السحابة السوداء( الاكتئاب)

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-30 01:05:00

بيرزيت اونلاين - جاسر عم - يُعرّف الاكتئاب بأنه أحد الاضطرابات النفسية الشديدة التي تصيب الإنسان وتؤثر على حياته وتعيق نشاطه اليومي، الأمر الذي قد يودي به نهاية المطاف الى الانتحار، وعلى الساحة الفلسطينية تشهد معدلات الإصابة بالاكتئاب ارتفاعًا ملحوظًا خاصة في قطاع غزة، جراء الحروب الإسرائيلية و تردي الأوضاع المعيشية بسبب الحصار، ووفق إحصائية لبرنامج غزة للصحة النفسية، تبيّن أن 22% من الذين زاروا مراكز الصحة النفسية خلال عام 2017 مصابون بالاكتئاب.

محمد خواجا طيبب الأمراض النفسية والعصبية أكد لبيرزيت أونلاين أن مرض الاكتئاب ناتج عن خلل في أحماض أمينية معينة في الدماغ، أهمها نقص في مادة السيروتونين نتيجة عامل وراثي، وقد يكون الاكتئاب ناتجَ تغُّيُّرٍ في الظروف المحيطة، بالإضافة الى التنشئة الاجتماعية أو التربية الخاطئة التي يتعرض لها الفرد.

ما هي أعراض الاكتئاب؟

وحول أعراض الاكتئاب يشير خواجا إلى أن هناك الكثير من علامات الاكتئاب، والتي قد تأتي كلها معًا أو بعضها فقط، منها المزاج المتقلب والعصبية الزائدة، والنظرة السوداوية للدنيا بحيث يتلاشى لدى المريض شعور الاستمتاع في الحياة، كما يشكو مريض الاكتئاب من ضعف عام في الجسم، والتشتت الزائد والنسيان، وتقلبات في الشهية والنوم بالإضافة الى تمني الموت و التفكير في الانتحار.

ويضيف خواجا أن نسبة إصابةِ الإناث بالاكتئاب تزيد عنش الذكور بنسبة 50%، كما وتزداد النسبة لدى الأشخاص الواقعين تحت تأثير ضغطٍ نفسي مستمر، إضافة لمن فقد أحد أفراد عائلته.

العلاج

أما بخصوص التعامل مع مرض الاكتئاب يوضح طبيبُ الأمراض النفسية و العصبية أن العلاج يأتي من خلال المزج بين الحبوبِ والعقاقير الدوائية،  بين العلاجِ النفسي من خلال جلساتِ العلاج المعرفي السلوكي والتنويم المغناطيسي والعلاج الجماعي، كما وشدد الطبيب على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية وتجنب العزلة للسيطرة على المرض و إعطاء نتائج فعالة.

من جانبه، أوضح مؤيد عبد الحليم طبيب صيدلي، ان هناك طلب متزايد على حبوب مضادة للاكتئاب في الصيدليات الفلسطينية ، والتي بدورها تعمل على معالجة الاضطراب والخلل الذي يصيب المواد الكيماوية المسؤولة عن الحركة العصبية في الجسم، ومسؤولة عن الثبات النفسي، ويعمل العلاج على توازن مادة السيروتونين العصبية في الدماغ.

وشدد عبد الحليم على مدى فاعلية عقاقير علاج الاكتئاب، حيث تعمل فقط على تصليح المواد الكيماوية، وليس لها علاقة بالإدمان كما يشاع،" للأسف إن مرض الاكتئاب هو مرض مزمن لا يُشفى المصابُ منه تماما، لذلك  يجب على الشخص المصاب به أن يأخذ الأدوية المضادة للاكتئاب لفترات طويلة جدًا وقد تستمر الى مدى الحياة، واذا أوقف المريض العلاج قد يتعرض الى انتكاسات، لذلك يخلط الناس بينها وبين الإدمان."

يصف علي 26 عاما حالتة النفسية التي مر بها العام المنصرم  بعد وفاة والدته قائلا أنه كان يشعر بأن الحياة اصبحت مثل الكابوس، ولا يرى لها معنى، في تلك الفترة بدأت حياته تتغير نحو الأسوء، حيث اصبح يجلس ويفكر وحيدًا، وأصبح شديد العصبية ما أثر سلبيًا على عمله، وبعد مراجعة طبيبة نفسية اكتشف أنه يعاني من الاكتئاب، و يضيف علي  أنه بعد عدة جلسات نفسية واخذ حبوب معالجة الاكتئاب استمرت لمدة 8 أشهر، اصبح وضعه النفسي يتحسن تدريجيا.

الأعراض الجانبية لمضادات الاكتئاب

حول الأعراض الجانبية للعقاقير المعالجة للاكتئاب أجمع الطبيب محمد الخواجا و الطبيب الصيدلي مؤيد أن الادوية المستخدمة في علاج الاكتئاب دورها علاجي فقط، ولا تحتوي على أي مسكنات او مهدئات عصبية.

وأضاف مؤيد عبد الحليم أن الأعراض الجانبية لأدوية علاج الاكتئاب الحديثة تتلخصُ في كونها فاتحة للشهية، أو قاطعة لها، ما تعمل على زيادة أو نقصان الوزن،  وقد تسبب الأرق في بعض الاحيان.

وفي سياق آخر  نشر موقع الجزيرة الالكتروني دراسة تفيد أن الاكتئاب يؤدي للانتحار في 15% من الحالات ويعد السبب الرئيسي للانتحار في العالم، ناهيك عن أن الاكتئاب المهمل غير المعالج يزيد من الوفيات والجلطات الدماغية والقلبية وحدوث السكري وأمراض القلب، ويفاقم أمراضُا قائمة إذا لم ينتبه له كالسرطان والإيدز.

اقرأ أيضا