خمسون عاما وسنبلة القمح بيدي أم علي

تم النشر بواسطة: رزان ناصر 2017-12-25 12:12:00

بيرزيت اونلاين - رزان ناصر - النجاح والإبداع رمز هذه الحياة والدافع لاستمراريتها، هناك تميز علمي وعملي، والمرأة الفلسطينية التي تصنع من أناملها نوع من أنواع التراث الفلسطيني، فهي جزء لا يتجزأ من هذا التميز، لتنسج بأصابعها حكايات الماضي لتتحول سنابل القمح من سنابل قاتمة اللون إلى صوان وقبعات بألوان وأشكال أخرى.

ومع التطور الذي نواكبه في هذه الحياة، ووجود الماكينات التي توفر الوقت والجهد، ومع صعوبة إيجاد من يتقن ممارسة نسيج القش اليدوي نجد الحاجة الستينية شريفة رحيمي " أم علي" من بلدة بيت ريما شمال غرب مدينة رام الله، تعمل في نسيج القش وخرصان أشجار الزيتون منذ 50 عاماً، تعلمت أم علي هواية نسيج القش منذ أن كانت طفلة في الثامنة من عمرها على يد نساء قريتها اللواتي يعملن في هذه الحرفة التراثية، فيما بعد، أصبحت تعلّم فن النسيج لزميلاتها في المدرسة في صفها الخامس الابتدائي، وتكون هذه الحرفة النادرة رفيقتها عبر سنوات عمرها. 

وفي مقابلة مع بيرزيت اون لاين تقول الحاجة شريفة: "مزجت بين العمل والفن، وبالرغم من الصعوبات والمشقة التي أتحملها، وذلك كله في سبيل توفير مصاريف التعليم لأبنائي، خاصة أن 3 أبناء يتعلمون في جامعة بيرزيت في آن واحد، فالحياة تحتاج إلى العمل والمثابرة من أجل العيش بكرامة وتحمّل أعباء المنزل، بالإضافة إلى أن زوجي عاطل عن العمل"، وتضيف:"أن هذا العمل أساسه الحفاظ على الأصالة والتراث، إضافة إلى أنني جعلته مصدر رزق لعائلتي".

ولم تقف أم علي عند العمل بالنسيج فقط، بل توسعت في هذا المجال عن طريق المشاركة في تدريب النساء في مختلف المناطق بالضفة الغربية، وتعليمهن النسيج بالقش وخرصان أشجار الزيتون والتطريز، عبر دورات تعقدها مع مؤسسات عدة تعنى بتقديم المساعدة والتعليم للنساء مثل مؤسسة "أصالةو جمعية أصدقاء بيرزيت" وغيرهما. بالإضافة إلى المشاركة في المعارض التي تقام بمختلف المناسبات، والسفر إلى الخارج للمشاركة في معارض دولية من أجل إحياء التراث الفلسطيني.

فما كان هذا إلا نموذج لإمرأة فلسطينية جمعت ماضيها بحاضرها ولم تتخلَّ عنه، بل نقلته إلى الأجيال الشابة لتحمي هذا التراث الأصيل من الاندثار وتساهم في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وكثير من النساء الماجدات كأم علي، يحملن على عاتقهن مشقة الحياة من أجل توفير سبل العيش.

 

 

اقرأ أيضا