ترميم المنازل في سلوان يعزز الصمود المقدسي

تم النشر بواسطة: اسيل ناصر الدين 2018-04-08 01:04:00

 

بيرزيت أون لاين - أسيل ناصر الدين - في محاولة الاحتلال الإسرائيلي لإيجاد دليل على الأرض الموعودة والهيكل المزعوم، حول المسجد الأقصى من الجهة الغربية والجنوبية وهي بلدة سلوان، والتي تهدف إلى تهويد مدينة القدس، مما أثر بشكل كبير على منازل المواطنين المقدسيين في بلدة سلوان فانتشرت التشققات في الجدران وأرضيات المنازل، واضطر بعض المواطنين إلى ترك منازلهم خوفا على سلامتهم، ولإثبات صمود المقدسيين وإبقائهم في منازلهم في القدس، سعت مؤسسات خيرية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإنمائي"UNDP" بإعادة الإعمار والترميم للمنازل في بلدة سلوان.

وللحديث اكثر حول الموضوع التقينا رئيس لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان مراد أبو شافع الذي قال:" كانت هناك ترميمات سابقة ولكنها توقفت، وفي بداية العام ٢٠١٦ اجتمعنا مع مؤسسات الترميم، وهم: مؤسسة الرفاه، ومؤسسة التعاون، والـUNDP، لعمل خطة شاملة نستطيع من خلالها إعادة أهالي بلدة سلوان لمنازلهم وتثبيتهم فيها، لأن وضعهم كان سيئاً جدا، وكان هدف الترميم الأول والأسمى هو إبقاء الناس في منازلهم و تثبيتهم فبلدة سلوان لها وضعها الخاص، أما في المرحلة الحالية للمشروع تم توقيع اتفاقية مع مؤسسة التعاون في تشرين الأول من العام ٢٠١٦ لترميم ٣٠ منزلا في سلوان من خلال إشراف ومتابعة مكتب الأمم المتحدة الإنمائي، وبتمويل من منظمة "اوفيد" للتنمية الدولية، وتم ترميم  ١٢ منزلا في سلوان حتى الآن.

وأضاف المتحدث باسم جمعية الرفاه الاجتماعي أبو حسام أبو طير حول ذلك:" سلوان منطقة مستهدفة منذ القدم، حي البستان وبالأخص وادي حلوة، وبدء الترميم فيها منذ عشر سنوات، أي العام ٢٠٠٨، وسلوان في الوقت الحالي تحتاج إلى ترميم وتعمير دائم ومستمر، للحفاظ على الموروث التاريخي للمبنى و الحفاظ على حقوق المواطن المقدسي و خاصة في المناطق المستهدفة". وفي إطار ما يتعرض له أهالي سلوان من مضايقات من قبل الاحتلال، استنكر ابو طير قيام الاحتلال بمنع العمال من الدخول، ومنع إدخال مواد الترميم، مما يصعب عليهم عملية الترميم ويطيل من عمرها فيصبح المنزل الذي يحتاج ترميمه لمدة شهر تطول لتصل إلى ثلاث اشهر أو أكثر. مؤكداً على أن هذا المشروع قائم بالدرجة الأولى لتعزيز صمود أهل القدس، فتقوم المؤسسات بترميم المنزل دون طلب أي شيء مقابل ذلك، حيث تم ترميم ما يقارب مئة منزل منذ عام ٢٠٠٨.

"سلوان بلدة محاصرة، يخنقها الاستيطان من محاور عديدة، ويستوطن في مراكزها الرئيسية، وأهمها منطقة وادي حلوة، وهي منطقة استراتيجية وحيوية كونها ملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، إضافة لمنطقتي عين سلوان ورأس العامود، حيث تستمر محاولات تهويد هذه الأحياء منذ سنوات طويلة" هذا ما قاله الصحفي منير الغول، وأضاف:" للدفاع عن ممتلكات وعقارات سلوان والحفاظ عليها لجأت مؤسسة التعاون لتقديم مشاريع دعم لتأهيل بيوت أهالي سلوان أصحاب الدخل المحدود، وذلك في ضوء الأطماع الإسرائيلية لوضع اليد عليها كونها مهترئة وآيلة للدمار والسقوط من جهة، وفي نية سكانها تركها وعدم ترميمها بسبب محدودية الدخل، وبالتالي تتاح الفرصة على طبق من ذهب للجمعيات الاستيطانية لوضع اليد عليها وتحويلها إلى المستوطنين، ومن هنا فان عملية التأهيل هدفها حماية بيوت وعقارات سلوان من التسريب والتحويل لجمعيات بأسماء مزيفة، لتصبح لاحقا تحت ملكية وسيطرة الجمعيات الاستيطانية.

وفي هذا السياق اكد الغول بأن مشروع التعاون والمؤسسات الأخرى يتجه بشكل أساسي لأصحاب الدخل المحدود، وذلك لأنهم الأكثر عرضة للخضوع للإملاءات والإغراءات الإسرائيلية التي ترهبهم من جهة، وترغبهم من جهة أخرى بالمال والمغريات، وهذا ما حصل مع عدد كبير من أهالي البلدة الذين وجدوا في هذه المغريات فرصة ثمينة لبيع بيوتهم على حساب أهلهم وبلدتهم ووطنيتهم التي باعوها بثمن بخس، وتتركز عمليات التأهيل في وسط بلدة سلوان وخصوصا المناطق الأكثر عرضة لذلك وفقا لآلية مقرة من قبل مؤسسة التعاون بالتنسيق مع بعض المؤسسات الوطنية في بلدة سلوان، مثل تجمع المؤسسات الذي يقوم بعملية المسح الميداني وتقييم حجم الأضرار المحتملة الناتجة عن ترك بعض البيوت المهجورة نسبيا دون ترميم، فهي البيوت التي تحظى بالأولوية ثم البيوت المعرضة لخطر الانهيار وتلك التي تبدو بحاجة ماسة للترميم، وكل ذلك يستغرق عدة سنوات من عمليات المسح والتفتيش والمتابعة والتقييم، ووضع المناقصات وترسية العطاءات على بعض الجهات والشركات التي تقوم بعملية الترميم.

مالك أحد المنازل المرممة المواطن آدم قراعين يقول:" منذ بداية قيام الاحتلال بالحفريات تحت المسجد الأقصى، بدأت الكثير من المنازل بالتأثر واصبح هناك تشققات بالجدران، وأصبح المنزل معرض للسقوط، فتكلفة ترميم المنزل عالية جدا، ناهيك عن الصعوبات والعراقيل التي يضعها الاحتلال في طريقنا، فقمنا بالتوجه للمؤسسات القائمة على مشروع الترميم لكي تساعدنا في ترميم المنزل وتسهل العمل على ذلك، وهذا ما حدث بالفعل حيث بدأ عدد من المؤسسات بجمع استمارات لأهالي بلدة سلوان المتضررة منازلهم إثر الحفريات، و بدأوا بالعمل على ترميمها، مما عزز من صمودنا و صمود أهالي البلدة". واضاف قراعين حول برنامج الأمم المتحدة: "هو برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، يهدف إلى تأهيل بيوت اصحاب الدخل المحدود في مدينة القدس، لتعزيز ودعم صمود الفئة المهمشة من المقدسيين للحفاظ على وجودهم في القدس الشريف، وزيادة الفرص في الحصول على بيئة سكنية ملائمة وامنة في القدس".

 

 

اقرأ أيضا