الصابون النابلسي بين عراقة الماضي وحضارة المستقبل

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-06-25 10:06:00

بيرزيت اونلاين - بيان اسعيد - في محاولة لدمج تراث الماضي العريق وحداثة هذا العصر، ابتكرت الشابة رند أبو شلبك حلَةً جديدة للصابون النابُلسيَ الشَهير، الذي يُصنع منذ القرن العاشر في فلسطين بشكل أساسي من زيت الزيتون الفلسطينيّ، لتضيف ووالدتها زيوت جديدة عليه مثل زيت جوز الهند، الكاكاو، القهوة وغيرهم من الزيوت، وتُغلَفه بطريقة مُلفتة مضيفة عليه لمسات عصرية ومواد ذات ألوان جذابة ليتناسب وذوق المستهلك.

وعن طريقة صنع هذا الصابون والأدوات اللازمة، قالت رند إنهم بحاجة لأدوات خاصة، كأوانٍ خاصة لطبخه وملابس للوقاية وأجهزة حفظ حرارة وقوالب للتشكيل وقطاعات، ومن ثم توضع الزُيوت في الأواني عند درجة حرارة معينة و يتمّ طبخها، من بعدها تُصب بالقالب لتأخذ الشكل المطلوب، يجف الصابون بعد يومين ويتمّ تقطيعه بعد أن يجف، يُترك من شهر إلى أربعين يوم حتى يُصبح صالحاً للاستخدام اليومي وذلك لعدم احتوائه على مواد حافظة أو صناعية.

وككل بداية، استغرقت أبو شلبك ووالدتها بضعة أشهرٍ لإيصال منتجاتهما للمستهلكين، إذ بدأتا بالعمل على مشروعهما منذ شهر حزيران المنصرم، لينطلق في الأسواق الفلسطينية مع بداية العام الجاري. كان للمعارف الشخصية والأقارب الدور الأكبر في انطلاق المشروع، إذ قالت رند " أوَل ما بلشنا كنا نودي الصابون إلي بنسويه لأقاربنا وأصحابنا وعجبهم كثير، همة إلي شجعونا نعمل ونصير نبيع". 

ولأنه عصر الحداثة والتطور، اختارت رند وسائل التواصل الاجتماعي نقطة انطلاق ومنصة لعرض منتجاتها، بدأت بموقع "انستجرام" الذي يُعنى بنشر الصور والفيديوهات باسم" Grandmasoap.pali " عرضت عليه صور ذات جودة عالية لمنتجاتها، تزينهم بطريقة ملفتة جداً تُحبب الناظرين بهم وتخلق بداخلهم الرغبة باقتنائها، مرفقةً معلومات عن مكوناتهم وأسعارهم.

لم تتوقع رند أن تحظى بهذا الكم الهائل من الطلبات والتفاعل على صفحتها، فهي لم تكتفِ بوسائل التواصل الاجتماعي وحسب، بل أصبحت تقتنص الفرص للمشاركة بالبازارات الفلسطينية والترويج عن منتجهما عبر وسائل الاعلام المختلفة التي تنوعت بين إذاعات وتلفزيونات، فضلاً عن عرضه في الصالونات ونقاط بيع المواد التجميلية، آملة بأن يصل لأكبر شريحة ممكنة من المستهلكين. ولأنها ترفض حصر منتجها محليًا، تخطط رند بالمشاركة بمعارض خارج فلسطين، بداية في الأردن قريباً.

لاقى المنتج نجاحًا باهرًا بين أوساط الشباب، حيث قالت إحدى زبوناتها التي تعمل كخبيرة مكياج جنات حجازي إن تجربتها مع المنتج كانت جيدة، لم تكن جودة الصابون كغيرها في الأسواق، إذ لم تجفف البشرة عند استعمالها، و ترى حجازي أن الصابون يتنوع ويتطور مع الوقت وميزته أنه يتكون من مواد طبيعية تماما لا تؤذي البشرة بل تحسن من نضارتها و ملمسها.

ولأن طاقات الإنسان الناجح لا تنحصر في حقل معيَن وأسلوب حياة محدد، تمزج رند بين حياتها العلمية إذ إنها في سنتها الأخيرة في دراسة طب الأسنان، وموهبتها الفنية بالعزف على البيانو وتعليمه للراغبين، وشغفها في السفر، لينضم لجعبتها هواية وحرفة جديدة ألا وهي صناعة الصابون.

اقرأ أيضا