عبيدات: أبراج المراقبة عند باب العامود، رسالة للمقدسي بأننا نراقبكم حتى في غرف نومكم!

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-16 10:05:00

بيرزيت اونلاين - دينا بخاري - في السنوات الأخيرة، أصبح باب العامود في القدس، مركزا مهما لمقاومة المحتل الغاشم الذي يطوّق مدينة القدس بأكملها، حيث قام الشباب الفلسطيني الغاضب بتنفيذ عمليات اطلاق نار وطعن على أعتاب هذا الباب.
ففي عام 2015 بدأت هذه العمليات بالتصاعد، وازدادت وتيرتها عند إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال وقراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، هذا القرار كان كفيلا بإخراج المقدسيين من بيوتهم والاعتراض عليه، الأمر الذي أزعج "إسرائيل" ودفعها لبناء ثلاثة أبراج مراقبة في منطقة باب العامود. فما هي أهمية هذا الباب؟ وما هو الهدف من بناء مثل هذه الأبراج؟ ومما تتكون؟  وكيف ستؤثر على شكل المدينة؟
في هذا السياق أجرت دينا بخاري حوارا مع الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات:
-هل لك أن تصف أهمية باب العامود تاريخيا؟
بوابة دمشق أو ما نسميها اليوم بوابة الشهداء، لها معنى تاريخي، فهي تشكل المدخل الرئيسي للبلدة القديمة، التي تعدّ الشّريان الاقتصادي والديني، والنقوش التاريخية الموجودة عليه تشهد على ذلك، حيث يوجد نقوش عربية وإسلامية وليس هناك وجود لأية حضارة أخرى، بالتالي يمكن القول أن البوابة تشكل العصب الأساسي للمدينة، وفي حال إغلاقها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، فإن ذلك سيشلّ الحركة الاقتصادية والدينية والسياحية، لذلك كانت دائما محط أنظار من حاولوا السيطرة عليها.
- ما هي الأهمية السياسية لهذه البوابة، ولماذا يسعى الاحتلال للسيطرة عليها؟
 تكمن أهميته السياسية في موقعه الاستراتيجي، بحيث يمكن من خلال هذا الباب مراقبة مدينة القدس وكذلك الحركة التجارية والسياحية وكل التحركات الغريبة، بالتالي السيطرة على هذه البوابة، تعني القدرة على التحكم في البلدة القديمة دخولا وخروجا، والتحكم في محيط البلدة القديمة.
- منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، شهد باب العامود اعتداءات تعسفية وتغييرات، وصلت ذروتها عام 2015 مع انطلاق الهبة الشعبية، حيث بدأ الشباب بتنفيذ عمليات في هذه المنطقة، فلماذا اختار الشباب هذا الباب بالتحديد؟ ما هي رمزيته لهم؟

رمزية هذا المكان تكمن في أن المقدسيين يعقدون جميع نشاطاتهم الفنية والتراثية عليه، أيضا يعتبر مركز التقاء الأصدقاء والأقارب حيث يجتمعون ويجلسون على الدرجات. كذلك النصر الذي حققه المقدسيين في هبة باب الأسباط، التي انطلقت اعتراضا على وضع البوابات الالكترونية أمام مداخل المسجد الأقصى، وأصبح لباب الأسباط رمزية كبيرة، فلا يريد الاحتلال أن يصبح هناك رمزية كبيرة لباب اّخر.
-كيف اثّر قرار ترامب باعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، على قرار الاحتلال ببناء ثلاثة أبراج مراقبة في منطقة باب العامود؟
 أثّر هذا القرار على باب العامود، إذ صعّد من الهجمة الشرسة عليه بعدة طرق، في البداية تمّ وضع حواجز حديدية ومنصات لتفتيش الشباب بشكل مذلّ ومهين، والاّن تمّ نصب ثلاثة أبراج مراقبة، تتكون من غرف لتفتيش الشبان والفتيات، كذلك تحتوي الأبراج على كاميرات تجسسية تنقل الصورة والصوت، في تحدّ واضح للمواطن المقدسي، ولإيصال رسالة بأننا نراقبكم حتى في غرف نومكم.
-هل تعمل هذه الأبراج على تغيير الصورة التاريخية لباب العامود؟
بالتأكيد هذه التغييرات التي تتمّ في المنطقة، سواء على صعيد المتاريس والمجسات وأبراج المراقبة وغرف التفتيش، هي محاولة لفرض واقع معماري جديد على الواقع التاريخي والنقوش العربية، فالاحتلال يريد السيطرة على هذه البوابة كما سيطر على باب المغاربة، حيث استولى عليه عام 1967 عن طريق هدم حيّ الشرفة وقام ببناء حارة اليهود على أنقاضه، بالتالي يريد المحتل أن تصبح الأغلبية في المدينة يهودية، لإثبات أن هذه المدينة يهودية وليست عربية.
-كيف ستؤثر هذه الأبراج على حياة المواطن المقدسي سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي؟
الاحتلال يهدف الى شلّ الحركة الاقتصادية والدينية داخل المدينة، وهذا مؤشر خطير على أنه بداية لعملية تطهير عرقي، أي تفريغ المدينة من سكانها الأصليين، ودفعهم إلى نقل أماكن سكنهم وتجارتهم إلى خارج حدود ما يسمى بلدية القدس، والاحتلال ينجح تدريجيا بشلّ الحركة التجارية، حيث يوجد 300 محل تجاري مغلق داخل أسوار البلدة القديمة؛ بسبب الضرائب الباهظة، وفي الآونة الأخيرة أطلق الاحتلال حجة جديدة لإغلاق المحلات التجارية وهي أنها لا تطابق المعايير الصحية، بالتالي المواطن المقدسي وصل إلى نقطة أن تكلفة إغلاق المحل اقل بكثير من تكلفة فتحه.
- ما هو دور السلطة الفلسطينية بدعم المواطن المقدسي؟
قدّمت السلطة مساعدات للتجار، لكنها لا تساوي نقطة في بحر، ولا يمكن لومها بشكل كبير، فعند مقارنة ميزانية السلطة بميزانية الاحتلال، نجد أن ميزانية السلطة 5.4 مليار دولار، في حين أن ميزانية بلدية القدس لوحدها حوالي 15 مليار شيكل أي ما يعادل ميزانية السلطة لكلّ فلسطين، وجميع الدول العربية والاجنبية التي تقول أنها تقدم دعما للقدس فهي ليست إلا شعارات وإن كانت غير ذلك فلا يصل منها إلا القليل، لأن جميع المساعدات والحوالات تشرف عليها أمريكا ومن المعروف ما هي سياسة أمريكا اتجاهنا.

اقرأ أيضا