"تنابز الألقاب" في فلسطين، شكل من أشكال التمييز العنصري

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-02-16 02:02:00

بيرزيت اونلاين - دينا بخاري - ظاهرة التنابز بالألقاب هي ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء العالم، وهي عبارة عن مسميات أو ألقاب تطلقها جماعات اجتماعية على جماعات اجتماعية أخرى، أو يطلقها فرد للاستهزاء بفرد اّخر مثلًا أن يلقبه بالأعور، بهدف السخرية والاستهزاء، ويمكن اعتبارها نوع من أنواع الاضطهاد والتمييز، واعتداء على كرامة الإنسان.

هذه الظاهرة متداولة في جميع المجتمعات بلا شك! لكن في فلسطين هناك ألقاب متداولة من قبل الاحتلال الاسرئيلي، الذي قسم الأرض الفلسطينية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل، ما أثر على هوية المجتمع واحترام أبنائه لبعضه البعض بإطلاق ألقاب تشير إلى العنصرية التي نجح الاحتلال بزرعها في الشعب الفلسطيني.
مصطلحات نجح الاحتلال في ترسيخها بأذهان الفلسطينيين

مصطلح "اشتاحيم" أو "ضفاوي" أصبح من المصطلحات المتداولة على لسان الشعب الفلسطيني، والذي يقصد به الفلسطيني حامل الهوية الخضراء، والمقيم في الضفة الغربية. ومن الجدير ذكره أن هذا المصطلح هو كلمة عبرية، تشير الى بقعة جغرافية معينة وهي الضفة الغربية، لكن الاحتلال نجح بزرع الفتنة بين أفراد الشعب، لدرجة ان هناك عدد كبير من الفلسطينين أصبحوا يطلقون على حامل الهوية الخضراء كلمة "ضفاوي" أو "اشتاحيم ".

مصطلح " عرب اسرائيل " من أكثر المصطلحات خطورة،الذي يستخدمه كثير من الفلسطينيين الذين يجهلون دلالاته السياسية والوطنية والاجتماعية، فمن أبسط دلالاته وأكثرها ألمًا أنه يعني أن الفلسطينيين الذين يعيشون في وطنهم فلسطين المحتلة عام 1948م هم أقلية قومية تعيش في دولة مضيفة، كما هي حال الأقليات القومية التي تعيش في دول عديدة. كما أن المصطلح يقطع الصلات القومية بين الفلسطيني ومحيطه العربي وفضائه الجغرافي القومي؛ لأن التركيبة اللغوية للمصطلح تجعل من كلمة (عرب) مضافة إلى كلمة (اسرائيل)، وكأن هؤلاء الفلسطينيين منسوبون إلى إسرائيل، ولا صلة لهم بأشقائهم العرب.

وقد ظهر مصطلح (عرب إسرائيل) لأول مرة عام 1951م من قبل حركة (الماباي) (حزب العمل) الذي أطلق على القائمة العربية الملحقة به في انتخابات الكنيست الثانية اسم (قائمة الديمقراطية لعرب إسرائيل).

"عرب اسرائيل، هو تسمية استعمارية بحتة، بررها الاحتلال في فترات تاريخية معينة، حيث لم يشعر الناس في تلك الفترة بمدى خطورة وتأثير هذا المسمى عليهم في المسقبل، واستمر تداوله حتى اليوم، وهذه التسمية اليوم غير مقبولة لأنها  توصف الشعب الفلسطيني داخل الاراضي المحتلة بأنهم اسرائيليون وهذا غير مقبول بتاتا، بل أبناء الشعب في الأراضي المحتلة، هم من بقوا على أرضهم ودافعوا عنها في الوقت الذي تنازل العرب عنها" كما قال الأستاذ في دائرة علم الاجتماع بجامعة بيرزيت أباهر السقا.

"عرب الداخل او الخط الأخضر أو عرب 48"،  جميع هذه المصطلحات أطلقت أيضًا بسبب تعامل العرب المباشر مع الإسرائيليين، كونهم مواطنين يحملون الجنسية الاسرائيلية المفروضة عليهم، بما نستنتج أن الاحتلال نجح في التأثير على الثقافة، وزرع الفتنة والانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني.
 "تايلندية" مصطلح نتج عن الركود الاقتصادي
ومن المصطلحات المتداولة على لساننا بشكل كبير "أهل تايلند"، والمقصود بهم أهل الشمال في جنين وطولكرم ونابلس، وكما قال السقا أن هذا المصطلح أطلقه أبناء الشعب الفلسطيني على بعضهم البعض، وهو شكل من أشكال التمييز الذي يمارسه الفلسطينيون فيما بينهم، وبهذا المصطلح هم يستهزئون بالتايلندي الذي كان في فترات تاريخية سابقة يبيع جهده مقابل مبلغ مالي بسيط، إذن فالفلسطيني يتعامل مع الفلسطيني الاّخر بفوقية، نتيجة ضعف الاقتصاد في مناطق الشمال، فيلجؤون الى مناطق الوسط بالتحديد إلى مدينة رام الله بحثًا عن لقمة العيش.
وأضاف السقا أنه صدر في فترة من الفترات مذكرة قانونية بمعاقبة من يطلق هذه التسميات والتعابير، وذكر انه لو كان يملك بيده زمام القرار لما استعمل القانون لأنه لن يحلّ المشكلة، بل يجب القيام بحملة توعية للفلسطينيين للحدّ من هذه الظاهرة، وتوعيتهم بمدى خطورتها وتأثيرها علينا كشعب يقع تحت الاحتلال.

إن سبل مواجهة الظاهرة تبدأ من خلال التوعية، ثم يمكن في المرحلة الثانية اللجوء إلى قانون يمنع إطلاق هذه المسميات، وتغريم من يطلقها كما هو الحال في أوروبا حيث يغرّم الفرد عند إطلاقه مسمى عنصري مسيء للآخر، كما يجب متابعة الأخبار المحلية والدولية التي تطلق وتنشر مثل هذه المصطلحات، وتحرير الفرد من المصطلحات العنصرية وتوعيته بمدى خطورتها علينا كشعب واحد وقضية واحدة.

اقرأ أيضا