صحافة المواطنة بين فهم مغلوط ودور مخلوط!

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-06-05 03:06:00

بيرزيت أونلاين - براء أبو ليلى – إن التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال، أثر على الوسط الإعلامي كثيراً، لاسيما أن العلاقة ما بين المرسل (الصحفي) والمتلقي (المواطن) اختلفت، فلم يعد المواطن العادي متلقٍ للرسالة الإعلامية فحسب، بل أصبح شريكاً في صناعة الخبر.

الأمر لم يقتصرعلى تزويد المواطن للوسيلة الإعلامية بالخبر الذي رصده من موقعه، أو بتصويره للحدث بهاتفه الذكي، بل طال الأمر لأن يشارك المواطن أخباره مع العامة على صفحته الشخصية على الفيسبوك، لتبدأ سلسلة مشاركة المنشور على نطاق واسع بين أصدقاء الشخص وأصدقاء أصدقاه، مبتعدين في معظم الأحيان عن الأخلاقيات الإعلامية التي تقتضي عدم نشر صور أو أخبار دون التحقق منها أو أخذ موافقة صاحب الحدث، عدا عن عدم وعي المواطن العادي للطريقة الصحيحة لنقل الخبر ومهارات عرضه للجمهور الأمر الذي لا يمتلكه إلا الصحفي المتمرس بمهنة الصحافة بطريقة مهنية بعيدة عن إحداث أي مشاكل لا داعي لها.

النشر على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن مسمى "صحافة المواطن" لا يقتصر على المواطنين، بل يشمل صفحات الصحفيين، الذين يستغلونها لنشر الأخبار بعيداً عن منصاتهم الإعلامية، هذا ما وضحه د. الإعلام في جامعة بيرزيت الدكتور نشأت الأقطش.

وفي هذا السياق، يقول الصحفي أشرف باسم الذي يعمل في دائرة الإخراج والمونتاج الإخباري بتلفزيون فلسطين، :"صحافة المواطن أصبحت جزء مهم في صناعة الخبر، لاسيما مع التطور الحاصل في مجال الاتصالات وانتشار الـ3 جي، حيث أصبح بإمكان كل مواطن يشاهد الأحداث أمام عينه، يوثّقه بصورة أو بالفيديو، ويبثّه مباشرة على السوشال ميديا عبر هاتفه المتصل بالإنترنت، وبذلك يكون مالكاً للسبق الإخباري الحاصل، إضافة الى أهمية المادة المصورة التي بحوزته".

الصحفي المتخصص في الإعلام الاجتماعي محمود حريبات، كان له رأي مغاير حول صحافة المواطن حيث وضح بأن هذا المسمى ترجمة خاطئة، وأن هذه الترجمة أعطت شعوراً بأن المواطن أصبح صحفياً، وأن الجميع قادر على الخوض في مواضيع الصحافة، بالمجمل عندما نريد التعريف نقول صحافة العامة، أو الصحافة التشاركية، أو صحافة الشارع، أما المواطن فيظلّ مواطناً ويكون شاهد عيان، ومع ذلك فإن شاهد العيان له مقاييس.

 وأضاف حريبات :" أصبح الكل يعتقد بأنه صحفي ويستطيع أن ينشىء صفحة وينشر الأخبار العاجلة، وهذا ما سبب لنا مشاكل كثيرة في الفترة الماضية وما زالت لغاية الآن، بالتالي مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت الفرصة للتشارك والتفاعل وإبداء الآراء، وتأكيد المعلومة أو نفيها، وفي كثير من الأحيان الأخبار يكون مصدرها مواطن، وتكون أخباراً حصرية نعم صحيح، ولكن يجب أن تذهب هذه المواد لصحفي؛ كي يصيغها ويضعها في القالب المهني والأخلاقي الملائم، لذا فإن "صحافة المواطن" لم تعطي الرخصة للمواطن بأن يصبح صحفي، هي أصبحت بمنطق أن المواطن يتعاون مع الصحفي ليتم الاعتماد عليه كمصدر للمعلومات إن توافرت فيه شروط شاهد العيان، لكنه بالتأكيد ليس صحفياً".

وتبيّن الأخصائية الاجتماعية أيات سرحان، بأن مشاركة المواطن في نشر الأخبار على السوشال ميديا، تأتي كردة فعل على مواجهة الإعلام التقليدي المحكوم بالأجندة السياسية، وربما تعتبر تلك المشاركة رغبة من المواطنين في أن يكونوا جزءاً من الأحداث التي يتناقلونها، لإثبات وجودهم وكيانهم، وبالتالي يحرصوا على تثبيت كينونتهم في الواقع الافتراضي بتناقل الأحداث.

وتضيف سرحان :"في ظل التطور التكنولوجي، يصعب السيطرة على المواطنين، بتقيدهم بمنع النشر، ومن هذا المنطلق يتوجب على نقابة الصحفيين أن تقوم  بتوعية المواطنين، بأخلاقيات العمل الصحفي، وبتوجيههم ليكونوا داعمين للصحفيين بما يرونه، وليس بإحلالهم بديلاً عنه".

اقرأ أيضا