العلاقة مع القراءة في العالم العربي مقارنة مع العالم الغربي

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-07-11 02:07:00

بيرزيت اونلاين – ليان تيسير - "القراءة تعني الاقتراب من شيء هو قيد الصيرورة" عبارة حداثية تركز على دور القارئ،ليس باعتباره متلقيًا سلبيًا، بل باعتباره متلقيًا  فاعلًا يساهم في بناء النص وصيرورته .فالقراءة عملية يقصد منها الوصول إلى معنىً من خلال إجراء تفكيكي وتركيبي يقوم به قارئ فاعل للكشف عن محمولات النص المقصودة وتوجهاته.

ظلام الجهل الذي يعم العالم العربي يشمل من بين ما يشمل القدرة على القراءة والكتابة، ففي الوقت الذي أصبح فيه تعلم اللغات الأجنبية واتقان التعامل مع الحاسوب معيارا جديدا للتعليم، فإن عدد الأميين في العالم العربي وحسب ما صدر عن اليونسكو يبلغ 60 مليون نسمة من اصل 300 مليون نسمة.

إن تدني الإقبال العام على القراءة مشكلة كانت ولا تزال تثقل قطاع الثقافة والتعليم، فالقراءة في العالم العربي تأتي في المرتبة الاخيرة بالنسبة لاهتمامات المواطن العربي، حيث يبلغ معدل القراءة عند الفرد العربي 6 دقائق سنويًا مقابل 200 ساعة للفرد في أوروبا وأمريكا، وهذا يوضح لنا مدى الكارثة الثقافية والعلمية التي يعيشها المواطن العربي ،مقارنة بمواطنين في الدول الاوروبية، كما يؤكد على اختلاف شاسع بين ثقافة المواطن العربي وثقافة المواطن الغربي.

وأضافت إحصائية اليونسكو أن الدول العربية انتجت 6500 كتاب في عام 1991 بالمقارنة مع 102000 كتاب في مريكا الشمالية ،و42000 كتاب في امريكا اللاتينية.

كما وأشارت الدراسة الى أن كتابًا واحدًا فقط يصدر لكل 12 الف مواطن عربي، واغلب الكتب العربية التي تنتشر هي الكتب الدينية، ويليها كتب الطبخ والابراج، بينما يصدر كتاب واحد لكل 500 انجليزي ولكل 900 ألماني.

 على أي حال، لو كانت هذه الأرقام تشيرُ إلى الواقع حقًا فنحنُ بخير،لكن الأرقام التي تصدر عن دور النشر العربية تشير الى واقع اسوأ من ذلك بكثير.

 فيقول أستاذ اللغة العربية في جامعة بيرزيت موسى الخوري في كتابه" على مدارج القراءة"، إن درجة التفاعل النشط مع القراءة والقدرة على استنطاقه في العربية تتم من خلال تباين استعدادات القراء النفسية اثناء القراءة، وتباين مهاراتهم اللغوية وخلفياتهم الاجتماعية وميولهم وثقافتهم عمومًا، وتبياين الأهداف من فعل القراءة ذاته، ومدى ألفتهم  للنص. ولكن في مجتمعاتنا العربية وخاصة فلسطين فإن التعليم والمدارس تلعب دورًا كبيرًا في التراجع عن حب  فعل القراءة وهي الطريقة الموَحدَة التي تعلَّم وفقها مهارة فهم المقروء، فلا يكاد أحد من المعلمين والمعلمات أن يشذَّ عنها خصوصًا في المراحل الاساسية.

من جانب آخر، فيصف أستاذ التاريخ والاثار في جامعة بيرزيت نظمي الجعبة عزوف الطلبة عن القراءة في مجتمعنا العربي بأنها ظاهرة عالمية غير مرتبطة بالشرق، ولكن المشكلة أن نظامنا التعليمي يعتمد على  التلقين، ولا يشجع على القراءة والتحليل والتعبير عن النفس والمطالعة الحرة، واذا لم يكن هناك تشجيع في النظام التعليمي على الكتابة الابداعية أيضًا لم يكن هناك تشجيع بالتالي على القراءة، أما النقطة الاخيرة التي ساهمت في الوقت الراهن بالعزوف عن القراءة هي الإنترنت وما أحضر معه من التواصل الاجتماعي  الذي أثنى طبقة واسعة من الشباب عن القراءة، وللاسف تسخير التكنولوجيا للحصول على المعرفة أقل من المتواضع في مجتمعاتنا التي تأخد الجهد الاكبر من الشباب بحيث لا تعطينا الوقت الكافي والجدي للمطالعة الجدية.

واعتبر الجعبة ان الحل للخروج من هذه الازمة هو تكاتف وزارات الثقافة والشباب في الدول العربية من أجل وضع خطط لغرس القراءة في نفوس الصغار والشباب، واتباع البرامج التعليمية التي من شأنها أن تشجع الطلاب على القراءة وذلك للتغلب على هذه الازمة التي تهدد الوطن العربي ثقافيًا وحضاريًا وعلميًا.

اقرأ أيضا

مؤسسة تصاميم مجردة من فلسطين

تم النشر بواسطة: Administrator
2018-10-29 04:10:00