صانكي يدم" في جامعة بيرزيت"

تم النشر بواسطة: Alaa Qutiery 2018-01-20 01:01:00


بيرزيت اون لاين - الاء عبد المنعم قطيري - بدأت الحكاية قبل أربع سنوات، حين احتضنت جامعة بيرزيت مبادرةً شبابية، تقوم على روح التعاون وحب التطوع والانخراط في الأعمال الإنسانية. هذه المبادرة حملت اسم "صانكي يدم" والتي تعني باللغة العربية كأنني أكلت، تقوم على فلسفة الإيثار، حيث يقتطع الطالب المشارك في المبادرة جزءاً من مصروفه الشخصي، لتأمين الحاجات الاساسية للذين حرموا منها. 
استنبطت فكرة المبادرة من قصة رجل تركي اسمه خير الدين أفندي، الذي أراد تشييد مسجداً في اسطنبول، وكان عندما يمشي في السوق، وتتوق نفسه لشراء فاكهة أو لحم أو حلوى يقول في نفسه: "صانكي يدم"، ثم يحفظ ثمن ذلك الطعام في صندوق. واستمر على هذا المنوال طوال حياته، إلى أن بنى مسجداً صغيراً في الحي الذي كان يعيش فيه.

وعلى هذا النهج سار طلاب هذه المبادرة وأعادوا إحياء هذا الإسم من جديد، تحت شعار "ان تكون غنياً ليس في كم تملك بل في كم تعطي".

كأنني أكلت عنواناً للتميز

ساهمت هذه المبادرة المفتوحة لكل من يريد من الطلبة الانضمام إليها، في تنمية روح التطوع لديهم، والتي كانت حاضنة للاخوّة والمحبة. وعملت على تحقيق العديد من الإنجازات التي شكلت مصدر فخر للطلبة، وفقاً لما قاله لـ بيرزيت أون لاين، أحد مؤسسي المبادرة طارق أكرم.

وأوضح اكرم:"نحن فخورون بما نقوم به من خدمات متنوعة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتأمين طرود غذائية لعشرات العائلات، ولكن ربما الفخر الأكبر شعرنا به، عندما رأينا البسمة على وجه أحد المرضى بعدما نجحنا في جمع 1500 شيكل له وهي تكلفة عمليته الجراحية". وأضاف حول عن لحظة ما بعد الإنجاز: "روعة الشعور بالرضى والامتنان عند دعم الأسر المحتاجة، والوقوف إلى جانبها ومد يد العون".

إلى ذلك، تتضمن المبادرة تنفيذ نشاطات ترفيهية ميدانية، جمهورها الأساسي هم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. إضافة لتنفيذ العديد من الزيارات لجمعية الياسمين الخيرية وجمعية إنعاش الأسرة وغيرهما، لمساندتهم معنوياً وطبع الفرحة على قلوبهم والابتسامة على وجوههم.


من جانبها، اعربت الطالبة ريناد حموز عن سعادتها لمشاركتها في المجموعة. وعبرت بالقول: "سعادتي حينما أُلبي حاجة إنسان ما، وأن أدخل السعادة إلى قلبه، هي لحظة الفرح الحقيقية التي اعيشها، فرؤية بريق الفرح في عيون الاطفال الابرياء لا شيء يعادله".



"وكأن سعادتهم سعادتي، وإطعامهم يشبعني، كسوتهم تكسيني بكل الحب والامتنان لنعم الله علي"، يردد أفراد صانكي يدم، الذين تجاوز عددهم 500 طالب وطالبة، هذه الكلمات من العبارات عند الحديث عن تجربتهم الإنسانية، التي لا يسعون من خلالها إلى أي جزاء من أحد.
 
لفتت مبادرة "صانكي يدم" الإنسانية انتباه عدد كبير من طلبة الجامعة، وتركت -ولا زالت- بصمة  في قلوب كل من لامستهم بعطائها ومحبتها. هؤلاء هم جزء من مجتمع طلبة جامعة بيرزيت، نظروا الى حياتهم الجامعية بمنظوٍر آخر، رغم ضغط الدراسة وما تحمله من إمكانية  الانعزال عن محيطهم الاجتماعي. فالحياة الجامعية، لا تقتصر على الدراسة الأكاديمية فقط، بل تتخللها أوقات رائعة وتجارب غنية، عليك أن تستغل كل يوم فيها لتبني ذاتك وتمضي في طريق الخير لتسعد غيرك.
ربما حان الوقت الآن إلى وقفة تأمل كل مع ذاته ليسأل: ماذا قدمت من أعمال تطوعية انسانية عمت فائدته على المجتمع؟ ألم يحن الوقت لأن تكون من ضمن الـ 500 طالب وطالبة أصحاب فكرة صانكي يدم؟ إنها فترة تجارب ستبقى خالدة في ذاكرة كل من شارك فيها، لتظل بصمتها في حياة المتطوع ومن قدمت له يد العون. 
 
 

اقرأ أيضا