صورة الجسد التي تشكلت في عقولنا

تم النشر بواسطة: رزان ناصر 2018-01-17 11:01:00

 

بيرزيت اون لاين - رزان ناصر- الصورة التي يبتكرها المرء في عقله ليسعى جاهداً إلى تطبيقها على جسده، متحملا كافة الصعوبات في سبيل تحقيق هذه الصورة الخيالية. كيف أشعر بجسدي؟  وكيف يراه الأخرون؟ فهذا أهم ما يدور في عقلي. فجميعنا نسعى إلى جعل أجسادنا ذات صورة مثالية لتأقلم مع الواقع المحيط بنا.

في مقابلة مع بيرزيت اون لاين قالت مساعدة التدريس في دائرة علم الاجتماع في جامعة بيرزيت رند الوحش أن "الشخص يرى جسده من خلال الآخر، ففي البداية كان التفكير بالجسد العلوي فقط، فالأرجل لم تكن لها أهمية، الوسط والوجه هما اللذان يعبران عن الجمال، فالجميع كان يسعى إلى إبراز جمال الوجه من خلال استخدام مستحضرات التجميل، أما الآن أصبح الجسد بكامله يعبر عن جمال الشخص.

 وأضافت الوحش بأن الشركات الرأسمالية هي التي تؤثر وتتحكم في تكوين صورة الجسد، عبر السعي لطرح منتجاتها التجميلية كأنها هي التي تصنع الجمال، من خلال الإعلانات التي تعرضها هذه الشركات، فيتلاعبون على الحاجات الأساسية للشخص، أي أنه عندما يستخدم هذا المنتج سيصبح جميلاً وشكله مقبولٌ من قبل المجتمع. فتصبح الرغبة حاجة ملَحة، فالذات تتحقق من خلال الجمال أولاً.

 

من جهتها، قالت مديرة النادي الرياضي "تراي فيتنس" رولا عيسى لـ بيرزيت اون لاين،أن عدد النوادي الرياضية في مدينة رام الله وصلت إلى أكثر من 25 نادياً، وهذا دليل على إقبال الناس عليها. وأضافت أن نادي تراي فيتنيس تأسس عام 1998 وهو النادي الثالث في مدينة رام الله، حيث كان الاقبال عليه في ذلك الوقت ضئيل جدا مقارنة مع السنوات الأخيرة، إذ بلغ 70% رجالا و 30% نساء.

وبينت عيسى أنه في الوقت الحالي أصبحت النساء تهتم بمظهر الجسد بشكل كبير، وأدركت أهمية  الرياضة وكيفية تأثيرها على شكل الجسم وصحته، لذلك ازدادت نسبة النساء بشكل كبير على النوادي الرياضية، فالفرق في نسبة الرجال والنساء في النادي تضائل، بحيث بلغت النساء نحو 45%.

وحول تأثير الرياضة على رشاقة الجسم وجماله، قالت الطالبة في جامعة بيرزيت رنين مقبول: "عجزت عن شراء الملابس التي أريد بسبب نحافتي، فنصحني البعض أن أمارس الرياضة لفتح شهيتي على الطعام أكثر، ليصبح جسدي أكثر جمالاً وتظهر معالم الأنوثة عليه".

واضافت مقبول:"عندما يصبح جسدي جميلاً سوف أتخلص من العصبية والتفكير الزائدين، فبتالي تزداد قدرتي على تحمل المشاكل والمصاعب التي أمر بها في الحياة، وحالياً أي تغير بسيط أراه في جسدي يسعدني كثيراً،  فالشكل المناسب للجسد يعطي النفس الثقة اللازمة والراحة النفسية".

وهنا نلاحظ أن الصورة المثالية التي سعت لها رنين دفعتها إلى المشاركة في العديد من النشاطات والدورات الرياضية، ما كلفها مادياً للوصول لصورة الجسد المرضية بالنسبة لها.

أما بالنسبة إلى حنين علي "25 عاما"، تحكي تجربتها مع حب الشباب الذي شكل لها هاجساً سعت للتخلص منه بأي وسيلة، فتقول أن وجهها كان عادياً، يوجد فيه  بعض حب الشباب كأي فتاة، ولكن بعد دخولي الجامعة كنت في كل صباح أنظر إلى نفسي في المرآة، ويزداد اكتئابي بالرغم أن وجهي لم يتغير، إلا أن نفسيتي هي التي تغيرت". فكان طبيب الجلد لعلاج حب الشباب هو الحل رغم تكلفته الباهظة، إلا أن رحلة البحث عن صورة الجسد المناسبة لتحصيل الراحة النفسية.

فالشركات العالمية تسعى لتعميم صورة واحدة لصورة الجسد عبر إعلاناتها ما شكّل في عقل المستهلكين صورة واحدة، وهذا ما أثار ضجة حول إعلان لشركة "دوف"، قلل فيه من قيمة أصحاب البشرة السمراء لصالح أصحاب البشرة البيضاء،وهذا الخطأ بين بوضوح سياسة هذه الشركات بتهميش الأعراق والألوان لصالح نمط واحد ثبتت عليه إعلاناتهم.

 

 

اقرأ أيضا