آلة معالجة البذور، مشروع زراعي بجهود طلبة جامعيين

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-26 12:05:00

بيرزيت اونلاين – فداء أسمر - العلم وحده لا يكفي لإحداث تغيير في العالم، بل تحويله لمعرفة تستخلص منه ما يبقيه حيا بإنتاج مفيد، كانت هذه الخطوة التي خطاها طالب تخصص هندسة الميكاترونكس في جامعة بيرزيت محمد كوازبة مع خمسة زملاء له، فأحدثوا التغيير في مجال الزراعة في فلسطين، بمشروع مبتكر توج على رأس المشاريع الأكثر فائدة لقطاع الزراعة.

ستة زملاء من تخصص هندسة الميكاترونكس مع كوازبة، وهم: مالك نوابيت وأمين علان وطارق شواهنة وأسامة بريسي ورند مصفر ويوسف الشايب، استطاعوا أن ينتجوا ضمن مشروع تخرجهم بذوراً معالجة وجاهزة للإستعمال، توضع في أوعية خاصة في البيوت البلاستيكية لتخرج ثماراً ذا رائحة عطرة ومظهر يبهر الناظرين إليه، ما يثري القطاع الزراعي بأشتال وخضار منوعة تعود بالفائدة على المزارعين والمواطنين الذين يجدون خيارات جديدة محسنة.

وحول هذا المشروع، يقول كوازبة لبيرزيت أون لاين :"جاءت الفكرة مع بدء التفكير في مشروع التخرج المتعارف عليه، قررت أنا وزملائي، إنجاز عمل يعود بالفائدة على المجتمع، ليس فقط لنيل العلامات والحصول على درجة التخرج، بل لإخراج نموذج جديد من الآلات تغني عن الاستيراد من الخارج".

ويتابع كوزابة أنه وزملاؤه تواصلوا مع رئيس دائرة الميكاترونكس في الجامعة الدكتور سامح أبو عواد، الذي ساعدهم في وضع الخطوط الرئيسية لمشروعهم، لتصنيع آلة عبارة عن خط إنتاج كامل للبذور، وبين محمد طبيعة عمل الآلة :" تعمل الآلة والتي تسمى بشكل جديد ومغاير عن الطريقة اليدوية، حيث يتم خلط التراب المعالج مع المواد المناسبة لفترة من الزمن، بعدها يتم سحب التراب للمرحلة التي يتم فيها تعبئة العلب بالكمية المناسبة من التربة، ثم يتم عمل حفر في التربة لاستيعاب البذور لتعبئتها في الحفر بغض النظر عن نوع البذور والحجم".

ويتابع كوازبة :"في الختام يتم وضع طبقة من مادة الفورميكلات ورشها بالماء ومن ثم يتم تجميع كل عشر علب داخل الصناديق المخصصة وتسليمها للمزارعين للعناية بها حتى تنمو داخل البيوت البلاستيكية".

وعن الصعوبات التي واجهت كوزابة وأصدقائه، فقد كان أبرزها الانتقاد الذي وُجه إليهم، والتقليل من عزيمتهم كونهم لا يزالوا طلاباً، إضافة إلى قلة المعدات والإمكانات الموجودة في متناول أيديهم وصعوبة الحصول على دعم، وتمويل يكفل استمرار العمل في المستقبل.

ويختم كوازبة حديثه قائلاً "نجاح هذا المشروع بالمركز الأول على مستوى الوطن، والثالث في إسبانيا، ما هو إلا بداية لصناعة الآلة المحلية، لحصول على الإنتاج والمنافسة في الأسواق العالمية بأيدٍ وجهود شبابية فلسطينية، لا تحتاج إلا للقليل من الدعم من قبل المسؤولين وأصحاب القرار، لإخراج الكثير من الأفكار إلى حيز التنفيذ".

الطالب بريسي أضاف حول تنفيذهم للمشروع :"قبل البدء بتنفيذ الفكرة قمنا بجولة أنا وطاقم العمل إلى كافة المشاتل والبيوت البلاستيكية في معظم المحافظات لمعرفة ما ينقصهم من معدات وآلات لتسهيل عملية الإنتاج والزراعة لديهم، فكانت الأخطاء المتواجدة في الماكينات القديمة سبب في ابتكار هذه الآلة".

. يتابع بريسي :"عملنا على تفادي حدوث أخطاء بالماكنة الجديدة لتوفير الوقت والجهد عدا عن فارق الأسعار بين التصنيع المحلي والمستورد فالآلات الموجودة في السوق تصل تكلفتها إلى أكثر من 240 ألف دولار، أما الماكينة التي نعمل على إنجازها سعرها لا يتجاوز الخمسين ألف دولار".

رئيس دائرة الميكانيك والميكاترونيكس في كلية الهندسة والمشرف على المشروع الدكتور سامح أبو عواد علّق على المشروع قائلاً :"راودتني فكرة المشروع أثناء افتتاح إحدى الشركة الزراعية عند اكتشاف العديد من الثغرات في الآلات الموجودة في سوق العمل فقررت أن استغل هذه الحاجة".

وحول رعاية المشروع وتمويله، أكد عواد أنه تمت رعاية المشروع بشكل شخصي وأن بعض الشركات قامت بالمساعدة في أجزاء صغيرة وبسيطة أمثال شركة العمري لصناعة الحديد، عدا عن تبني شركة التكنو بارك للمشروع ولكن تكمن المشاكل الأساسية في بطئ تمويل المشاريع الموجودة وأنه وفي حال لم يكن هناك تمويل مقدم للمشروع فلن يتقدم ويتطور.

من الجدير ذكره أنه تم تنفيذ عدة مشاريع ناجحة في كلية الهندسة التابعة لجامعة بيرزيت، وحصدت العديد من الجوائز، مثل المشروع الزراعي المكون من كسارة حجارة متنقلة يتم تركيبها على التراكتور تسير معه وتخرج كل ما على الأرض من حجارة وتقوم بتكسيرها وتتركها ملقاة على الأرض للاستفادة منها.

اقرأ أيضا