غادة العمري معلمًا من معالم جامعة بيرزيت

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-08-02 03:08:00

بيرزيت اونلاين - غيداء حمودة - يصعُب الحديث عنها بعيدًا عن الأرقام، مسيرة بلغَ عُمرها 23 عامًا حتى الآن، شكلت فيها أساسًا لبيئة تطوعية خصبة في جامعة بيرزيت، يستحيلُ تخرجك من بيرزيت دونما المرور بمكتبها، أو التحدث معها، واحذر فإنك لن تأخذ شهادتك قبل أن توثق من قسم العمل التعاوني. تارة تراها بين الطلبة، وتارة أخرى تعمل للطلبة، وسامحها في حال نسيت اسمك فهي تتعامل مع ما يقارُب الثلاثة عشر ألفً طالب، لكن كيف؟ نضع بين أيديكم هذا الحوار من بيرزيت أون لاين للإجابة.

  • بعيدًا عن مفهوم التطوع كيف تختار غادة العمري أن تعرف بنفسها؟

أنا غادة العمري الإنسانة المحبة، والمؤمنة بقيمة العمل التطوعي  فهي نمط حياة أتعامل من خلاله مع أبنائي وطلابي بل مع زملائي والمؤسسات كذلك.

  • كمنسقة للعمل التطوعي لمدة ثلاثة وعشرون عامًا ماذا تسعى غادة العمري لتغيره؟

نحن نحافظ على هذه القيمة التي لها خصوصية لنا كفلسطينيين بالرغم من كونها قيمة إنسانية بالأساس؛ لأنها تعد كموروث ثقافي بمد يد المساعدة، أو العونة في مجتمعنا؛ بالتالي الموروث يجب الحفاظ عليه ويجب أن يتطور، والتطور يُقرنُ  بالعمل مع كافة المراحل المجتمعية بتغيراته ومتطلباته، بالإضافة لتطلعات الجيل الجديد ومتطلباته، أفكاره، ورؤيته بشكل متكامل حتى ننطلق إلى التغيير باتجاه المساهمة بشكل فاعل، وإبداعي؛ فالتغيير يجب أن يحمل مفهوم الإبداع وحل المشاكل والإضافة الجديدة لمجتمعنا من أجل القيمة الجديدة.

  • هل تذكرين أول عمل تطوعي قمتي به؟

بعيدًا عن الزمان والمكان، كنت سبع  سنوات عندما شاركت زملاء أخي في مخيم العمل الدولي  حيث كان طالًبا في الجامعة، قمت بنقل الماء، وحاولت المساهمة في عملية التنظيف لكنني لم أستطع بسبب عدم قدرتي على حمل المكنسة، لصغر سني وكم كنت سعيدة جدًا في هذا العمل، والمفارقة أنني أصبحت مسؤولة عن تلك النشاطات.

  • كيف أثر التطوع في شخصيتك؟

أثر بالأساس على شخصيتي، ووعيي وسلوكي ورؤيتي، فأنا أدين للعمل التطوعي الكثير، لأنه فتح لي آفاقًا جديدة، وزادني ثروة على الصعيد الخاص بي من تجارب، وثروة أخرى بشرية على مستوى طلاب الجامعة والعلاقات مع المؤسسات.

  • هل لك أن تحدثينا بإيجاز عن  نشأة العمل التطوعي في الجامعة؟  

إبتدأت كفكرة من مجموعة من الأساتذة والطلاب في السبعينات حيث شارك الطلاب في كثير من الأعمال التي اتسمت بالوطنية حينذاك، وكان لابد أن يستمر كعمل وطني لأنه من مبادئنا في المجتمع فكان الطلاب يقومون بالمساعدة في قطف الزيتون،  وتنظيف الشوارع، وأصبح لزامًا أن يكون متطلبًا جامعًيا للتخرج لتثبيت المبدأ بين الطلاب منذ عام 1972، بالتالي يصبح الطالب لديه شغف لهذا العمل.

 

  • كيف تتعاملين مع ثلاثة عشر ألفَ طالب في الجامعة؟

أتعامل بكامل المسؤولية مع  الجميع، فيجب أن يشارك كل طالب بالعمل التعاوني ليس من خلال نظاٍم محوسب، بل من خلال التواصل والعلاقات بشكل مباشر، بالرغم من كون العمل عبئًا على كاهلي.

  • العمل التطوعي ليس كما السابق  وقد لا تصلح المقارنة إنطلاًقا من تجاربك ما هي أهم المفارقات التي طرأت على العمل التطوعي؟

المفارقات هنا مجتمعية، وليست في القيمة بحد ذاتها، فنحن في مرحلة تختلف عن السابق، فعلينا أن نكون قريبين من هذا الجيل، وليس لأحد الحق في جلد الطلاب على قيمة لم يعايشوها؛ فيجب أن نستحضر الماضي لأنه مهم جدًا للبناء وليس للمقارنة، والاستحضار يكون من خلال الأسره والمحيط ومنه لن نبكي  على الأطلال، بل نتصور الخطوات القادمة كيف تكون.


 

  • قسم العمل التعاوني في عمادة شؤون الطلبة قسم قائم بذاته ,لكن على علاقة وثيقة بكافة  مرافق الجامعة فكيف ذلك؟

نحن نعمل بشراكة مع الطالب فهو من ينجح العمل والشراكة كذلك مع كافة الأقسام التي تستقبل الطلاب وتوجههم بالاتجاه الصحيح.

  • عملية التطوع: هل هي عملية تنافسية أم ينالها الجميع بصفة متساوية؟

أنا شخصيًا أرفض فكرة التنافس لأنني أنظر فقط من خلال التعاون والتكامل، فالتسجيل الإلكتروني للعمل يتم فقط لحفظ حق الطالب وليس للمنافسة؛ ولهذا يتم الإعلان عن الأعمال عن طريق لوحة الإعلانات على موقع الجامعة الرسمي "رتاج" فتصبح في متناول الجميع فلا تضيع فرصة أحد.

  • ماهي القيمة التي تسعى غادة العمري لترسيخها لدى الطلاب ؟

 أحب أن يؤمن الطالب بالعمل الذي يقوم به بالرغم من الحجم والنوع والفكرة، أضف إلى ذلك العمل الذي يجب أن يقوم به، لأنه بوصلة كبيرة توجهك للآفاق الكبيرة والصحيحة.

اقرأ أيضا