المنهاج الدراسي الجديد بين مطرقة التطوير وسندان الفشل
بيرزيت اونلاين – مرام نصرالله - مضى عامان على تغيير المنهاج الفلسطيني الذي صمم لمواكبة تطور هذا العصر ولَم يحرز أي تغيير على لغة ومعرفة الأطفال، منذ طرحه في المدارس لتجربته لعام واحد إلا أن الاستمرار فيه يزيد من حالة الضعف لدى الطلاب في العديد من التخصصات كاللغة العربية والرياضيات والاجتماعيات"كتاب الوطنية ،المدنية،التنشئة"، إذ تلقت وزارة التربية والتعليم العديد من الانتقادات حيال آلية التدريس للأطفال بالمعلومات بشكل خاطئ وتؤخذ على أنها مسلمات، ولكن هل سيكون العام القادم كسابقه؟
البعض يصف المنهاج القديم بانه أفضل من الجديد ولكنه يعتمد بشكل كبير على عملية التلقين الذي يكون فيها المعلم هو العنصر الفعّال والطالب متلقٍ للمعلومة فقط، وهذا يجعل عقله أسيراً للكسل بعيداً عن التفكير والتجربة والبحث العلمي .
رشا جبارين أم لثلاثة طلاب انتقدت هذا المنهاج بشدة وقالت أنه خصص لفئة معينة، وهم الأذكياء في حين أنه تجاهل العديد من الأهالي الذين لم يكملوا تعلميهم وأصبحوا يعانون أثناء تدريسهم لأبنائهم "في الوقت الذي ينبغي علي أن أتابع تدريس أطفالي، لا أستطيع القيام بذلك ففي كل مره أدرسهم ألجأ لمتابعة شرح الدرس على صفحات الإنترنت ثم أعمل على شرحه لطفلي نتيجة اقتصار الكتاب على شرح بسيط جداً خالي من الأمثلة التي من خلالها أستطيع فهم الدرس".
وفي ذات السياق قالت سهير ج. وهي معلمة لغة عربية في إحدى المدارس الإبتدائية في مدينة رام الله:" يواجه هذا المنهاج العديد من الأخطاء خاصة كتاب اللغه العربية للصف الرابع حيث أنه يشمل على العديد من الكلمات العامية وأخطاء في وضع الحركات فالفاعل ينصب بالفتحة كما رأيت فهل هذا يعقل خاصة أنهم في بداية تأسيسية للقواعد واللغه فالمنهاج القديم ييقى أفضل بكثير من هذا وأتمنى أن لا تكرر تجربته للمرة الثالثة ".
حول ذات الموضوع، قال مدير مركز البحث والتطوير التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي إيهاب شكري:" كان لابد من تغيير هذا المنهاج ليصبح أكثر قوة وارتقاء يناسب الأعمار المختلفة ويعلم تقنيات مختلفة لمواكبة مستجدات العالم والتغيير التكنولوجي الذي يتقدم كل يوم.
وأضاف شكري أن الوزارة تلقت العديد من الشكاوي والانتقادات الموجهة للجنة المسؤولة عن المناهج وعلينا ان نعمل سويا لمواجهة هذه التحديات والإدراك أن المنهاج في حالة التجريب.
وتابع شكري:" من خلال خبرتي والعمل في دائرة المنهاج لاحظت وجود العديد من الأخطاء إضافه لضعف المنهاج كمنهج لتعليم الأطفال من جانب وتطوير العلاقة بين الطالب ومعلمه وعدم إقتصاره على التلقين، لكن رغم كل ذلك نجحنا في تساوي الفاعلية للطالب والمعلم سوياً وكان ذلك من خلال قيامي بدراسة على منهاج الصف الرابع الأساسي.
وشدد على ضرورة تفهم الأهالي لأن المنهاج في حالة التجربة وإن أي تغيير أو تعديل يحتاج خمس سنوات على الأقل ولميزانية كبيرة، نحن نجمع الخبراء في المناهج وسنمر بعد ذلك على العديد من الجامعات بعد وضعه للتأكد من انه يناسب المراحل التعليمة المختلفة.
وتؤكد وزارة التربية والتعليم أن الحال لن يبقى هكذا ولن نبقى على هذه الأخطاء وأي معلومة فيه تفهم بطريقة سلبية، من خلال الإستماع لجميع الإنتقادات كما أنها باشرت بدارسته من جديد لتطويره مرة اخرى وتجنب أية أخطاء.