واقع المؤسسات الإعلامية بالقدس
بيرزيت اونلاين - هنادي الخطيب - تعاني القدس من التهميش الإعلامي ولا تحظى بأهمية بالغة في تغطية وتسليط الضوء على قضاياها المختلفة، من اقتحامات واعتقالات ومصادرة للهويات وهدم للمنازل، وغيرها الكثير من القضايا بالرغم من وجود العديد من المؤسسات الإعلامية فيها. إذ أن الضغوطات الإسرائيلية على المؤسسات الإعلامية في القدس تمنع من توسعة تغطيتها وتحظر عليها الكثير من المواضيع حسب ما قال مدير مجلة البيادر السياسي جاك الذي أضاف:" حيث أننا في إحدى المرات تأخرنا في دفع الضريبة بسبب أزمة مالية فقامت سلطات الاحتلال باقتحام المجلة وصادرت الطابعات لعدم دفعنا للأرنونا، بالإضافة الى أننا نطبع قرابة 400 صفحة ولا يسمح لنا بنشر سوى 80 صفحة؛ بسبب الرقابة العسكرية الشديدة".
وأوضح خزمو أن السلطة الفلسطينية لعبت دوراً سلبياً تجاه الصحافة في القدس ابتداءً من أنها سمحت بدخول مجلات من الخارج في بداية أوسلو وكانت توزع بنصف سعر المجلات التي كانت تصدر في القدس مثل: الأسبوع العربي والحوادث، واستمرت لمدة سنتين بذلك، مما أدى الى إيذاء الإعلام الداخلي بالقدس. وأضاف أن منظمة التحرير الفلسطينية عطلت الدعم المالي ونسيت الإعلام داخل المناطق المحتلة واعتمدت على شعبيتها من خلال إعلامها في الضفة الغربية. كما أشار خزمو الى أنه كان في القدس اكثر من 50 مكتب صحافي ولكن في الوقت الحالي لايوجد سوى مجلة البيادر السياسي وجريدة القدس ويعانون من أزمة مالية بسبب الضرائب الكبيرة. وذكر خزمو أنه تعرض للتهديد بإغلاق المجلة من قبل سلطات الاحتلال حيث تم اعتقاله أكثر من مرة واعتقلت زوجته وتعرض المكتب للاقتحام بشكل مستمر، بالإضافة للمشاكل الكثيرة الأخرى على خلفية أعمال المجلة، واتهام المجلة بعدم الترخيص ومداهمتها باستمرار. وأشار إلى أن قضية القدس والأسرى تأخذ أهمية كبرى في المجلة وأنه يركز في اجتماعاته الخارجية على قضية القدس، وقال: "بالرغم من الصعوبات والضغوطات إلا أن تعزيز صمودي بانتمائي للقدس الذي يمشي في العروق وهدفنا الدفاع عنها".
أغلقت العديد من المؤسسات الإعلامية بالقدس والبعض نقل مقره إلى الضفة الغربية وغزة نتيجة أسباب مختلفة فيما قال مدير تحرير جريدة الفجر عام 1997 حنا سنيورة أن الأسباب الرئيسية في إغلاق الجريدة كانت شح الموارد المالية والوضع الاقتصادي الصعب وعدم توفر تمويل كافي، ومنظمة التحرير الفلسطينية خلقت وسائل إعلام جديدة وتخلت عن المؤسسات الإعلامية في القدس، بالإضافة إلى الضغط الكبير من الرقابة العسكرية الاسرائيلية وأنهى الحديث بأن القدس عاصمة فلسطين والسياسة الحالية لا تعطي القدس حصتها الكاملة في التغطية الاعلامية. شبكة إعلامية أخرى هي شبكة أمين الإعلامية التي تأسست في القدس سنة 1996 ولكن مقرها نقل إلى رام الله وغزة حيث أوضح مديرها خالد أبو عكر أن أسباب تغيير مقرها: "هذه الشبكة تهدف إلى تطوير الإعلام الفلسطيني ومساعدة الصحفيين الفلسطينين في تطوير أدائهم وعدم مقدرة دخول الصحفيين من مختلف المناطق إلى القدس كونها محاصرة دفعنا إلى العمل في مدينة رام الله، إذ أننا لا نستطيع تنفيذ النشاطات في القدس بعكس الضفة وغزة وبالرغم من ذلك لدينا مقر صغير في القدس وله ترخيص إسرائيلي كجمعية عثمانية. كما أشار إلى أن مقر الصحفيين في القدس أغلق والسبب فلسطيني حيث أن أولويات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بعد أوسلو تغيرت ولم تلتفت إلى مشاكل القدس، ولم يحافظوا على الرمز الفلسطيني بيت الشرق لأسباب سياسية، ولم تبدِ اهتماماً بالإعلام بالقدس واكتفت بالتركيز على الإعلام في الضفة، أي أنها استسلمت وقبلت مكرهة بالإغلاق ولم تقم بالمواجهة. لم يبق أثر للصحف الفلسطينية داخل القدس سوى (جريدة القدس) والتي تصدر من مقرها في العاصمة المحتلة.
وقال الصحفي ذكي أبو الحلاوة والذي يعمل في جريدة القدس منذ العام 1992 في تغطية الأخبار المحلية في مدينة القدس وخاصة الانتهاكات الإسرائيلية تجاه المقدسيين بكافة أشكالها واقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الاقصى، وإبراز القدس بأنها قضية العرب والمسلمين الأولى وفضح وكشف ممارسات الاحتلال، وعمليات التهويد وتغيير المعالم التي تتعرض لها المدينة المقدسة، وتسليط الضوء على معاناة المقدسيين اليومية من هدم المنازل واعتقالات وفرض الضرائب الباهظة على المقدسيين. وذكر الصعوبات التي يواجهها الصحفي المقدسي بقوله:" لعل أبرز هذه الصعوبات ما تقوم به قوات الاحتلال من عمليات تضييق على الصحفيين خلال تغطيتهم للأحداث الساخنة ففي بعض الأحيان قد يتعرض الصحفي للإصابة أو الاعتقال في محاولة لمنع نشر الحقائق وانتهاكات الاحتلال". وأوضح أن جريدة القدس هي الجريدة اليومية الوحيدة التي تصدر في المدينة المقدسة لتسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال، وتفرد مساحة واسعة من صفحاتها لنشر هموم ومعاناة المقدسيين اليومية، بالإضافة إلى إبقاء قضية القدس حية في قلوب وعقول الفلسطينيين، وأخص بالذكر أن المدينة محتلة من الاحتلال الإسرائيلي وضرورة تضافر الجهود من قبل المؤسسات والأفراد والحكومة الفلسطينية لوضع الخطط الرامية لإفشال كل المؤامرات التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة.
العاصمة لابد أن تكون هي المركز الإعلامي الفلسطيني، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية النظر إلى وسائل الإعلام بالقدس وكشف ممارسات وانتهاكات الاحتلال وتوفير الدعم الكافي لتنشيط الإعلام بالمدينة المقدسة لعلها تجد حلولاً لمعالجة قضايا القدس أو تسليط الضوء عليها .