دور الفسيفسساء في علاج مرض التوحد

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-22 12:05:00

    بيرزيت اونلاين – ليلى الجيوسي - الفسيفساء هي كلمة إغريقية الأصل، وهي نوع من أنواع الفنون المستخدمة في صناعة المكعبات الصغيرة بهدف الزخرفة والتزيين، حيث يتم تثبيت الفسيفساء فوق الأسطح الناعمة كالبلاط والأراضي والجدران وتشكيل تصاميم مميزة. ويعود استخدام الفسيفساء إلى زمن السومريين والرومان في العصر البيزنطي، حيث طوروا عليها وحدثوها، كما استخدمت الفسيفساء الإسلامية في تزيين الجوامع وقبة الصخرة.

 إلى جانب دور الفسيفساء التجميلي في صناعة الزينة والزخارف، برز دورها في بعض الجوانب العلاجية، فمرض التوحد يعتبر من الأمراض التي تحتاج إلى الوقت والجهد في العلاج، فبرعت مجموعة من الشبان بالتعاون مع مدرسة الإنجيلية الأسقفية العربية ومؤسسة الياسمين الخيرية بإدارة عمر أمين، في توظيف الفسيفساء كنوع من أنواع العلاج الوظيفي لهذا المرض. فرسم الصورة المراد تنفيذها بالفسيفساء على قطعة من الورق وتجزءتها إلى أربعة أقسام صغيرة، ووضع مكعبات ملونة وتصغير القطع وتلصيقها باستخدام الغراء، ثم تجهيز الإسمنت والرمل وسكبها ضمن الإطار، كلها مراحل تحتاج إلى مستوى عالٍ من الدقة والتركيز، وبالتالي يساعد على استعادة تركيز المرضى واستخدام عقلهم من أجل إنجاز لوحة جميلة.

 أكد الشاب عبد أبو شريحة (٢٤ عاماً) وهو أحد أعضاء هذه المجموعة، على دور لوحات الفسيفساء في علاج مرض التوحد بشكل ملفت. وقال:" اخترنا الفسيفساء في علاج مرض التوحد لأنها فن يعطي الشخص التركيز والصبر والشعور بروح الإنجاز، كما يمنح الشخص فرصة لاستكشاف نفسه، فالعمل لساعات طويلة على لوحات الفسيفساء يبعد الإنسان عن جميع المصادر التي تسبب له القلق "كالسوشال ميديا" والتشتت الذي قد يصيبه في الحياة اليومية والعملية، ويقدم كل تركيزه وتفكيره وجهده في لوحة الفسيفساء، فيبدع ويحقق ذاته".

 وأضاف أبو شريحة أن الفسيفساء تساعد الإنسان على التحكم بالدماغ وكذلك التحكم بالأيدي والأصابع، بحيث يتم تشغيل جميع أعضاء الجسم في هذا الفن، وبالتالي يصبح المريض قادراً على التحكم بأعضاء جسمه ودماغه، ولا يعود دماغه وجسمه يسيطران عليه. فمشكلة مرض التوحد هي عدم التركيز والتحكم بالذات تبدأ بالزوال تدريجياً بعد قضاء ساعات طويلة في التركيز على صنع لوحات الفسيفساء التي تستمر لأيام متواصلة من الجهد والعمل.

فكرة علاج مرضى التوحد بمساعدة الفسيفساء هي فكرة حديثة جدا، غير مستخدمة في أي دولة أو منطقة أخرى، ولذلك فإنها لا تزال قيد الإنشاء والتطوير، وتأثيرها على الفرد لا يزال تحت الدراسة والاكتشاف. وأصبح يتم استخدامها في حصص الفن في بعض المدارس كالإنجيلية، كما تجرى الدراسات والأبحاث عليها.

اقرأ أيضا