المناهج الإسرائيلية، سياسات إسرائيلية ناعمة لاختراق مدارس القدس

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-07-30 02:07:00

بيرزيت اونلاين - جمانة ديسي - يخوض الفلسطيني المقيم في مدينة القدس صراعًا على كل شيء في حياته، فالاحتلال يستهدفه في سكنه وعمله وتعليمه، وذلك إما لجعله يتعايش مع الواقع التهويدي في المدينة، أو ليرحل عنها ويسكن خارجها. وشكلت مناهج المدارس إحدى هذه الأمور التي يستهدفها الاحتلال. في محاولة جديدة لاستهداف وعي الفلسطيني منذ صغره وهيكتله وبث مفاهيم إسرائيلية تجعل الفلسطيني يتعايش مع واقعه الحالي ويسعى للإبقاء عليه. وترصد بلدية الاحتلال ووزارة تعليمه الملايين من أجل ذلك.

وأسرلة المناهج لا تقل أهمية عن تهويد الأرض، "إن إستراتيجية الاحتلال تقوم على مرتكزين أساسيين، الأول هو تهويد الأرض الذي يجري على قدم وساق، والثاني هو أسرلة الوعي الفلسطيني وتشويهه والسيطرة على الذاكرة الجامعية". بحسب ما قال مدير اللجنة الأهلية لمناهج القدس راسم عبيدات، مضيفًا أنَّه ومنذ احتلال كامل القدس عام 67 عانت المؤسسات التعليمية من العديد من الهجمات عليها وسن للقوانين والتشريعات لأسرلتها.

ويولي الاحتلال اهتمامًا كبيرًا لذلك، ويعمل جاهدًا من أجل تدريس هذه المناهج، ففي بداية هذا العام أعلن افتتاح التسجيل لصف الأول الابتدائي، فقامت وزارة التربية والتعليم بخلط المدارس التي تقوم بتدريس المنهج الفلسطيني، مع تلك التي تدرس المناهج الإسرائيلية في محاولة لتضليل أهالي الطلبة.

وبيّن عبيدات أن المدارس في القدس تخضع لعدة مظلات تعليمية وهي وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس ووزارة التربية والتعليم والأوقاف ووكالة الغوث. وأكبر مظلة هي وزارة المعارف التي تضم 56 مدرسةً حكوميةً يدرس فيها حوالي 48% من الطلبة، أما القسم الثاني هو المدارس الأهلية والخاصة وعددها 69 مدرسةً يدرس فيها 35% من الطلبة. بالإضافة إلى مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم التابعة للسلطة الفلسطينية وتضم 43 مدرسةً يتعلم فيها 12 الف طالبًا ونسبتهم 13% من الطلبة.

ومحاولة نشر المنهاج الإسرائيلي تأتي ضمن عملية كبيرة مستمرة في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية، ونشر التطبيع، فيتم عقد لقاءات تعايش بين أطفال عرب وإسرائيليين، وتنظيم رحلات مشتركة، بالإضافة إلى زيارة "رئيس بلدية القدس" لعدة مدارس مع ضباط شرطة الاحتلال وذلك لتحقيق الردع والمطالبة بإنهاء إلقاء الحجارة والتحذير من الاعتقالات.

ويرصد الاحتلال مبالغ مالية كبيرة لهذه العملية، "تبلغ ميزانية قسم التعليم العربي في بلدية الاحتلال في القدس 444 مليون شيقل، بدون رواتب المدارس الابتدائية التي تتلقى ميزانيات مباشرة من وزارة المعارف الإسرائيلية". وذلك بحسب الأكاديمي والناشط في شؤون الاجتماعية فؤاد أبو حامد. مشيرًا إلى أنَّ كلفة الطالب العربي في القدس تبلغ حوالي 11 ألف شيقل سنويًا. كما واعلنت وزارة المعارف الإسرائيلية خطة لـ"تطوير" التعليم تبلغ تكلفتها 500 مليون شيقل تضاف للميزانية السابقة.

يقول أبو حامد: "هذا دلالة على ان الاحتلال يعمل جاهدًا لفرض المنهاج الإسرائيلية على سكان القدس، فحتى الآن نسبة الإقبال عليه قليلة، حوالي 8 الاف طالب يدرسه والنسبة منخفضة برأي الاحتلال".

محاولة طمس المنهاج الفلسطيني مستمرة ففي بداية العام الحالي منعت قوات الاحتلال إدخاله إلى ساحات المسجد الأقصى ليتم توزيعة على 700 طالبًا بحجة أنه يحوي أعلام فلسطين، وتم ملاحقة الاساتذة والطلبة في البلدة القديمة وذلك بعد توزيعه خارج المسجد. فيما يوجد لجنة منذ العام 2004 عينتها بلدية الاحتلال للإشراف على المناهج الفلسطينية وحذف كل ما يشير إلى الانتماء لفلسطين ونفذت هذه الفكرة قبل عدة سنوات ولكنها أفشلت بعد رفض الأهالي تدريس أبناءهم للمناهج المعدلة.

 أما رئيس الهيئة الإسلامية العليا عكرمة صبري، فقد حرم التدريس والتعامل مع المناهج الإسرائيلية في القدس، واعتبر من يتعامل معها آثم، وذلك لِمّا فيه من تعارض مع العقيدة الدينية والتاريخية ومساهمة في تحقيق اهداف الاحتلال.

وعند الحديث عن المناهج قال صبري إن المصطلحات هي صهيونية تهدف إلى ترسيخ وجود "إسرائيل" في عقول الطلبة، كما تم حذف كل ما يدل على التاريخ الفلسطيني ووضع تاريخ إسرائيلي، وحولت الأناشيد الوطنية إلى إسرائيلية في انقلاب كبير عن المناهج السابقة وفي إمعان لتهويد والأسرلة.

الأمر لم يقف عند المناهج، فبعد هبة البوابات في تموز الماضي أعلنت بلدية الاحتلال عن اتخاذ إجراءات عقابية ضد 12 معلمًا ومديرًا لمدارس في القدس وتم فصل مدرير مدرسة ومعلمين اثنين تهمة التحريض على الاحتلال وجنوده. وهي مسيرة تهويد مستمرة بحق التعليم في القدس.

اقرأ أيضا