على نهج المصورة الفلسطينية الأولى "كريمة عبود" تسيرُ النساء
بيرزيت أون لاين – غيداء حموده :
في بهو مسرح نسيب عزيز شاهين في جامعة بيرزيت، كانت المصورة الفلسطينية الأولى الراحلة "كريمة عبود" حاضرة بين جماهير مسابقة " في عيونهن" المختصة في مجال التصوير، والتي استلهمت من " نساء ومهن" عنوانًا لها، تنظم من قبل من مركز تطوير الإعلام، بالتعاون مع كل من وزارتي شؤون المرأة، والثقافة، والبنك الوطني.
بوصول 77 مشاركة، واختيار 33 صورة؛ حصدت 6 منها الفوز؛ لتكون المرتبة الأولى من نصيب صابرين زيدان، التقطتها في قصر جاسر في بيت لحم؛ لفتاة تحمل آلة الكمان، أما الثانية فكانت لميادة عليان من بيت صفافا، وهي صورة لمسنة تتوسط المحال التجارية الفخمة على حد وصف عليان، وتبيع ما تزرع في شارع صلاح الدين في القدس، والثالثة تقلدتها مجد صانوري من جنين، تُظهر فيها سيقان اصطناعية للإعلامية إيناس عباهرة، التي واصلت عملها في راديو البلد دون أن تمنعها إعاقتها عن القيام بذلك.
وفيما يخص المراتب الثلاث الباقية، فكانت اثنتين منها من نصيب قطاع غزة؛ إذ حازت زينب عودة على المرتبة السادسة، والرابعة كانت لإيمان البيومي، إلا أنهن لم يستطعن القدوم من القطاع.
وصولًا إلى المخرجة والمصورة لنا حجازي، والتي استطاعت بدورها أن تتقلد المرتبة الخامسة؛ فكيف لهذا النوع من المسابقات أن يكسر الصورة النمطية عن المرأة؟، تجيب حجازي إنه وبالرغم من التقدم الفكري والتكنولوجي الذي وصلنه له؛ ما زالت بعض المجتمعات ترفض عمل المرأة في مجال الإعلام. لكن على الجانب الآخر كانت حجازي أكثر تفاؤلًا فيما يتعلق بموضوع المسابقة، والذي على حد قولها سيساهم في الشد من أزر المصورات الفلسطينيات ودعمهن؛ ليتمكن من الاستمرار. وعن هذا الإنجاز وماذا سيضيف للمخرجة حجازي، تردف أنها عملت لسنوات طوال في مجال التصوير وإخراج الأفلام لمدة تقارب العشر سنوات، إلا أنها لم تهتم بالشكل الكبير في المشاركة في مسابقات كهذه، لكن من خلال "في عيونهن" استطاعت المصورة حجازي أن تلمس الطاقة الإيجابية، سيما التقدير الذي حاز عليه عملها. وأنهت أن المسابقة ستكون بدايتها في هذا الصعيد، وتتمنى أن تعكس الصورة الأفضل للمرأة الفسطينية سواء داخل فلسطين أم خارجها، لتكون بذلك مصدر إلهام لغيرها من النساء
سلسة الإلهام هذه بدأت بحضور كل من وزير الثقافة : الدكتور إيهاب بسيسو، ووزيرة شؤون المرأة : الدكتورة هيفاء الآغا، ورئيس جامعة بيرزيت : الدكتور عبد اللطيف أبو حجلة، ألقوا بدورهم كلمات جاءت من وحي موضوع المسابقة، كلٌ بمصطلحاته المختلفة، إلا أن المشترك بينهم هو التركيز على دور المرأة في مناحيَ متعددة في المجتمع.
كريمة عبود؛ إبنة الناصرة، والمصورة الفلسطينية الأولى، سجلت رسالة هذا الوطن بحسب ما جاء في كلمة وزير الثقافة : الدكتور إيهاب بسيسو، إذ قدمت عبود دورًا معرفيًا وثقافي تضمن صورًا لعائلات ومدن فلسطينية. وعن المسابقة أشار بسيسو إلى الدور التكمالي الذي تم انتهاجه بين كل من معهد تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، وزارتي الثقافة والمرأة، واصفًا إياه بأنه جوهر النجاح، مضيفًا أن هذا المعرض يشكل امتدادًا لرسالة رواد فلسطين ضمن الحقب الفائتة، و مشيدًا باستمرارية الفكرة؛ لتكون قادرة على جذب المزيد من جواهر الإبداع في المجتمع الفلسطيني على اختلاف أشكاله.
المصور الصحفي وأستاذ التصوير في جامعة بيرزيت، الأستاذ علاء بدارنة، ألقى بدوه كلمة المحكمين، وخير ما استهل به في كلمته أننا بحاجة إلى مئة "كريمة عبود" في مجتمعنا، فهي من أنشأت ثقافًة معينة للصورة الفلسطينية، وأضاف محفزًا الحضور أننا ننافس على أفضل عشر مراتب في مجال التصوير الصحفي، ونحن بحاجة إلى العشرات بل الآلاف منها. واختتم حديثه مشيدًا بدور وزارة الثقافة في وضع المصورين على سلم البداية.
هنا أعزائي القراء نكون قد وصلنا إلى نهاية سلسلة الإلهام هذه، وكأن الفلسطينيات ارتبطن أشد ارتباط بهذا المصطلح، أنهي وإياكم هذه المادة الصحفية، وفي حال أردتم زيارة المعرض فبإمكانم التوجه إلى مسرح نسيب عزيز شاهين، إذ سيستمر ليوم الاثنين الموافق الخامس والعشرين من الشهر الجاري.