الأحمر فيبدو أن الحاجة لهذه الخدمة كانت أكثر من أي مكان آخر، فالجمعية تضم أطفالا من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يصعب عليهم الوقوف طويلا للانتظار، أو لربما لا يسمعون صوت مجيء الحافلة، أو اية عوائق أخرى تجعل عملية الخروج من المنزل إلى الحافلة عملية صعبة وشاقة، وفي بعض الأحيان غير آمنة، ولهذه الأسباب اشتركت جمعية الهلال الأحمر \نابلس في خدمة الحافلات الذكية كما قالت مسؤولة شؤون الموظفين وفاء تفاحة.

 

 

"الدقة والجودة في العمل، وسلامة طلابنا هي الدافع الأساسي لاشتراكنا في الخدمة"، قالت تفاحة، موضحة أن الخدمة زادت من دقة العمل سلامة وراحة الأطفال، بالإضافة إلى توفير الوقود.

 

وأضافت وفاء:" هناك فقط ٤٠٪ من الأهالي المشتركين في الخدمة إلى الآن، بسبب عدم توافر خدمة الانترنت عند جميع المواطنين".

 

 

وحول خدمة الحافلات الذكية قال عصام حمايل مدير شركة المحترفون:” هناك ست عشرة مدرسة ورياض أطفال مشترك في هذا البرنامج إلى الان، أي ما يقرب ١٢٠٠ طالب وطالبة”، موضحا أن الخدمة أطلقت في ربوع الوطن منذ بداية الفصل الدراسي الأول لعام ٢٠١٧\٢٠١٨ كخدمة تجريبية، ليتم تفعيلها مع كافة التعديلات التي تتلاءم واحتياجات المدارس والطلاب مع بداية الفصل الثاني لنفس العام الدراسي.

 

وأضاف عصام:” إننا نسعى إلى إطلاق الخدمة في أكثر من دولة عربية مع بداية العام القادم”، موضحا أن كل ما يمكن تطبيقه على أرض فلسطين يمكن تطبيقه في كافة دول العالم، لما تواجهه فلسطين من مضايقات الاحتلال حول الخدمات التي يمكن ادخالها عليها.

 

ولعل أولى المشاكل التي واجهت المشروع، عدم توافر خريطة فلسطين مفصلة بالمدن والقرى والشوارع بدقة على خريطة جوجل، ليضطر فريق العمل خلق خريطة تفصيلية لخدمة المشروع” أردف عصام، مبينا إن هناك بعض الأمور التي فكرنا بعملها لتسهيل عمل الخدمة إلا أن منع الاحتلال لدخول بعض الآلات والتقنيات منعنا من تنفيذها.

 

إطلاق ال 3G في فلسطين سهل عملية الاشتراك في الخدمة، لأنها بحاجة إلى توفر الانترنت على الهواتف الذكية” تابع حمايل، موضحا إن الشركة تسعى أن يكون الانترنت متصلا بالتطبيق الخاص بها فقط. 

 

كما وتعمل الشركة على إدخال الخدمة إلى المدارس الحكومية، بحيث تسجل حضور الطلاب لكل حصة دراسية، لمنع تسرب الطلاب من المدارس، ولسهولة التواصل مع أولياء أمور الطلاب في حال حدوث أي أمر طارئ يستدعي ذلك.