تصوير المتظاهرين، كسب التعاطف الدولي أم طريق للاعتقال

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-01-26 01:01:00

بيرزيت اون لاين - جورين قدح - بعد أن خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأعلن أمام العالم قراره بأن القدس عاصمة لـ"إسرائيل"؛ اشتعلت الأوساط العالمية عموما وفلسطين خصوصا، فانتفض الفلسطينيون ثانية، وخرجوا في مسيرات ومظاهرات واشتبكوا مع قوات الاحتلال على الحواجز العسكرية ونقاط التماس؛ تنديدا بقرار ترامب. من هنا أصبح الصحفيون ومستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي يتناقلون الأحداث ويوثقونها بتفاصيلها، لدرجة جعلت بعض الشباب والشابات يفاجأون بصورهم أثناء مشاركتهم في المواجهات منتشرة على صفحات الفيسبوك، وهو الأمر الذي يسهل على الاحتلال معرفة وجوههم، فيكونوا فريسة سهلة للاحتلال.

قاب قوسين أو أدنى لكن ..

"أفلت من أيدي المستعربين بعد أن أوشكوا على الانقضاض عليّ، لكن عدسات الكاميرا أبت وشهدت ضدي فكانت سببا في اعتقالي، فانا ضد التقاط الصور ومن ثم نشرها وتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك، فما هي إلا طريقة لتقديم أعمارنا على طبق من ذهب للاحتلال، يا ليت لو يعي الصحفيون بخطورة مثل هذه الصور والفيديوهات على المتظاهرين"، هذا ما قالته الطالبة في الكلية العصرية شهد نخلة إحدى ضحايا الاعتقال بسبب صور لها على الفيسبوك.

من جانبه قال دكتور الإعلام في جامعة بيرزيت محمد أبو الرب:" إن تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الصور والفيديوهات، قد يكون من باب التفاخر بما يقوم به الشبان الفلسطينيون من انتفاض وثورة ضد قرار مصيري يمس عاصمتهم الأبدية، ولكن الاستخدام الخاطئ والعشوائي لتلك الصور عاد في بعض الأحيان بأثر سلبي، تمثل في الاعتقال والتنكيل ببعض الشبان. كما حصل مع الطفلة عهد التميمي التي اعتقلت بعد ان تداولت المواقع فيديو لها وهي تطرد جنود إسرائيليين من أمام منزلها، في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله".

وأوضح  بأن التقاط صور لمظاهر الاحتجاج له أهمية كبيرة في إظهار حجم التفاعل والمشاركة الجماهيرية بمثل هذه الأحداث، ولكن الخلل يكمن في آلية التقاط الصور وليس الصور بحد ذاتها.

ونوه  أبو الرب إلى أن صعوبة التحكم في هذا العالم الافتراضي الكبير، الذي يتيح نشر أي معلومة على نطاق كبير، يجعلنا بحاجة لقانون واضح يحدد الخصوصية والأمن المجتمعي، كما في بعض الدول الغربية التي تمنع تصوير الأشخاص بوضعيات معينة، كذلك تصوير التظاهرات والاحتجاجات الذي يعرض الأفراد للخطر.

من جهة أخرى أكد المصور رامز عواد على استعداده للمخاطرة بحياته من أجل التقاط صورة بزاوية ورمزية قوية، ولكن دون تعريض أي متظاهر للاعتقال. وأضاف:" في لحظات ومواقف معينة يكون الخطأ هو خطأ المصور، ليس في التقاطه للصورة ولكن باختياره لما سوف ينشر من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي".

تكررت حالات الاعتقال على خلفية الصور الملتقطة وحتى على النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤكد ضرورة وجود إستراتيجية واضحة في التعامل مع الفضاء الإلكتروني والإعلامي لتجنب الأضرار قدر الإمكان وعدم تمكين قوات الاحتلال من الحصول على مصدر معلومات مجاني بممارسات فلسطينية خاطئة. 

 

اقرأ أيضا