المتحف الفلسطيني يعمل على إطلاق أرشيف رقمي يروي الحكاية الفلسطينية

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-03-03 11:03:00

بيرزيت اونلاين - إيمان عودة - في خطوة غير تقليدية، أعلن المتحف الفلسطيني عن بدء العمل على مشروع الأرشيف الرقمي الذي يوثق القصص والأحداث الفلسطينية من منظور جديد يتيح للجمهور إمكانية الوصول إلى المواد الأرشيفية بسهولة، وذلك ضمن إطار حماية التراث الفلسطيني من خطر التهديد المستمر من قبل الاحتلال.

مدير مشروع الأرشيف الرقمي في متحف فلسطين إياد عيسى قال إن ما يميز هذا المشروع هو محاولته لسرد القصة بطريقة مغايرة عن الأرشيفات الكلاسيكية الأخرى للقصة الفلسطينية، حيث يهدف المشروع إلى تكوين أرشيف رقمي، يكون متاحاً للجمهور ويضم تسجيلات صوتية وصورا فوتوجرافية وقطعا ووثائق وأعمالاً فنية تنتمي إلى مجموعات أرشيفية مهددة توثق تاريخ فلسطين منذ عام 1800 حتى وقتنا الحاضر، ويعتمد كجزء من بحثه على أرشفة المواد بناء على الذاكرة الشفوية، إذ يستعرض 145 مادة أرشيفية مهددة بالمصادرة أو التلف أو الضياع، ويحولها إلى مواد رقمية وينشرها على منصاته الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية على مدار ثلاثة أعوام بتمويل من صندوق أركيديا.

وأضاف عيسى:" ما زلنا في المراحل الأولى من تنفيذ المشروع، وسنعتمد أثناء عمليات الجمع على نوعين من الأرشيف، هما الأرشيف المؤسساتي أي أرشيف المؤسسات الأهلية والمجتمعية، والأرشيف الفردي أي بالاعتماد على قصص الأفراد والذاكرة الشفوية للفلسطينيين في الداخل المحتل والشتات أيضاً، حيث نهدف إلى جمع ما يقارب  مئة ألف مادة أرشيفية في السنة الثالثة للمشروع، وما أن ننتهي من عمليات الجمع سوف نقيم معرضا يضم هذه المرحلة من التاريخ الفلسطيني والتي ستعرض بأسلوب وشكل خاص، وسندعو إليه الباحثين والفنانين والمصممين وغيرهم للاطلاع على المعرض وتحويله الى أفلام وغيره من الأعمال لتسهيل وصول مواده للناس وتعريفهم به.

وتابع عيسى:" فكرة الأرشيفات الكلاسيكية تبنى على مشاريع، حيث إن كل متحف يضم أقساما يغطي كل قسم حقبة زمنية معينة، أما المتاحف الجديدة فتقوم بإدخال مواد جديدة قريبة إلى أسلوب رواية القصة، وهذا تحديدا المشروع الذي نعمل عليه في الأرشيف الرقمي، وبذلك يمكننا تعريفه بالمستودع الذي نقوم من خلاله باستعمال القصص والمواد المؤرشفة، وعرضها بأسلوب مختلف، لكننا لا نعني بذلك التنافس مع هذه الأرشيفات، بل إن دور الأرشيف الرقمي جاء مكملا وموازيا للأرشيفات الكلاسيكية الفلسطينية، حيث نعمل في المتحف على بناء الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع ليوفر سهولة وصول الجمهور إلى كافة المواد الأرشيفية المرفقة عليه، كما أننا نعمل على توفير وحدة عمل ميدانية في القرى والمدن الفلسطينية لمساعدة الأفراد الذين يعجزون عن الوصول للموقع وتوفير المواد لهم.

وأكد عيسى أن المشروع يكتسب أهمية فردية في مواجهة التهديد والضياع المتواصل الذي يشهده الموروث الفلسطيني جراء الاحتلال، ومحاولاته المستمرة في تشريد أبناء الشعب الفلسطيني وتشتيته في كافة أماكن تواجده، إذ يتصدى لهذا الواقع من خلال حفظ ما يمكن حفظه من مواد وصورٍ فوتوغرافية ووثائق وأعمالٍ فنية وأفلام وتسجيلات سواء صوتية أو ورقية، والتي تشكل العنصر الأساسي من عناصر التاريخ الفلسطيني الحديث.

وقد ورد في بيان لإدارة المتحف الفلسطيني:" إن هذا المشروع سيعزز من أداء المتحف الفلسطيني لمهمته باعتباره مؤسسة ثقافية عابرة للحدود تربط الفلسطينيين أينما وجدوا وأنصار القضية الفلسطينية بتاريخ فلسطين الثري وحضارتها العريقة".

يذكر أن المتحف الفلسطيني هو أحد المشاريع الثقافية المعاصرة، واحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون التي تعمل في مجال التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في فلسطين ولبنان، وقد ساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها من منظور جديد، كما وفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية والأبحاث المبتكرة على المستويين المحلي والدولي.

اقرأ أيضا