اوسكار، حين يصبح الجنون نهجاً لتحقيق الحلم

تم النشر بواسطة: waleed.zayed17 2018-01-02 12:01:00

البداية الأولى.. والرؤية الأولى

بيرزيت اون لاين - فالنتينا ابو حامد- "لتكتشف نفسك عليكَ أن تضيع في خدمة الآخرين"، بهذه المقولة اكتشف الشاب عقبة سلامة نفسه بعد أن قضى 17 سنةً مليئةً بالأعمال التطوعية التي انخرط بها من أصغر قائد لإحدى المجموعات الكشفية، إلى منسق أنشطة في إحدى الجمعيات الخيرية في رام الله، والكثير بينهما تشكل نهج التطوع بأوضح صوره لدى سلامة، ومنه تبلورت فكرة كانت الأحب لقلبه والأقرب إذ أنه  تجاوز بها مرحلة إيمانه بنفسه، بل استطاع أن يجعل الآخرين ممن يملكون الموهبة أن يؤمنوا بأنهم قادرين على إطلاق العنان لأرواحهم الشابة، وعلى تحقيق التوازن بين هذه الموهبة وحياتهم العملية والعلميّة؛ من هنا تأسست فكرة فرقة رقص وفنون شعبية حملت اسم "فرقة أوسكار" والتي كان كان لها من اسمها نصيب!

تأسست فرقة أوسكار الاستعراضية عام 2013 في رام الله، وتقدم عروضاً للدبكة الشعبية الفلسطينية بأسلوب جديد وعصري، وتركز في عروضها على الأعراس في كل مكان، بهدف الارتقاء بالأعراس الفلسطينية وتقديم نموذج لائقٍ للأعراس، فيقول عقبة: "الناس يحاربوننا ويعايروننا أننا نعمل بالأعراس ونشتهر بها لكن نحن فخورون بذلك، فمن خلال هذا العمل نرتقي بالأعراس كما أنها مصدر لدعم جنوني ودعم شبابي".

من موهبة.. لنهج.. للفلاش موب

أن تسعى لتحقيق حلمك وتعزيز موهبتك أمر يتطلب الكثير من الوقت والجهد، والتوفيق بينهم وبين التزامات أخرى مفروضة عليك ليس بالمهمة السهلة حسب ما قال عقبة:"عندما يصل المتطوع الى سن معين ويصبح لديه التزامات عليه القيام بها كالدراسة مثلاً، يضطر الى ترك النشاط، ومن هنا جاءت فكرة إيجاد فرقة أو منظومة جديدة توفق بين العمل أو الالتزامات والموهبة، ففرقة أوسكار تقدم عروض يأتي من خلالها ربحاً مادياً، يدعم كل شاب وفتاة ليستمر في موهبته وحياته الإجتماعية".

تهدف فرقة أوسكار حسب رؤية مديرها وأعضائها إلى تطوير التراث الفلسطيني بأسلوب ونمط جديد وإحياءه بين الشباب الفلسطيني، بالإضافة إلى مشاركتهم بحفلات الزفاف أصبحت الفرقة تشارك بعروض في شوارع المدينة بما يعرف بـ"فلاش موب"،تحيي فيه الأغنية الفلسطينية بالثوب والرقصة الفلسطينيين.

ومعنى "الفلاش موب"هو أن يتجمع مجموعة من الناس فجأة في مكان ما ويقومون بأفعال أو حركات لفترة وجيزة بهدف الترفيه والتعبير الفني، وكانت فرقة أوسكار هي أول من أدخل الفلاش موب إلى فلسطين عام 2014كما أشار المدير عقبة، فتعمل على ابتكار أفكار جديدة تحاكي قضايا وأحداث معينة في الوسط الفلسطيني وتقدمها من خلال "الفلاش موب" مثل فلاش موب الشهيد الفلسطيني الذي لاقى مشاهدات كثيرة على الفيس بوك، مضيفاً: "نحن عندما نبتكر فكرة لقضية ما نحسها ونعيشها، ونعيش القضية، فنحن نبض الشارع وأولاد الشارع الفلسطيني، نستطيع بكل حرية ووضوح النزول للشارع لمعالجة أو محاكاة حدث معين بطريقتنا الخاصة، لذلك نحن نقدم الفكرة من القلب من أجل فلسطين والتي هي القلب".

على إيقاع الدبكة الفلسطينية.. ترقص الأغاني التراثية

في العادة فرق كهذه أو أي مؤسسة وغيرها تسعى في بداياتها إلى الحصول على الدعم الخارجي لمساعدتها على التقدم، لكن فرقة أوسكار ارتأت غير ذلك، وفضلت الاعتماد على نفسها، فالعروض والمشاركات بالمهرجانات كانت تدر عليهم ربحاً قليلاً في البداية، لكنه كان يعكس رؤيتهم التي بدأوا بها، وأضاف سلامة: "نحن مجموعة مجنونة لنا فكرنا وأسلوبنا ولا نريد لأحد أن يؤثر علينا، ونعلم أن من أراد أن يقدم الدعم سعى إلى التأثير".

وأشار عقبة إلى أن الدبكة ثقافة وليست هواية، والشارع الفلسطيني فيه عزوف كبير عن التراث، "عندما نضع أغنية دبكة أثناء اختبار مجموعة من الذين يتقدمون للانضمام بالفرقة، أحزن كثيرا لأنهم لا يعرفون الأغنية ولا يعرفون الدبكة أصلا! لذلك جئنا بفكرة الفلاش موب لإحيائها، فعلى كل فلسطيني معرفة أن الدبكة جزء من ثقافتنا وهويتنا الفلسطينية".

على الرغم من الصعوبات التي واجهتها الفرقة منذ بدايتها سواء بخصوص اختلاط الشباب والفتيات في قاعات الأعراس أو في الشوارع، أو بخصوص إدخال شيء جديد إلى الوسط الفلسطيني كالفلاش موب التي أصبحت حينها قضية شغلت الشارع؛ إلا أنه بإيمان عائلة أوسكار بأفكارهم ومواهبهم استطاعوا أن يحققوا نجاحاً في الوسط الفلسطيني، وجلب اهتمام الناس بهم ومحبتهم، فجعلوا الناس يتقبلونهم ويثقون بهم وبأعمالهم.

الخطط المستقبلية

 تعمل أوسكار على صعيدين الأول هو الأعراس والمهرجانات، والثاني على صعيد الفن والدبكة؛ وبالنسبة للأعراس، كانت فرقة أوسكار في بداياتها فرقة جميلة تقدم عروضاً لطيفة وفقرة في أول العرس أو نصفه، أما الآن فقد وصلت لمرحلة افتتاح أول مكتب لتنظيم الأعراس، فيقول عقبة: "في هذا المكتب نعمل على تنظيم حفلات الزفاف في كل مكان، وتصل خدماتنا إلى جميع مناطق الضفة، ونتكفل بكل التجهيزات من طباعة بطاقات الدعوة وتزيين القاعة وتأمين كل ما يلزم فيها كالاضاءة والصوت والـ(دي جي) وصولاً إلى فستان العروس"؛ أما على صعيد الفن والفرقة الفنية يقول سلامة: "نطمح للعالمية من خلال إبداعنا، وتقديم تراثنا بصورة جديدة وجميلة".

 

اقرأ أيضا