علم واحد .. فلسطين والجزائر

تم النشر بواسطة: sundos hamed 2019-04-13 10:04:00

تمثلت هتافات المتظاهرين بعبارات ضد النظام لإسقاطه ولم يغب عن ألسنتهم المناداة باسم "فلسطين" للتذكير بمعاناة الشعب الفلسطيني من سلطات الاحتلال.

وأوضح الطالب الجامعي علاء الدين رميته (23) عاما من ولاية سكيكدة في الجزائر أن        "فلسطين تحت احتلال، والشعب الجزائري يشبه الشعب الفلسطيني، إن الجزائر محتلة من السلطة والشعب نهض لإخراج هذه السلطة من الحكم ويقاومها، ويستخدم العلم الفلسطيني المعروف دوليا وعالميا رمزا لبلد محتل والكوفية رمز التحرر".  وأضاف أنه لا يوجد فرق بين العلم الفلسطيني والعلم الجزائري فهما شعب واحد والعلم واحد عندما أحمل العلم الفلسطيني كأنني أحمل العلم الجزائري."

متابعة الشعب الجزائري للأحداث الفلسطينية مستمرة، لذلك فإن معظم المنازل الجزائرية لا تخلو من وجود العلم الفلسطيني. ذكرت الطالبة الجزائرية ريان (19 عاما)  في جامعة "سعد دحلب" الجزائرية أنه يوجد في منزلها علم فلسطيني لرفعه في المظاهرات والمناسبات التي تخص فلسطين، كما أكد  رميته على وجود أعلام فلسطينية في منزله أيضا.

وأكد رميته على أن الشعب الجزائري مهما كانت ظروفه محزنة فإن فلسطين لا تغيب عن الذاكرة وهي راسخة في العقل حتى في ظل المظاهرات والضغط، فالقضية الفلسطينية هي من أولويات الشعب الجزائري.

وذكر رميته أن العلاقة روحية دموية "الجميع يقول إن فلسطين محتلة لكن الشعب الجزائري عانى من الاحتلال الفرنسي الذي حاول طمس الوجود الجزائري وهذا ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي  محاولا طمس الوجود الفلسطيني."

وبين رميته أن الأجداد والآباء يذكرون معاناتهم مع الاحتلال الفرنسي لأبنائهم ويتداولون الأحداث التاريخية كي تبقى حاضرة في عقول أطفالهم، كما أنهم يربونهم على نصرة فلسطين ظالمة أو مظلومة.

هذا التشابه التاريخي خلق نوع من المحبة بين الشعبين، وخلق الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين هذا الحب بمقولته "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" والتي أصبحت أول ما يتعلمه الطفل الجزائري عن فلسطين، وكان له الدور في وجود الرئيس الفلسطيني الراحل  ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1976 وإلقاء الخطاب فيها.

هذه المحبة لمسها كل فلسطيني تعامل مع الجزائريين طلابا وغيرهم.  أوضح الطالب الفلسطيني ليث وشاحي (23) عاما بجامعة "20 أوت 1955" في الجزائر، أنه شعر باهتمام في "سكيكدة" أكثر من بلده الأم "جنين"، وأن علاقاته الاجتماعية بنيت في الجزائر لست سنوات ولم يشعر بأنه غريب في الجزائر.

وأكد وشاحي على مشاركته في المظاهرات الجزائرية ضد النظام "إنهم لا يعتبروننا أجانب، بل مقيمين في البلد وهم لأكثر من مرة كانوا جزءا في المظاهرات المناصرة للقضية الفلسطينية وجاء الوقت لرد الجميل ونشاركهم في الأفراح والأحزان."

لم تمنع الجامعات الجزائرية طلابها من الوقفات التضامنية والمظاهرات السلمية داخل الحرم الجامعي، لكنها اتخذت قرار مستعجل من وزارة التربية والتعليم العالي في تعطيل الطلبة "عطلة الربيع" بتاريخ 7 آذار بدلا من منتصف الشهر وبذلك تمديد الفصل الدراسي. وقال وشاحي أنه لم يفكر بالعودة إلى فلسطين لزيارة الأهل خلال هذه العطلة رغم شوقه لوطنه:  "لم أعد إلى فلسطين كان لدي الفضول لمعرفة ماذا سوف يحصل في البلد، أريد أن أكون جزءا من الواقع في الجزائر وفي هذه الفترة التاريخية، كما أننا أخوة ونحن مع الجزائر ناصرة أو منصورة في أي هدف أو مشكلة وفي أي وقت."

تميزت الجزائر عن غيرها من الدول العربية في تقديم تسهيلات لكل من هو فلسطيني، فهي تقدم دعما ماديا ومعنويا للشعب الفلسطيني، ولا يخلو من ذلك تقديم المنح الدراسية لدرجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتقدم جامعاتها التسهيلات للطلبة المتأخرين عن الفصل الدراسي الأول خاصة في درجة البكالوريوس.

وذكر الطالب الفلسطيني لبيب أبو عقيل (23) عاما بجامعة "عبد الحميد بن  باديس مستغانم" الجزائرية أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تقدم منح كثيرة للفلسطينيين ما يقارب 150 منحة للبكالوريوس و30 للماحستير و30 للدكتوراه، موضحا انه اختار الدراسة في الجزائر لما سمعه عن المعاملة الطيبة التي يقدمها الجزائريون للطالب الفلسطيني، وأضاف أنه في سنته الأولى من برنامج الدكتوراه بعد أن حصل علي درجتي البكالوريوس والماجستير من الجزائر.