عندما تكون الصورة بألف كلمة

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-02-18 02:02:00

بيرزيت اونلاين - مجد عقل - صور تمس شغاف القلب وأخرى تبعث على الأسى والحزن، فأكثر من 100 عام وفلسطين تلاطمها الأحداث، وما صور الصحفيين إلا انعكاس ٌيحكي معاناة  الاحتلال والتشرد، وأوصلت هذه الصور مصوريها للعالمية لما تحمله من معانٍ إنسانية وثقت تاريخ شعبٍ محتل.

برز في الأفق ثلاثة مصورين فلسطينيين فضحت صورهم جرائم الاحتلال، بينت قصصاً عاشها نساء وأطفال فلسطين، فالمصور الصحفي علاء بدارنة روى القضية والمعاناة والأمل من خلال ما التقطه بعدسة الكاميرا، مشيراً إلى أنه يرى بأرشيفه عدداً لا باس فيه من الصور التي يمكن أن يسميها صوراً مؤثرة واستخدمت إعلاميا على نطاق واسع.

وعن الصور التي يرى بدارنة بأنها أثرت وكان لها مكانتها الخاصة، اعتبر أن صورة السيدة محفوظة التي احتضنت شجرة الزيتون ما زالت تستخدم بقوة ليومنا هذا، وهنا تكمن أهمية الصور التي لا تذهب إلى أدراج النسيان، صورة الطفل الذي يحتمي بوالدته أثناء عبور حاجز عسكري هي الأخرى لاقت اهتماماً واسعاً، وصورة ثالثة لسيدة في لحظة وداع شهيد والصورة كانت لوجه السيدة بتفاصيله دقيقة، إذ نرى تجاعيد وجهها التي الشاهدة على الزمن الماضي ودموعها التي تبين حزنها.

ولهذا لم تختلف كثيراً هذه الصور عن تلك التي صورها المصور الصحفي جمال العاروري فهي أيضا توثق لحظات عاشها الفلسطينيون، ومن أهمها صورة امرأة فلسطينية أنجبت مولودها على أحد الحواجز التي وضعتها قوات الاحتلال إذ أشار العاروري إلى أن أهمية هذه الصورة تكمن في سببين، الأول كان يتمثل بأنها أول صورة تلتقط لامرأة تنجب على حاجز للاحتلال بالرغم أنه سبق هذه الحالة حالات إنجاب أخرى على الحواجز، لكن هذه قد تم توثيقها وانتشار قصتها بعد نشرها على موقع الوكالة الفرنسية AFP، وأصدرت حكومة الاحتلال على إثر ذلك قراراً بوقف نشر الصورة لادعائهم بأنني قمت بالتنسيق مع المرأة لتنجب على الحاجز، وبعد إجراء تحقيق بالموضوع استطاعت الوكالة من إعادة نشر الصورة مجدداً لتصل لكل أنحاء العالم، وقد اتصل بي شخص من مكتب الرئيس ياسر عرفات آنذاك، وإذ بي أتفاجأ بأن الرئيس أبو عمار يكلمني  ويشكرني على الصورة، واستأذن بأن يستعملها،  وقد عرضها في منابر دولية لإظهار ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين.

صورة اعتبرها العاروري مهمة في مسيرته، كانت صورة الجندي الإسرائيلي الذي يطلق النار على رجلٍ فلسطيني مسن، لأنها خلقت جدلاً في الوكالة الفرنسية  بين  مسؤولي التحرير حول لحظة خروج الرصاصة من سلاح الجندي، فكان الجدل حول استخدام برنامج "الفوتوشوب" أم لا  بالرغم من وجود كثير من الصور التي تظهر فيها الإضاءة من فوهات البنادق لحظة إطلاق الرصاص وقنابل الغاز.

وفي ذات السياق، وحول ما تحمله الصور الصحفية من قدرة على التوثيق والمساحة الواسعة على التأثير، برز المصور الصحفي عصام الريماوي الذي انتشرت له العديد من الصور، فصورة المواطنة الفلسطينية التي تصرخ مستنجدة خلال محاولتها إسعاف متضامنة أمريكية أصيبت في عينها بقنبلة غاز خلال وقفة تضامنية مع سفينة مرمرة التي تعرضت لقرصنة إسرائيلية قرب سواحل غزة كان لها تأثير كبير كونها كانت معبرة جدا لما حدث وخاصة خلفية المشهد، والذ هو جدار العنصري المرسومة عليه صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات وكأنه ينظر ويتابع ما يجري من اعتداء إسرائيلي على الأبرياء والمتضامنين مع شعبنا.

كذلك صورة عائلة فلسطينية تحاول إفلات ابنها الطفل المصاب بكسر في يده خلال اعتقاله في قرية النبي صالح، وقد اختارها الريماوي على أنها من أفضل الصور الصحفية التي التقطها موضحًا سبب اختياره لها: "لقيت صدى على مستوى العالم وحصلت على جائزة الحرية فيها، الصورة كانت رمز للحرية والدفاع عنها وعلى همجية المحتل تجاه الأطفال".

وقد وجّه المصورين الـثلاثة نصيحةً لكل مصور حديث العهد في مجال التصوير أن يجتاز مرحلة إتقان استخدام الكاميرا تقنيًا قبل أن يخوض التصوير الصحفي، وأن لا يكون ميدان التصوير الصحفي هو ميدان تدريب تقني له كي يكون لديه القدرة على فهم ما يمكن أن تعنيه الصورة الصحفية، وأضافوا بأنه يجب امتلاك مهارات إعلامية أخرى تساعد المصور بمعرفة عناصر الصورة الصحفية وأسسها وأخلاقياتها ومهارات المصور نفسه قبل أن يكون مجرد شخص يحمل كاميرا.

اقرأ أيضا