"فوضى" .. مسلسل صهيوني جسّده الاحتلال في جامعة بيرزيت

تم النشر بواسطة: بتول حسين 2018-04-11 11:04:00

بيرزيت أون لاين- بتول حسين- الحرب النفسية مكوّن أساسي في عمليات الوحدات الخاصة للاحتلال، وتهدف العمليات ذات الطبيعة الصادمة إلى ضرب الروح المعنوية للعدو، وتعمل على خلق البلبلة والعجز لردع الخصم وشلّ قدراته وحركاته. والطرف المُنفذ يعمل على رفع الروح المعنوية بين صفوف قواته، ويندرج ذلك من خلال قيام الاحتلال ببناء وحدات إنغماسية للعمليات الخاصة أُطلق عليها اسم "المستعربين"، وهذا ما جسده المسلسل الإسرائيلي "فوضى" الذي أطلق عام 2016.

يصور المسلسل وحدات "المستعربين" على أنها قوات خاصة قادرة على التخفي داخل المجتمع الفلسطيني والإنغماس بين صفوفه، وفي ذات الوقت يستعرض الحياة الشخصية لهذه الوحدات، وفي هذا السياق قال المخرج الفلسطيني إياد جاد الله: "هنالك محاولة لأنسنة شخصيات المجندين في وحدات المستعربين التي تستخدم لغتها العربية وقوتها العسكرية ومعلوماتها الاستخباراتية سلاحاً لضرب أي تحرك داخل المجتمع الفلسطيني، وحاول صناع العمل إبراز تعقيدات حياتهم الشخصية والأسرية؛ بهدف محو الصورة السائدة لهؤلاء المجرمين، وإعادة تقديمهم من جديد عبر هذا العمل على أنهم بشر عاديون".

وأوضح جاد الله أن الهدف الأساسي من المسلسل هو تصوير الفلسطينيين كدمويين، وإنقلاب الفدائي إلى عميل ونهايته تكون على يد من معه، أي تصوير حالة العداء بين الفلسطينيين أنفسهم وسعيهم للانتقام الشخصي، وتجسيد الفلسطيني على أنه دائم التعطش للدماء.

وأشار جاد الله إلى أن في كل مشاهد عمليات الاقتحام والتمويه والتخفي لوحدات المستعربين، لم تظهر هذه الوحدات في المسلسل  عند دخولها مخيماً لاعتقال أطفال أو جامعة لاعتقال ناشط طلابي أو مظاهرة لاعتقال شاب يلقي حجراً، بالرغم من أن هذه هي مهمة وحدات المستعربين التي لم يتم تصويرها في المسلسل، أي أن تصوير مشاهد الاقتحام تكون بعد دخول "المستعربين" إلى المكان المنشود، دون التركيز على كيفية تخطيط ووصول هؤلاء إلى هدفهم، مضيفاً أن اسم المسلسل جاء من كلمة السر التي يستخدمها "المستعربون" عندما ينكشفون في المنطقة وهي "فوضى" على اعتبار أن بعد إنكشافهم من المفترض أن تسود المنطقة حالة من الفوضى.

ذات الوحدة اقتحمت جامعة بيرزيت قبل عدة أسابيع واختطفت رئيس مجلس طلبتها عمر كسواني دون أي احترام وأي اعتبار لحرم لالجامعة والخطورة المتشكلة على حياة الطلبة، تماماً كتجسيد لما جاء في مسلسل "فوضى"، وبحسب الطالبة أسيل ناصر الدين: "إن ما حدث داخل حرم جامعة بيرزيت هو مماثل لما شاهدته في مسلسل "فوضى"، فتواجدت وحدات "المستعربين" داخل الحرم الجامعي دون تمييزهم من قبل الطلبة، كان تماماً كما تم تصويره في المسلسل في كل عملية للاقتحام، عملية التمويه والتخفي ضربت حرم جامعة بيرزيت، وهذا الهدف من أي عملية يقوم بها المستعربين؛ إثارة البلبلة وإظهار العجز عند الفلسطينيين لردعهم وشل قدراتهم وضرب الروح المعنوية، فهذا ما حصل عند اختطاف الكسواني من أمام مبنى مجلس طلبة الجامعة، فكان توقيت اختطافه عند خلو الجامعة من معظم طلبتها، وذلك لصدم من تبقى منهم وشل قدرتهم على المقاومة".

وأضافت ناصر الدين أن دخول "المستعربين" إلى داخل الحرم الجامعي في اليوم الذي أختطف فيه الكسواني ليست المرة الأولى، إذ لابد أن كان لهم زيارات سابقة لمعاينة الجامعة وأزقتها، وذلك دون أن يدري بهم أحد من الطلبة وحتى الحرس الجامعي، لمقدرتهم على التخفي والخداع، وهذا ما لم يتم تصويره وتمثيله في "فوضى" وهي طريقتهم في الوصول  إلى الهدف أو الضحية بالأحرى.

يسعى الاحتلال دوماً لخلق الشك لدى الفلسطينيين بين بعضهم البعض، من خلال كي الوعي لديهم بطرق مختلفة منها التعليم ووسائل الاعلام وأخيراً الدراما، التي قدم من خلالها الفلسطينيين على أنهم دمويين ودائمي الخيانة، وعمل على أنسنة وحداته الخاصة "المستعربين" وإخفاء جرائمها.

اقرأ أيضا