عيادة صحية متواضعة مع وقف التنفيذ في قرية فروش بيت دجن

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-05-13 02:05:00

بيرزيت اونلاين - فداء أسمر - ما زال إسماعيل صادق من قرية فروش بيت دجن في الأغوار الوسطى يذكر كيف توفي ابنه محمد ذو التسعة عشر عاما بين يديه وهو يحاول نقله إلى أقرب مركز صحي، بعد إصابته بحالة تسمم قبل حوالي ثلاث سنوات، ومما يزيد من حرقة وألم أبو محمد أن وضع الخدمات الصحية ما زال على حاله في القرية منذ وفاة ابنه وحتى الآن، فالجهات الرسمية لم تتعظ ولم تحرك ساكنا لتجاوز تكرار ما حدث مع ابنه محمد، وفقا لما قاله.

. ومما يزيد الأمورَ تعقيدًا أن الخدمات الطبية التي كانت شحيحة على مدار سنوات توقفت في الفترة الماضية نهائيا، وباتت الفروش خالية من أي خدمات طبية، بعد أن أنهت مؤسسة "care" الدولية خدماتها المتمثلة بعيادة متنقلة تتواجد مرتين أسبوعيا في القرية.

بدأت حكاية أبو محمد عندما أصيب ابنه بتسمم غذائي، وبسبب عدم توافر أي خدمات صحية في فروش بيت دجن قام بنقله إلى قرية الجفتلك القريبة والتي أنشأت فيها الحكومة الفلسطينية مركز طواريء لمناطق الأغوار، إلا أنه فوجئ بأن المركز كان مغلقا، فانقطع الأكسجين عن دماغ المريض وتوفي على الفور، كما يروي أبو محمد.

أما أم أمين بشارات التي أصيب ابنها بحالة مشابهة قبل عدة أشهر، فقد استطاعت الطواقم الطبية إنقاذه بعد نقله إلى نابلس التي تبعد مسافة 40 كيلو مترا عن فروش بيت دجن، وكان من الممكن أن يتوفى لولا رعاية الله على حد تعبيرها.

أم أمين التي حمدت الله أنه تم إسعاف ابنها قبل فوات الأوان تذمرت في ذات الوقت من ضعف الخدمات، مما تسبب في تأخر إسعاف ابنها، بالإضافة إلى أن الوصول إلى مراكز العلاج والإسعاف يكلفهم مبالغ مالية تفوق قدراتهم المادية كمزارعين بسطاء، وألقت باللوم على الحكومة بالدرجة الأولى التي لم تجد حلًا حتى الآن لتقديم الخدمات الصحية الكافية في الفروش.

من جهته أشار رئيس مجلس فروش بيت دجن السيد توفيق الحاج محمد ل"بيرزيت أون لاين" إلى أن انعدام الخدمات الصحية من أكبر المشاكل التي تواجه أهالي المنطقة، وخاصة أن السكان والمزارعين بحاجة إلى خدمات صحية على مدار الساعة، ففي هذه المنطقة الزراعية يتعرض السكان بشكل دائم لحالات التسمم إما الغذائي أو بسبب استخدام المبيدات الزراعية، بالإضافة إلى التعرض للدغات الأفاعي والعقارب خاصة في أشهر الصيف، مما يجعلهم عرضة لإصاباتٍ وحالاتٍ خطيرة قد تؤدي للوفاة في أي وقت في حال عدم إسعافهم وتقديم الخدمات الطبية لهم في الوقت المناسب.

أضاف توفيق الحاج محمد "أن القرية الآن باتت في وضع لا تحسد عليه، كما أصبح الوضع أصعب من السابق فلا خدمات تقدمها لجان العمل الصحي ولا خدمات تقدمها الحكومة، مما قد يتسبب في تفاقم بعض الحالات المرضية لدى السكان، أو تكليفهم الكثير من المال للوصول إلى نابلس أو أريحا لتلقي العلاج".

ويتابع الحاج محمد" كان السبب الرئيسي لإغلاق العيادة الموجودة هو عدم وجود مرضىً بشكل كافٍ وأنه في الفترة السابقة تم تشكيل عدة لجان وتقديم من خلالها شكوى لصحة محافظة نابلس كون منطقة الفروش تابعة لها من أجل إعادة عمل العيادة في المنطقة إلا أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد أي رد إيجابي حيال القضية".

أماا بنسبة إلى الاماكن التي يلجأ إليها السكان للعلاج هذه الفترة فقد أكد حج محمد أن الاعتماد على المراكز الطبية المتواجدة في القرى المجاورة غير عملي وغير مجد بالنسبة لأهالي فروش بيت دجن، بسبب عدم توفر المواصلات بشكل مباشر مع هذه القرى، وبالتالي سيضطر السكان للذهاب إلى نابلس مما يكلف المزيد من الوقت والمال، وقد يصل المريض بعد فوات الأوان.

وختم الحاج محمد حديثة بضرورة الإسراع في اعادة فتح عيادة المنطقة حتى لا يتم فقدان أي من أبناء القرية من جديد.

من جهتها ردت مديرية الصحة في مدينة نابلس على كتب الشكوى التي وصلت من رئيس المجلس القروي أن قرية فروش بيت دجن تعاني من وضع خاص، وأنها ستعملُ لافتتاحِ عيادة صحة في مكانٍ وفره مجلسُ القرية لإقامة العيادة فيه،

وبحسبِ الصحة فإن افتتاحَ العيادةِ متوقفٌ على صدور تعيينات الكوادر الطبية لفرز طبيب وممرض لقرية فروش بيت دجن، منوهين الى أن دوام الطبيب سيكون مرتين أسبوعيا ودوام الممرض سيكون بشكل يومي.

يبلغ عدد سكان قرية فروش بيت دجن حوالي 1200 نسمة، وهي  تعاني من الاستيطان والسيطرة الإسرائيلية، حيث تبلغ مساحتها 14 ألف دونم، يسيطر الاحتلال على 11 ألف دونم منها، وتعاني القرية من التهميش الرسمي بشكل ملحوظ، فالبنية التحتية فيها ضعيفة جدا، ولم يمض على إمدادها بالتيار الكهربائي سوى عامين.

اقرأ أيضا