رغم الجدل، الفتاة الفلسطينية لم تغب عن نقاط التماس
بيرزيت أون لاين - سندس زيتون - نقاشات طويلة - دارت وما تزال - على مواقع التواصل الإجتماعي على خلفية مشاركة الفتيات الفلسطينيات في المواجهات ضد قوات الاحتلال على نقاط التماس، وذلك بعد انتشار عديد من الصور للفتيات أثناء المواجهات على الحواجز العسكرية.
أسلوب التقاط الصورة ينقل مفاهيم عديدة وقد يكون سبباً في إشعال خلافات حادة بين المتابعين. هذه المفاهيم تختلف من طرف إلى آخر، فهنالك من يراها غير مناسبة ولا تعكس الصورة الصحيحة عن المرأة المقاومة التي تدافع عن قضيتها، وبعض آخر يعتبر هذه الآراء تخلفاً ولا تمت للتحضر بصلة، وتدور الخلافات في هذه الدائرة المفرغة.
جدل لا بد له من أسباب، وحول هذا قال استاذ التصوير الصحفي في جامعة بيرزيت بلال دوفش: "إن الصور التي تنشر على مواقع التواصل في الفترة الأخير تهدف إلى إظهار الجانب الجمالي للمرأة وليس البطولي لنضالها".
مصداقية الصورة الصحافية مرهونة بأخلاقيات ينبغي على الصحفي الالتزام بها بما يناسب معتقدات المجتمع الذي تعكس هذه الصورة توجهاته ومبادئه. وهذا ما أوضحه دوفش بقوله: "معظم المصورين الذين يلتقطون هذا النوع من الصور هم هواة أو مبتدئين ولا يعملون لوكالات رسمية لديها سياسات تحريرية واضحة"، مشدداً على ضرورة الوعي الذي يجب ان يتحلى بها الصحافي خاصة المبتدئ الذي يلتقط الصور أثناء المواجهات، لأنه ينشرها على مواقع التواصل المفتوحة على العالم، وهذا يخرج من الإطار المحلي ويصل الى الإعلام الأجنبي ويستغله اعلام الاحتلال ليظهر صورة سلبية تضر بالقضية الفلسطينية وتثير الجدل على مسائل جانبية ليست هي محور القضية.
و قالت أستاذة دراسات المرأة في جامعة بيرزيت رلى أبو دحو:"لا شيء يحرم الفتاة الفلسطينية المناضلة من المشاركة في المواجهات، ولا ينبغي علينا الثورة فقط ضد الاحتلال بل يجب ان نثور ايضا على القيم البالية والطريقة التي يتم التعامل فيها مع المرأة"، على حد تعبيرها.
وأضافت أبو دحو: "يجب دعم حق النساء في النضال، ومسألة التعليق من البعض على مظاهر الفتيات المشاركات في المواجهات لا يجب ان يقتصر على النقد السلبي، وفي المقابل ينبغي أيضا عليهن ارتداء ما يناسب وما يؤهلهن لمقاومة الاحتلال بطريقة مريحة من ناحية اللباس، وهذا مثلما ينطبق على الفتيات ينطبق أيضاً على الشبان".
وذكرت انه طالما هنالك اختلاف على النضال فحتما سيكون هناك اختلاف على المشاركة فيه، والقضايا الاجتماعية لا يوجد عليها إجماع، لذلك من يؤمن بالتغيير يجب عليه أن يناضل من أجله، فالمجتمع الفلسطيني متنوع وهناك اختلاف في التفكير والرؤية بين الأفراد فيما يتعلق بالنضال الوطني.
الخلافات الدائرة على خلفية مشاركة الفتاة الفلسطينية في ساحة المواجهة الى جانب الشبان بسبب عدة صور تلتقط للفتيات بطرق لا تمت للوطنية بصلة، تضعف التركيز على مبدا المشاركة والمواجهة ضد الاحتلال وتسلط الضوء على هوامش جانبية لا تعكس صورة الواقع والحال الفلسطيني المنتفض ضد الاحتلال.