بناء القادة.. قفزات نحو المستقبل في بيت صفافا
بيرزيت أون لاين - بتول حسين - إيماناً منه بأن الثقافة والفكر قوام الأمم وخط دفاعها الأول ضد جميع أنواع الغزو الثقافي والفكري والاجتماعي والسياسي، ورفع المستوى الثقافي والفكري والعناية بهما يعتبر من أهم مقومات الوعي المبني على الإدراك وزرع الثقة بالنفس حتى لا يصبح الإنسان إمعة ويقع ضحية لكل شعار وكل إشاعة. وانطلاقاً من هذه الأفكار قرر الشاب عمرو الصفافي تهيئة قادة شباب وشابات للمستقبل يحملون فكراً شاملا، من خلال مشروعه السنوي "القيادة الشابة" في قريته بيت صفافا جنوب مدينة القدس، الذي لقي دعماً كبيراً من أهالي القرية في ظل افتقارها لمثل هذه المشاريع الشبابية التي تعمل على صقل وتأهيل جيل قيادي ورائد.
وأوضح الصفافي لـ"بيرزيت أون لاين أن الهدف من وراء هذا المشروع هو المساهمة في خلق جيل قيادي قادر على التغيير وصناعة مستقبل، يملك مؤهلات القيادة ويتقن فنون الخطابة والمناظرة والمحاكاة ويتعرف على آليات عملها. بالإضافة إلى تنمية قدرة التفكير الجماعي والمسؤولية الاجتماعية، والقدرة على إيصال أفكار ورسائل سامية تنهض بالمجتمع، في ظل وجود الاحتلال الذي يسعى لطمس الوعي لدى شريحة الشباب وتغييب العقل لديهم، عدا عن هندسة الإنتماء الوطني القومي من خلال المناهج الدراسية في القرية.
عمرو الصفافي الذي جمع تعليمه الأكاديمي بين الإخراج والتصوير والمسرح، إلى جانب التدريس وتدريب التنمية البشرية. ومن الأخيرة لاحظ وجود غياب ثقافة العمل وثقافة السلوك وثقافة الحوار وثقافة الانفتاح وثقافة الانتماء وثقافة التعاون وثقافة التطوع من علامات التسطيح الثقافي والفكري، وعليه فإنه توجه بفكرة التغيير الفكري وزيادة الوعي لدى أبناء قريته في الإطار الضيق، ساعياً للتوسع في مشروعه على مستوى شباب وشابات مدينة القدس.
وقال الصفافي: "إن فكرة المشروع تكمن في أهمية عقد جلسات عصف ذهني ما بين الشباب والشابات، من خلال طرح موضوع مختلف في كل جلسة حوارية؛ لتوسيع المدارك لديهم وتبادل وجهات النظر، وخلق قدرة على التعبير عن وجهات النظر المختلفة، وذلك عبر وسائل عدة يمكنهم الاستعانة بها، كفكرة تمثيل وجهة النظر من خلال تجليها عبر مقطع فيديو صغير، أو من خلال صورة أو من خلال الإلقاء، وفهذه مهارات يكتسبها الشباب والشابات من خلال توفير مساحة للتعبير عن رأيهم بشتى المجالات والوسائل".
وأشار الصفافي إلى أن طبيعة النشاطات تعمل على غرس العمل الجماعي ووضع بصمة خاصة لكل منهم، وجعلهم مؤثرين في مجتمعهم المحيط من خلال النزول إلى الشارع والتفاعل مع الجمهور بعد تأسيس فكر شمولي لدى القادة الشباب والشابات، كما أن هناك مناظرات للتنافس فيما بينهم لمحاكاة الأدوار القيادية.
من التقوقع والانغلاق وتناسخ أجيال متتابعة سطحية الفكر والثقافة، إلى أجيال قادرة على أن تكون قيادية ورائدة، وبحسب الصفافي، فإنه لامس التأثير والتغيير على المشاركين في مشروع "القيادة الشابة" من خلال تمثيل جيل الشباب من أبناء قريته في محافل مقدسية، وقدرتهم على المخاطبة والتأثير في الجمهور، وتكللت الجهود أيضاً من خلال بناء مجلس شبابي بمساعدة أهالي القرية الداعمين لفكرة المشروع، إنطلاقاً من إيمانهم بقدرة "القيادة الشابة" على التأثير في المجتمع.
هنا يكمن التغيير، الأسلوب وطريقة الطرح أساس لتغيير الفكر وزرع الثقافة داخل المجتمع، والوصول إلى مرحلة الاستقرار الفكري والثقافي ليست صعبة في ظل وجود عقول شابة قادرة على خلق التغيير، ووجود قادة حقيقيين في المجتمع.