تقلص المساحات الخضراء واكتظاظ المباني العمرانية في مدينة رام الله
بيرزيت اونلاين - الاء قطيري - لا تحتاج إلى أكثر من ربع ساعةٍ للتجوالِ في مدينة رام الله، لِتدهشك بكم البنيان الهائل والمتسارع الذي يكاد يخفي معالم المدينة، ويغيب عن ناظريك اللون الاخضر من حدائق ومتنزهاتٍ عامة يروح بها المواطن عن نفسه، وهذا أصبح ما يميز هذه المدينة اليوم.
تقلص المساحات الخضراء في مدينة رام الله بعد أن شهدت تطوراً وتوسعا هائلا على حساب الأراضي المجاورة، وأدى ذلك إلى زيادة الضغط على مرافق المدينة، حيث تعد المساحة الخضراء عنصراً مهماً لأي مدينة، فهي ملجأ الراحة للمواطن ومهدئة للأعصاب وخاصة لسكان المدن التي تعاني من الضجيج بشكل مستمر.
ومن منطلق هذا الموضوع وأهميته اجرينا مقابلة مع رئيس بلدية رام الله موسى حديد ، وقد وضح لنا أن من الأسباب والمعيقات الأساسية لتقلص هذه المساحات بشكل لافت هو ارتفاع سعر الأراضي بشكل كبير ، مبيناً ان هذا الارتفاع هو بسبب الزيادة السكانية والعمرانية، وبالتالي هذا أدى الى زيادة الطلب على الأراضي مما يشكل عائقا أمام البلدية من امتلاك الأراضي من أجل المساحات الخضراء.
وأشار حديد ايضاً إلى أن ضيق المساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرة السلطة إضافة لأراضٍ لا يمكن الوصول اليها بفعل تقسيم المناطق لـ" أ، ب، ج" تعيق التمدد وتوسع في المساحات.
إلا ان بلدية رام الله تواجه هذا الاكتظاظ والتقلص بكامل إمكانياتها من خلال تنظيم نشاطات تطوعية في إطار حملة تشجير المدينة التي شارك فيها الكثير من المتطوعين في ظل التوسع العمراني، وهي تمثل خطوة نوعية باتجاه زيادة رقعة المساحات الخضراء وتجميل مدينة رام الله بالإضافة إلى السعي لإنشاء الحدائق والمنتزهات قدر الإمكان.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإنه لا يوجد إحصائيات دقيقة حول تقلص المساحات الخضراء واكتظاظ المباني العمرانية غير المنظم في مدينة رام الله بسبب العدد الهائل الذي يزداد بشكل كبير دون توقف.
وعلى الصعيد القانوني يرد حديد نافيا وجود قانون يلزم طالب الترخيص على تخصيص 10% من المساحة الخضراء كما صرح نائب رئيس البلدية سابقا محمود عبد الله.
وفي ظل ما تعانيه هذه المدينة يبقى المواطن ينتظر البلدية والجهات المعنية في تلبية احتياجاتهم. حيث بين المواطن نضال الحمص من سكان مدينة رام الله أن المدينة تعاني بشكل كبير من تقلص المساحات الخضراء بالإضافة إلى عدم توفر المنتزهات بشكل كافي، ويوضح أن الخلل الأكبر يعود إلى تقصير البلدية وإهمالها للمساحات الخضراء.
وفي رأي اخر، قالت الحاجة أم محمود أن عدم وجود المنتزهات في مدينة رام الله يدفع أبنائها إلى البقاء في الطرق أمام العمارة وهذا يشعرها بالخوف دائم على أبنائها .
ولمعرفة حقيقة أسعار الأراضي في مدينة رام الله، أشار الحاج ضرغام النبالي المدير العام لشركة النبالي والفارس للعقارات ، أن الاسعار تتفاوت من منطقة لأخرى فمثلاً بلغ سعر الدونم الواحد في منطقة شارع الارسال 6,5 مليون دولار، أما في منطقة الماصيون والطيرة يصل سعر الدونم إلى نصف المليون دولار، وتنخفض الأسعار في المناطق المجاورة للمدينة.
وأوضح الاستاذ بدر الأعرج في دائرة علم الاجتماع في جامعة بيرزيت ، أن مدينة رام الله شهدت تطوراً عمرانيا على حساب المناطق الخضراء ، وتطور المدينة العمراني والاقتصادي سيستمر بازدياد وهذا أمر طبيعي ، لأنها تتميز بمقومات اقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية واسعة وقوية، وتنوع المهن والنشاطات الاقتصادية المختلفة يساهم في ازدياد الهجرة إليها، مما يؤدي إلى التوسع في ازدياد المباني السكانية وتدهور الوضع البيئي للمدينة.