قرار الكونجرس الأمريكي بعمر 22 عام وترامب يتحدى كل القوانين الدولية !

تم النشر بواسطة: Ehab Khaseeb 2017-12-28 11:12:00

بيرزيت اون لاين - إيهاب خصيب - بعد مرور 22 عاماً على قرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال، وتأجيل رؤساء الولايات المتحدة  الأمريكية، بيل كلنتون وجورج بوش وباراك أوباما توقيع هذا القرار الذي صادق عليه الكونغرس في 23 اوكتوبر من العام 1995، يأتي اليوم الذي وقع فيه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب على هذه القرار، متحدياً بذلك المجتمع الدولي الذي يعتبر القدس الشرقية محتلة حسب قرارات الامم المتحدة، دون مراعاة لأي جانب اخر وقلب مصير القضية الفلسطينية رأساً على عقب بعد 24 عاماً من المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.

لماذا الأن؟

قال دكتور العلوم السياسية في جامعة بيرزيت عبد الرحمن ابراهيم، إن من أسباب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال هو ضغط الجناح اليميني الصهيوني على الإدارة الأمريكية وهناك العديد من اليهود المناصرين لدولة الاحتلال يعملون في الإدارة الأمريكية، فمن يدير عملية السلام في الشرق الأوسط هو جاريد كوشنر، كونه يهودي الديانة وله علاقات جيدة مع المسؤولين السياسين في إسرائيل وصهر الرئيس ترمب, ودافيد فريدمان الذي يشغل منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل والداعم للمستوطنات وبناءها، وجيسون غرينبلات الذي يتولى منصب الممثل الخاص للمفاوضات الدولية مع التركيز على الصراع مع الاحتلال، وبالتالي سينحازون لصفه.

وأضاف أنه لا يمكن خروج أمريكا من عملية السلام في المنطقة كونها الدولة العظمى عالمياً، وفشل العديد من الدول سابقا بإدارة عملية السلام مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا.

وبين ابراهيم، أن "إسرائيل" لن تقف عند إعتبار القدس عاصمة لإسرائيل فقط، فبعد توقيع قرار ترامب، اعلنت إسرائيل عن بناء 14 ألف وحدة إستيطانية في مدينة القدس، ومن الممكن أن تدعو لاحقاً للاعتراف بأن الضفة الغربية جزء من دولة الاحتلال.

واعتبر ابراهيم، أن فكرة حل السلطة الفلسطينية وسحب إعترافها بإتفاقية اوسلو ودولة الاحتلال، خطوة لها تبعات عديدة لا يمكن معرفة إن كان من الممكن القيام بها، حيث يجب ان يكون هناك قدرة كبيرة على تحمل مثل هذه الخطوة وما يترتب عليها، إضافة إلى مدى قدرة منظمة التحرير على القيام بدورها من خارج الوطن. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن هذه القرار إلا اذا كان الموقف العربي والإسلامي موقفا صامداً وجدي وقادر على إغلاق السفارات الأمريكة في دولهم ومقاطعة أمريكا.

ما مصير الفلسطينين في مدينة القدس؟

يبلغ عدد الفلسطينين في مدينة القدس الحاملين لهويات الإقامة الدائمة، 324 ألف فلسطيني حسب آخر الأرقام الإسرائيلية الرسمية التي صدرت في مايو/أيار الماضي، وهو ما يشكل 37% من سكان مدينة القدس، بشقيها الشرقي والغربي.

وقالت أستاذة التاريخ والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت رنا بركات، إن منهجية الاستعمار الاستيطاني الصهيوني كمنظومة هو السيطرة والنفي، فهذه هي سياسة الصهاينة لدى جميع الفلسطينين ويسعون دائما للتلخص من الفلسطينين، فمن المحتمل أن يساعد قرار ترامب الإحتلال الإسرائيلي في إخلاء وتهجير الفلسطينين من مدينة القدس، وأضافت أن عدد المقدسين ليس بالعدد القليل، لذلك سيعمل الاحتلال على تقليل من أعداهم والإستلاء على ممتلكاتهم. 

 

القانون الدولي

وبينت أستاذة القانون في جامعة بيرزيت نوار بدير، أن قرار ترامب يتعارض مع حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، فالأمم المتحدة أصدرت العديد من القرارات سواء من مجلس الأمن أو من الجمعية العامة لصالح الشعب الفلسطيني، ومنها قرار 3236 الذي صدر في 22 نوفمبر 1974، ويؤكد القرار الحقوق الثابتة لشعب فلسطين وحقهم في تقرير المصير، ولكن قرار ترامب ينتهك الحق الفلسطيني وايضاً حقوق مجلس الأمن والجمعية العامة.

وأضافت بدير، أن قرار ترامب لا يشكل خطورة كونه قرار فردي ومخالف للقانون الدولي، إلا في حال قيام الدول الأخرى بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفاراتها إلى مدينة القدس، وأكدت أن الأمر المخيف هو ما سيحدث في المستقبل من قبل الدول الأخرى.

وأوضحت بدير، أنه يمكن التوجه إلى المحاكم الداخلية للولايات المتحدة الامريكية والطعن بها، كونه قرار فردي من دولة واحدة فقط، مشيرة أن القيام بمثل هذه الخطوة يحتاج إلى إجراءات معقدة ومتابعة مستمرة.

 

اقرأ أيضا