المخطوطات الفلسطينية...طريقة أخرى لإثبات فلسطينية الأرض

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-04-03 11:04:00

بيرزيت اونلاين - رشا كنعان - أطلق الكاتب والمؤرخ حسام أبو النصر كتاباً بعنوان "تاريخ مخطوطات فلسطين" بمتحف محمود درويش في شهر كانون الاول من عام 2017، ويأتي الكتاب ليوثق أهم المخطوطات الفلسطينية وما ضمته من وثائق هامة تؤكد وترسخ التاريخ الفلسطيني، فهذه المخطوطات تدافع عن الوجود والحق الفلسطيني؛ لأنها تعمل على دحض الرواية الإسرئيلية وإثبات أحقية الفلسطينيين بالأرض، وللمخطوطات الفلسطينية عدة أبعاد، البعد الأول هو ترسيخ الحياة الشاملة في فلسطين وخاصة الدينية، لأنها تؤكد وجودية فلسطين منذ القدم، فكان فيها علماء ومفكرين وكتاب ومؤرخين، وغيرهم من الفلاسفة الذين كانوا في فلسطين سواء حضروا لها أو عاشوا فيها، والبعد الثاني أننا امام إرث تاريخي هام يفيدنا في مختلف العلوم الإنسانية في فلسطين، يفيد المجتمع العربي والدولي وحتى الان يستسقي منها الكثير من العلماء، أما البعد الثالث والأهم يبرهن استمرارية العدوان الإسرائيلي على آثار فلسطين ومخطوطاتها، ومحاولة طمس وإخفاء هذه المعالم وتزوير التاريخ لفرض الرواية الإسرائيلية التي تنفي فلسطينية الأرض، وتحاول جعل كل ما هو موجود تابع للكيان المحتل.

ويأتي الكتاب في فصلين، يتحدث أولهما عن تاريخ المخطوطات المفقود- وهي المخطوطات التي فقدت خلال الحروب ما قبل 1948، والمخطوطات التي تشمل جميع مناحي الحياة الفلسطينية في التاريخ والجغرافيا، والحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أما الفصل الثاني يسلط الضوء على المخطوطات الموجودة بعد عام 1967 وأغلبها في المسجد الأقصى.

وقال الكاتب أبو النصر أن هناك بعض المخطوطات التي تم حصرها في غزة، نحو 150 مخطوطة من أصل 700، أما في منطقة المسجد الأقصى كنا نتحدث عن 8 آلاف مخطوطة من الوثائق والملفات. تبقى منها ما بين 4000-5000 مخطوطة، أما بخصوص مدن الداخل مثل حيفا ويافا وعكا، فقد شملت مخطوطات متفرقة إذ تم نهب مكتبات كاملة فيها، بالتالي لم يتم التمكن من حصرها، وقد تم توثيقها في الكتاب لكنها لم تحصَ بشكل كامل، وتم وضع أهم الأسماء للمخطوطات التي نهبت، وأغلب المخطوطات جمعت في مركز التراث الإسلامي وجزء آخر موزع على المناطق والمحافظات الفلسطينية.

وأضاف أبو النصر أن ما يميز كتابه هو كونه للمخطوطات الفلسطينية خلال العهد الإسلامي، إذ أن المخطوطات لم تتناول من ذي قبل العهد الإسلامي أو الفتح الإسلامي منذ العام (15ه)، كذلك اهتم بالمخطوطات الكنعانية، أهمها التي نقشت في معابد الكرنك ورسائل التل في مصر، وتحدث عن وجود 119 مدينة كنعانية، بالتالي هذا الكتاب يثبت وجود مخطوطات منذ ما قبل الميلاد أهمها في غزة والقدس.

 تطرق الكتاب كذلك إلى المواد التي تحصر فيها المخطوطات من نبات البردي أو الكتابة على الصخور والجدران أو استخدام جلد الغزال، وإن هذه المواد قابلة للتلف وهو ما ادى إلى ضياع العديد من هذه المخطوطات، بالإضافة لكونه مدخل مهم لتاريخ المخطوطات ويمكن الاستناد عليه في أية بحوث أكاديمية تفيد الباحثين والطلاب.

أما عن الصعوبات التي واجهته خلال رحلة الكتابة تجلت في صعوبة الوصول للمخطوطات نتيجة تحفظ الجهات الرسمية عليها في غزة خاصة، ومن قبل العائلات والوجهاء في الضفة الغربية خوفاً من تعرضها للمصادرة.  

يشار الى انه سوف يتم إصدار طبعة ثانية للكتاب، وسيشمل توثيق وتوسع أكثر للفصول، وتوضيح مُفصل للمخطوطات، والتحقق من بعض المخطوطات الجديدة وتوثيقها.

اقرأ أيضا